100 عمل فني تروج لمصر سياحياً بأيدي تشكيليين من 20 دولة

«ملتقى بيروس للفنون» اختتم فعالياته بشرم الشيخ

100 عمل فني تروج لمصر سياحياً بأيدي تشكيليين من 20 دولة
TT

100 عمل فني تروج لمصر سياحياً بأيدي تشكيليين من 20 دولة

100 عمل فني تروج لمصر سياحياً بأيدي تشكيليين من 20 دولة

اختتم «ملتقى بيروس للفنون» أعماله، بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء في مصر، وذلك بعد مشاركة 35 فناناً من كبار التشكيليين العالميين من 20 دولة في فعالياته، وارتكزت أعمالهم على معالم مصر التاريخية.
وانتهى جدول أعمال الملتقى، أول من أمس، بتنظيم معرض للأعمال الفنية التي أنتجها الفنانون على مدار أسبوع، حيث ضم المعرض 100 لوحة، دارت موضوعاتها حول مصر ومناظرها الطبيعية، وجاءت انعكاساً لما شاهده ولمسه التشكيليون المشاركون أثناء تواجدهم بها.
افتتحت المعرض داون بيكون «القنصل الفخري» لبريطانيا بشرم الشيخ، والدكتور ناصر الجيلاني رئيس جمعية دعم العلاقات الأوروبية العربية بإيطاليا، وعدد من المثقفين والمهتمين بالفن التشكيلي، حيث أشادت «القنصل الفخري» لبريطانيا، بمستوى الأعمال المشاركة التي تمثل تيارات فنية مختلفة، وإنتاجها في وقت ضيق، ما يدل على مستوى المشاركين، مشيدة في الوقت نفسه بالدور التنظيمي للملتقى، بما يؤكد على التفاعل الثقافي الذي طالما ميز الحركة الثقافية في مصر.
وضمت قائمة الدول المشاركة في المؤتمر، ألمانيا، وإنجلترا، وإيطاليا، ولبنان، والهند، وصربيا، وروسيا، وبيلاروسيا، وفرنسا، والمجر، ورومانيا، والأردن، والكويت، وإسبانيا، وكوسوفو، والجبل الأسود، وكوريا الجنوبية، وطاجيكستان، واليونان، بالإضافة إلى مصر.
من جهته، قال الفنان التشكيلي الدكتور أسامة أبو نار، رئيس الملتقى، إن الملتقى حقق هدفه الأساسي في الدعاية وتنشيط السياحة في مصر، عبر دعوة نجوم الفن التشكيلي العالميين، والترويج لمصر في المحافل الفنية والثقافية عربياً وعالمياً، مؤكدا أن زيارة الفنانين المشاركين لمنطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصري وشارع المعز، ثم انتقالهم بالحافلة إلى شرم الشيخ، كان له أثر كبير في إعطاء الفنانين الفرصة لمشاهدة جمال الصحراء والطبيعة والمعالم الأثرية، وهو ما عمل على شحن الفنانين بالطاقة الإيجابية للعمل بجد واجتهاد والتعبير عما لمسوه في مصر.
بدوره، قال المطور الفني ناجي إسكاروس، مدير عام شركة «إسكاروس تكستايل»، مُنظمة الملتقى، إن هذا الحدث جاء للتعريف بالمقومات السياحية والحضارية والتراثية التي تتمتع بها مصر، ونقل صورة إيجابية عن الاستقرار بها وخلوها من الإرهاب وإيصال ذلك إلى العالم، لافتا إلى أن الفنانين المشاركين عبروا عن أمنيتهم في انعقاد الملتقى العام المقبل والمشاركة فيه مجددا.
من بين التشكيليين المشاركين بالملتقى، تقول الفنانة المصرية شيرين بدر، إنها شاركت في المعرض بعمل تجريدي تظهر فيه ألوان الطبيعة وفي خلفيتها البحر، وهو ما يعد تأثرا بطبيعة شرم الشيخ. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الملتقى أفادني على المستوى الشخصي، من حيث تكوين ثقافة تشكيلية جديدة، من خلال تجميع هذا العدد من الفنانين، وبالتالي التعرف على ثقافات هذه الدول، وتبادل الرؤى الفنية، ونقل تجارب الفنية، بما يعمل على الارتقاء بالمحتوى التشكيلي والوقوف على الجديد فيه».
وتوضح التشكيلية ميريام فيتهوفيتش، من صربيا، أنها عندما دخلت إلى المتحف المصري بميدان التحرير أبهرها استخدام المصري القديم للألوان الذهبية، حيث إنها درست الأيقونات القديمة التي تعتمد على اللون الذهبي، وحاولت ترجمت ذلك في عمل فني، لافتة إلى سعادتها بالتواجد في مصر، وعلى وجه الخصوص مدينة شرم الشيخ.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».