مناورات مصرية ـ روسية تحاكي إنزالاً جوياً على عناصر إرهابية بتجمع سكني

في إطار فعاليات التدريب المشترك «حماة الصداقة 3»

جانب من فعاليات التدريب المشترك «حماة الصداقة 3» («الشرق الأوسط»)
جانب من فعاليات التدريب المشترك «حماة الصداقة 3» («الشرق الأوسط»)
TT

مناورات مصرية ـ روسية تحاكي إنزالاً جوياً على عناصر إرهابية بتجمع سكني

جانب من فعاليات التدريب المشترك «حماة الصداقة 3» («الشرق الأوسط»)
جانب من فعاليات التدريب المشترك «حماة الصداقة 3» («الشرق الأوسط»)

واصلت قوات المظلات المصرية والروسية تنفيذ فعاليات وأنشطة التدريب المشترك «حماة الصداقة 3»، الذي يعد من أهم التدريبات المشتركة بالمنطقة، وينفذ بمصر داخل ميادين التدريب لقيادة قوات المظلات؛ حيث قامت قوات المظلات المصرية والروسية بتنفيذ عمليات إسقاط وإبرار جوي لأكثر من 200 مظلي.
وقال بيان للقوات المسلحة المصرية، نشر أمس، إن المراحل الأولى للتدريب تضمنت رفع حالات الاستعداد القتالي، وإجراءات التحضير والتنظيم للمعركة، والتحرك إلى مطارات الإقلاع لتنفيذ عملية الإبرار الجوي بالتنسيق مع القوات الجوية، وشملت الأنشطة التدريب على عملية إسقاط جوي مشترك للقضاء على عناصر إرهابية مسلحة بإحدى المناطق السكنية، كذلك القيام بأعمال قتال غير نمطية لقطع طرق ومحاور الإمداد، ومنع هروب العناصر المتسللة.
ووفقا للبيان، يهدف التدريب إلى تبادل الخبرات في مجالات التخطيط والإدارة والسيطرة، وتأكيد القدرة على تنفيذ عمل جماعي مشترك بدقة وكفاءة، وتشكيل قوة إبرار جوي مشتركة، باستغلال كافة الإمكانات المتيسرة، بما يحقق تنفيذ المهام المختلفة، وكذا التدريب الفني والتخصصي على أسلوب الإعداد والتجهيز لمعدات الإسقاط المختلفة.
كما يتم التدريب على أحدث الأساليب في تنفيذ خطط التحميل المختلفة لقوات الإبرار الجوي، وتأمين مناطق الإبرار الجوي، والسيطرة على القوات أثناء التحرك، وتنفيذ المهام المخططة، وسرعة مجابهة المواقف الطارئة أثناء إدارة العمليات، وذلك بمشاركة كثير من طرازات الطائرات المختلفة للقوات الجوية المصرية والروسية.
يذكر أن بداية انطلاق تدريب «حماة الصداقة» لأول مرة كانت عام 2016 بمصر، ثم نفذ في روسيا عام 2017، وهو يعكس عمق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي لكلا البلدين، في كثير من المجالات.
وبين مصر وروسيا، تعاون عسكري وثيق، ازداد منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم في مصر عام 2014، الذي وقع اتفاقات لتحديث الترسانة العسكرية المصرية وتزويدها بالسلاح الروسي، في إطار خطة تنويع مصادر التسليح التي أعلنتها القيادة في مصر.
ويتركز التعاون العسكري بين مصر وروسيا في الخمس سنوات الماضية على دعم قدرات الدفاع الجوي المصري، عبر تحديث منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى، إلى منظومة «تور إم 2»، ومنظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى إلى منظومة «بوك إم 2»، هذا فضلا عن إهداء روسيا القطعة البحرية «مولينيا 32 بي» للقوات البحرية المصرية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.