ترمب يوجّه بتقليص المساعدة لدول لاتينية بسبب قافلة المهاجرين

المئات يتوجهون نحو الحدود المكسيكية ـ الأميركية

ترمب يوجّه بتقليص المساعدة لدول لاتينية بسبب قافلة المهاجرين
TT

ترمب يوجّه بتقليص المساعدة لدول لاتينية بسبب قافلة المهاجرين

ترمب يوجّه بتقليص المساعدة لدول لاتينية بسبب قافلة المهاجرين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إن واشنطن ستخفض المساعدة التي تقدمها إلى كثير من الدول في وسط أميركا، مبديا أسفه لعدم قدرتها على منع الناس الساعين إلى دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي من مغادرة بلدانهم.
ومع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية بالغة الأهمية؛ حيث يخشى الجمهوريون خسارة سيطرتهم على مجلس النواب في الكونغرس، يكثف ترمب التصريحات حول الهجرة التي كانت إحدى القضايا الرئيسية في حملته للانتخابات الرئاسية في 2016، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ترمب في تغريدة، إن «غواتيمالا والهندوراس والسلفادور لم تتمكن من القيام بعملها، ومنع الناس من مغادرة دولهم للقدوم بشكل غير شرعي إلى الولايات المتحدة. سنبدأ بقطع أو تقليص مهم للمساعدة الدولية الضخمة التي نمنحها لها».
وفي تغريدة أخرى، اتّهم ترمب الجيش والشرطة المكسيكية بأنها «عاجزة» عن وقف آلاف المهاجرين، معظمهم من هندوراس، هم حاليا في طريقهم إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه نبه الجيش الأميركي وحرس الحدود إلى هذا الملف الذي قال إنه طارئ ووطني.
وبعدما أمضوا ليلة ثانية في المكسيك، يستعد آلاف الهندوراسيين لاستئناف مسيرتهم باتجاه الولايات المتحدة. وتمكنت سلطات المكسيك الخميس من تعطيل «قافلة»، لكن كثيرا من المهاجرين دخلوا بشكل غير شرعي إلى البلاد، عبر نهر سوشيات الفاصل بين المكسيك وغواتيمالا.
وأفاد مسؤول في الشرطة الفيدرالية بأن بلاده تقدر عدد المشاركين في القافلة في الأراضي المكسيكية بنحو ثلاثة آلاف شخص، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. والأسبوع الماضي، غادرت القافلة سان بيدرو سولا في شمال هندوراس، تجاوبا مع دعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت الحكومة المكسيكية إن القافلة كانت تضم 4 آلاف شخص، فيما كانت على الحدود بين غواتيمالا والمكسيك.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، كان لا يزال نحو ألف مهاجر، بينهم نساء وأطفال، على الجسر الذي يربط ضفتي نهر ساتشياتي، على أمل أن تسمح لهم المكسيك بدخول أراضيها بشكل قانوني عبر غواتيمالا. وتصرّ المكسيك على أن يقدم العالقون على الجسر طلبات لجوء للسماح لهم بالعبور.
والسبت، سمحت السلطات المكسيكية لعشرات النساء والأطفال المهاجرين من هندوراس بدخول أراضيها، قبل أن يتم نقلهم إلى مراكز إيواء في مدينة تاباشولا على بعد 40 كيلومترا من سيوداد هيدالغو. وبعدما تعبوا وملوا الانتظار، قرر نحو 900 شخص عبور نهر ساتشياتي بين البلدين.

وأكد آرون خواريز، البالغ 21 عاما، الذي يصطحب زوجته وطفله ويسير بصعوبة بسبب إصابة: «لن يوقفنا أحد بعد كل ما مررنا به، مثل عبور النهر». فيما قال المزارع الهندوراسي، إدوين جيوفاني، المشارك في القافلة: «نحن متعبون لكننا سعداء جداً، نحن متحدون وأقوياء»، مشيرا إلى أنّه أجبر على مغادرة بلده بسبب تعرضه لترهيب العصابات.
وعند سؤاله عن سبب مخاطرته، قال إدغار أغويلار، المشارك في القافلة، إن «هذا ليس أمرا سياسيا. هذا يحدث نتيجة الجوع والجفاف. نريد حياة أفضل. الأمر ليس سياسيا». فيما قال مشارك آخر يدعى غاريد، إنه يشارك «لأنّه ليس هناك عمل في هندوراس ولا تعليم ولا شيء جيد على الإطلاق. كلفة الحياة تزيد كل نهاية أسبوع».
وأكد رئيس المكسيك إنريكي بينا نييتو، الجمعة، في رسالة عبر الفيديو: «لن تسمح المكسيك بدخول غير قانوني إلى أراضيها». ويعبر أكثر من نصف مليون شخص كل عام الحدود الجنوبية للمكسيك بشكل غير قانوني، في محاولة للوصول إلى الولايات المتحدة، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ويفر عدد من هؤلاء من العنف والفقر في غواتيمالا والسلفادور وهندوراس. وخلال عبورهم المكسيك، يقعون غالبا ضحية عصابات إجرامية ومهربين للبشر.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.