خسائر فادحة للميليشيات في نهم وصعدة والجنوب اليمني

دعوة المجتمع الدولي إلى الضغط على الانقلابيين لوقف تجنيد الأطفال

TT

خسائر فادحة للميليشيات في نهم وصعدة والجنوب اليمني

قتل عدد من عناصر الميليشيات الحوثية وأصيب آخرون بغارات جوية شنتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية أمس على مواقع وتجمعات لهم في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء.
ونقل الموقع الإلكتروني للجيش الوطني اليمني (سبتمبر.نت) أن ما لا يقل عن تسعة من عناصر الحوثي لقوا مصرعهم وأصيب عدد آخر جراء الغارات الجوية لمقاتلات التحالف في نهم. وأكد المصدر أن الغارات استهدفت مواقع وتجمعات للعناصر الانقلابية في جبال يام بمديرية نهم.
وكان الجيش الوطني قد أعلن في وقت سابق عن مقتل قيادي في صفوف الحوثيين، يدعى أبو جهاد، بقصف مدفعي شنته قوات الجيش ضد تجمع للميليشيات شمال غربي مديرية باقم في صعدة. وقال موقع الجيش إن «الاستهداف جاء عقب عملية رصد مكثفة لتحركات الميليشيات في المديرية».
وجاءت هذه التطورات تزامنا مع اشتداد المعارك، في جبهات القتال بمناطق عدة في اليمن. ففي محافظة لحج جنوبا، أحبطت قوات الجيش الوطني هجوما للميليشيات على مواقعه في جبهة القبيطة، عقب تحرير الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لعدد من المواقع الاستراتيجية بينها جبل الكوكب. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد المتحدث باسم قوات الشرعية في مديرية القبيطة علي منتصر القباطي، أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية نفذت عملية التفاف ناجحة وتم تطهير عدد من المواقع في الجبهة الشرقية للقبيطة منها جبل الكوكب والنبي شعيب وتم من خلاله قطع الإمداد على الميليشيات في نجد قفل والمغنية ومفرق الكعبين ولا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة». وأوضح أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقترب من السيطرة علي قرية الشواحطة في دياش وسط تهاوي للميلشيات وفرار بعضها، بعد تكبدهم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة»، وأن الميليشيات «لم تستطع عمل شيء لكنها وكعادتها قامت بإطلاق مقذوفات الكاتيوشا على المناطق الآمنة في الرماء وثوجان بالقبيطة». وذكر أن «الفرق الهندسية تقوم بعملية تمشيط واسعة للمناطق المحررة وتقوم بعملية نزع الألغام الكثيفة التي زرعتها ميلشيات الحوثي بشكل جنوني في محاولة منها لإعاقة تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وارتكاب مزيد من المجازر لقتلها المدنيين الذين هم ضحايا ألغام الانقلابيين».
وفي محافظة ذمار التي تعد المعقل الثاني للميليشيات بعد صعدة، أكدت مصادر عسكرية أن الحوثيين فجروا مسجدا في مديرية جهران بعد رفض المواطنين الخطيب الذي فرضته الميليشيات للمسجد. وفي مأرب، شمال شرقي صنعاء، قتل 9 انقلابيين وجرح 11 آخرون، مساء السبت، في كمين نقدته قوات الجيش الوطني في جبهة صرواح، بعدما استدرجت قوات الجيش الوطني عناصر من الميليشيات في خطوط التماس، قبل أن تباغتهم بهجوم مفاجئ وبمشاركة مدفعية الجيش شاركت في العملية الهجومية، طبقا لما أكده موقع الجيش الوطني.
كما قتل في البيضاء (وسط) خمسة عناصر من الميليشيات مساء أول من أمس، في معارك مع الجيش الوطني في جبهة ناطع، شمالا، وذك بحسب ما أكدته مصادر عسكرية قالت بأن «الجيش الوطني أفشل محاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعه في جبل القرحا وفي منطقة أعشار بجبهة ناطع، وسقط على إثرها قتلى وجرحى من الانقلابيين».
وفي الضالع، جنوبا، سقط قتلى وجرحى آخرين من صفوف الانقلابيين في مواجهات مع الجيش الوطني في جبهة مريس، شمال، عقب مواجهات اندلعت بعد محاولة مجاميع من الميليشيات التسلل، باتجاه مواقع بالقطاع الشمالي بيعيس بجبهة مريس، حيث حاولت التسلل إلى المواقع من ثلاثة اتجاهات الأول ما بين القرية وجيحة، والثاني من أمام الخط العام والمحطة، والثالث من بيت السيد.
من جهة أخرى، دعا رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن دكتور طاهر العقيلي، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها في الضغط على قيادات ميليشيات الحوثي للتوقف عن انتهاكاتها بحق الطفولة من خلال تجنيدها الواسع للأطفال وإرسالهم إلى الجبهات العسكرية. وجاء ذلك خلال لقائه فريق السلام النسوي التابع لمؤسسة فتيات مأرب برئاسة حمدة الولص، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، التي نقلت عن العقيلي قوله بأن «الميليشيات الحوثية تقوم بتجنيد الأطفال واختطاف بعضهم وإجبارهم على القتال في صفوفها للدفاع عن مشروعها السلالي لتزيد من تدمير النسيج المجتمعي وأوجاع الأسر اليمنية». وأضاف أن «الجيش الوطني يجد الكثير من الأطفال قتلى في صفوف الميليشيات ويأسر أطفالا آخرين ويتم إرسالهم إلى مركز خاص لإعادة تأهيلهم على نفقة مركز الملك سلمان للإغاثة ودمجهم في المجتمع وتسليمهم إلى أهاليهم لإعادتهم إلى المقاعد الدراسية».
وأكد رئيس الأركان أن «الجيش الوطني ملتزم بالقوانين واللوائح والمعاهدات الدولية في احترام حق الطفولة كونها ثروة البلد، ومنع تجنيد أي طفل في صفوف الجيش الوطني»، مشددا على أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد كل من يخترق الأنظمة والإجراءات ويقوم بتجنيد أي طفل في صفوف الجيش الوطني.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».