مشكلة الحدود الآيرلندية عقبة رئيسية في وجه {بريكست}

ارتفاع عدد طلبات الحصول على الجنسية الألمانية في بريطانيا

مشكلة الحدود الآيرلندية عقبة رئيسية في وجه {بريكست}
TT

مشكلة الحدود الآيرلندية عقبة رئيسية في وجه {بريكست}

مشكلة الحدود الآيرلندية عقبة رئيسية في وجه {بريكست}

ما زالت الحدود الآيرلندية هي العقبة الرئيسية في طريق التوصل إلى اتفاق يسهل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حسب ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، الذي قال أمس الجمعة إن نسبة 90 في المائة من الاتفاق بين بروكسل ولندن أصبحت جاهزة، إلا أن «احتمال عدم إبرام اتفاقية قائم بسبب العقبات المتعلقة بالحدود الآيرلندية». وقال بارنييه لإذاعة (فرانس إنتر) «اتفقنا على 90 في المائة من الاتفاقية المطروحة على الطاولة مع بريطانيا». وأضاف «أنا مقتنع أن هناك حاجة لاتفاق، لكنني لست متأكدا من أننا سنتوصل إليه». وقال بارنييه ردا على سؤال لمحطة «فرانس إنتر» الإذاعية حول ما إذا كانت مسألة الحدود الآيرلندية يمكن أن تتسبب بانهيار المحادثات، «الجواب هو نعم»، مضيفا «الأمر صعب، لكنه ممكن».
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إنه سيكون من الصعب حل قضية الحدود الآيرلندية دون توفر المزيد من التفاصيل بشأن العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد انفصال بريطانيا. وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس «حل ذلك يتطلب تحقيق المزيد من التقدم بشأن العلاقة مستقبلا».
وعبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وغيرها من زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس عن الثقة في قدرتهم على إبرام اتفاق للانفصال البريطاني لكن ما زالت هناك خلافات بين الجانبين بسبب قضية التعامل مع الحدود البرية الوحيدة بينهما التي تربط بين إقليم آيرلندا الشمالية البريطاني وجمهورية آيرلندا. كما لمحت ماي أيضا إلى أنها ستدرس تمديد ما يعرف بالفترة الانتقالية التي تعقب خروج بريطانيا من الاتحاد «لأشهر فقط» بعد خروج بريطانيا من الاتحاد في مارس (آذار).
وفي سياق متصل شهدت طلبات الحصول على الجنسية الألمانية في بريطانيا ارتفاعا ملحوظا منذ تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وذكرت صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس الجمعة استنادا إلى رد الحكومة الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر أن معظم المتقدمين في بريطانيا للحصول على جواز سفر ألماني من الأفراد الذين فروا في الماضي من الحكم النازي إلى بريطانيا وذريتهم.
وقال قنسطنطين كوهله، المتحدث باسم حزب الديمقراطيين الأحرار الموالي لقطاع الأعمال التجارية، إن الزيادة كانت مرتبطة بشكل واضح باستفتاء بريكست وأظهرت أن «الكثير من الأشخاص في المملكة المتحدة يشعرون أنهم قريبون من الاتحاد الأوروبي».
وجاء في التقرير أن عدد هذه الطلبات كان يبلغ 59 طلبا عام 2015. ثم ارتفع إلى 3731 طلبا منذ عام 2016. وبحسب التقرير، فإن معظم هذه الطلبات مقدمة بناء على المادة رقم 116 من البند الثاني في الدستور الألماني، والتي تمنح الأفراد الذين لاحقهم النظام النازي وذريتهم الحق في المطالبة باستعادة الجنسية الألمانية التي تم تجريدها منهم. ووفقا للبيانات، فإن عدد هذه الطلبات بلغ 760 طلبا عام 2016. و1824 طلبا عام 2017 و1147 طلبا منذ بداية هذا العام حتى سبتمبر (أيلول) الماضي. ووفقا للتقارير كان معظم المتقدمين إما لاجئين سابقين من ألمانيا النازية أو أحفادهم.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».