«القاهرة السينمائي» يلغي تكريم ليلوش

استجابة لمطالب النقاد والسينمائيين لدعمه إسرائيل

كلود ليلوش
كلود ليلوش
TT

«القاهرة السينمائي» يلغي تكريم ليلوش

كلود ليلوش
كلود ليلوش

في محاولة لعبور أزمة تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش، وإنهاء حالة الجدل والهجوم التي تعرَّضَت لها إدارة الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قرّرت إدارة المهرجان إلغاء تكريم المخرج الفرنسي استجابةً لمطالب النقاد والسينمائيين الذين اعترضوا على تكريمه بسبب دعمه لإسرائيل.
وقال مصدر في إدارة المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، إن «إدارة المهرجان قد اتخذَت قراراً بإلغاء تكريم ليلوش»، وأشار إلى أن «المهرجان سيصدر اليوم الجمعة بياناً رسمياً بهذا الشأن»، موضحاً أن «إدارة المهرجان تعمل حالياً على التواصل مع المستشار الثقافي بالسفارة الفرنسية في القاهرة، وإبلاغه بالقرار وأسبابه».
يأتي هذا القرار بعد الهجوم الذي تعرَّضت إليه إدارة المهرجان من جانب النقاد والسينمائيين، اعتراضاً على تكريم ليلوش بسبب دعمه وتشجيعه لإسرائيل، وهو ما رفضته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، في البداية، معتبرةً «اتهام ليلوش بالصهيونية مجرد إشاعات»، لكن يبدو أن موقف القائمين على المهرجان قد تغير مع ازدياد الحملة التي شنَّها السينمائيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة نشر حوارات وتصريحات سابقة للمخرج الفرنسي تثبت دعمه لإسرائيل، التي يعتبرها «بيته».
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإلكترونية، أمس، بياناً منسوباً لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي، نقلاً عن الصفحة الشخصية للناقدة السينمائية والصحافية فايزة هنداوي، يتحدث عن إلغاء التكريم، قبل أن يتمَّ حذف نص البيان، ويُنشر بدلاً منه سطر عن إلغاء تكريم ليلوش، وبررت هنداوي حذف البيان بأن «صيغته غير نهائية، ويتم تعديله الآن».
من جانبه، أعرب الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، عن استيائه من تسريب البيان ونشره بهذا الشكل، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تم تداوله هو مسوَّدة لبيان يجري تنقيحها وتعديلها حالياً، وسيصدر المهرجان بياناً رسمياً، اليوم (الجمعة)».
وقال البيان المنسوب لإدارة المهرجان، الذي تم تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي: «إدارة المهرجان تابعَتْ عن كثب، وعلى مدار الساعة، كل ما حرّكه السينمائيون والمثقفون على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص تكريم ليلوش بجائزة فاتن حمامة التقديرية عن مجمل أعماله»، مؤكداً «التزام المهرجان بدوره الإنساني قبل الفني والسياسي».
وأضاف البيان أن «موقف المهرجان كان واضحاً في دعم القضية الفلسطينية والشعوب العربية بوجه عام»، وأفاد بأنه تم عقد اجتماع عاجل، مساء أول من أمس (الأربعاء)، لبحث ما يتم تداوله بشأن ليلوش، وأن المهرجان تلقى كثيراً من المواد المهمة، وعلى رأسها ما يتعلق بزيارة قام بها ليلوش لإسرائيل عام 1990، لأسباب غير فنية، وهذه الزيارة لم تكن معروفة أو مثارة من قبل، وتختلف كثيراً في سياقها وأغراضها عن أي زيارة فنية أو ثقافية اعتاد أغلب الفنانين العالميين القيام بها لإسرائيل، وبناءً على ذلك، ونظراً لما يبثّه الأمر من شكّ حيال استحقاق ليلوش لتكريم مرتبط بالقيم الراسخة لمهرجان القاهرة السينمائي، وعلى الرغم من تقديرنا له على المستوى الفني واعترافنا بقيمته كمبدع، فإننا رأينا أن من الأفضل إلغاء تكريمه بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة نظراً لمواقفه السياسية».
وكانت إدارة المهرجان قد وجَّهت دعوة إلى النقاد والسينمائيين لتزويدها بأي موادّ متعلقة بالاتهامات الموجهة للمخرج الفرنسي، ودعمه لدولة إسرائيل، وقالت إدارة المهرجان في بيان رسمي، أول من أمس: «اجتمعت اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بشكل عاجل، وذلك لدراسة ما أثير في وسائل الإعلام ومن قبل بعض الفنانين والمثقفين حول دعوة المخرج الفرنسي كلود ليلوش لتسلّم تكريم عن مجمل أعماله خلال دورة المهرجان الأربعين، الشهر المقبل، وقد اطلعت اللجنة على كل ما نُشر خلال الأيام الماضية من تصريحات أدلى بها ليلوش لمطبوعات إسرائيلية، خلال تلقيه دكتوراه فخرية، من قبل إحدى الجامعات، تمّت ترجمتها لعدة لغات، ووجدت اللجنة أن كلها تأتي في نطاق المجاملات المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.