في ترتيب غير معهود، فتح متجر «فيرجن» في جادة «الشانزليزيه» أبوابه عند انتصاف ليلة الثلاثاء لبيع النسخ الأولى من أسطوانة رقمية جديدة للمغني الراحل جوني هاليداي. وكان النجم الفرنسي قد أنهى تسجيل الأسطوانة بعد تشخيص إصابته بالمرض الخبيث، وقبيل انطفائه في 5 ديسمبر (كانون الأول) من العام الفائت. ويحمل غلاف الأسطوانة صورة باللونين الأسود والأبيض لجوني ملتحياً، وقد بدت عليه علامات المرض. وهي تضم 10 أغنيات تمكن النجم الراحل من إنهائها، من مجموع 20 قطعة كان ينوي تسجيلها ولم يسعفه القدر.
وفي بادرة غير معهودة، أيضاً، أعلن رئيس الفرع الفرنسي لشركة «وارنر» للموسيقى، أنّهم طبعوا 800 ألف نسخة من أسطوانة هاليداي، دفعة أولى، وهو رقم استثنائي لمطرب فرنسي، الأمر الذي يرشحها للحصول على الأسطوانة البلاتينية، نظراً للحجوزات التي سبقت البيع. ووضع المسؤولون في الشركة إجراءات لضبط بعض منافذ التوزيع تجنباً للفوضى. وهم يتوقعون بيع 100 ألف نسخة قبل شروق شمس اليوم.
يأتي صدور الأسطوانة مع وصول ليتيسيا هاليداي، أرملة جوني، إلى باريس والاتصال بالمحامين الذين يتابعون قضية تركة المغني المتنازع عليها. فهو قد ترك وصية مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية، يخص فيها زوجته الرابعة والأخيرة ليتيسا، وابنتيهما بالتبني، بثروته وعائدات أعماله الفنية في الموسيقى والسينما. لكن ديفيد هاليداي، نجل الراحل من زوجته الأولى المغنية سيلفي فارتان، ولورا سميت، ابنة هاليداي من شريكة حياته الممثلة ناتالي باي، طعنا في الوصية أمام القضاء. ويطالب دافي بنصيبه من العائدات الفنية لأبيه وحقه في الإشراف على حماية ذلك الإرث الموسيقي. كما تطالب لورا بمنزل ومزرعة يعودان للأب في فرنسا. ونظراً للمبالغ الطائلة التي من المتوقع أن تحققها الأسطوانة الأخيرة، فإن من مصلحة جميع الأطراف التوصل إلى تسوية ودية للقضية بدل تركها تدور في أروقة المحاكم لعدة سنوات، وما يترتب على ذلك من تجميد للتركة لحين صدور أحكام القضاء. وقال أحد المحامين الموكلين بالقضية: «إن اتفاقاً مجحفاً وسريعاً خير من اتفاق جيد يتأخر لسنوات».
تحمل الأسطوانة الجديدة عنوان «بلدي هو الحب»، وهي الحادية والخمسين في مسيرة مغني «الروك» الذي نجح في البقاء على مسرح النجاح لمدة نصف قرن. وحرصت الشركة المنتجة على الإبقاء على كامل أغنيات الأسطوانة قيد السر ومنع تسريبها. وفي سابقة من نوعها لم يجر بث أي أغنية في الإذاعات على سبيل الدعاية قبل الصدور. لكن تمت دعوة نقاد معدودين للاستماع إلى الأسطوانة في حفل أحيط بأجواء أمنية مشددة. وتم سحب الهواتف من الحاضرين، منعاً للتسجيل، وحمل كل منهم سواراً حول معصمه للتأكد من شخصيته. وجاءت كلمات الأغنيات التي كتبها جوني لتعبر عن محنته في مواجهة الموت، مع موسيقى تمزج بين «الروك» و«البلوز». ومنها أغنية بعنوان «سأحادث إبليس» تكشف عن قلق المغني من المجهول ومراجعته لمسيرته كإنسان، وفي الوقت نفسه استعداده للمواجهة.
وقال ناقد موسيقي كان بين الحاضرين، إن صوت جوني حافظ في أسطوانته الأخيرة على قوته، وإن المرض لم يترك تأثيرات عليه.
بمناسبة صدور الأسطوانة، أشرفت الأرملة الوارثة ليتيسيا هاليداي، على حملة دقيقة للترويج، تتضمن استضافتها في نشرة أخبار المساء للقناة التلفزيونية الفرنسية الأولى، اليوم، التي يتابعها ما لا يقل عن 8 ملايين مشاهد. كما ستكون ضيفة على الإذاعات واسعة الانتشار. ومن المنتظر عرض فيلم جرى تصويره للمغني وهو يقوم بتسجيل أغنيات أسطوانته التي كان يدرك أنه قد لا يعيش حتى صدورها.
وكانت آخر أسطوانة للمغني ذي الشعبية الواسعة، خلال حياته، قد صدرت في عام 2015 بعنوان «من الحب»، وبيعت منها 300 ألف نسخة. أما أسطوانته المعنونة «البقاء حياً» والصادرة قبلها بسنة فقد حققت مبيعات بلغت 600 ألف نسخة، حسب شركة «وارنر».
«بلدي هو الحب» آخر أسطوانات جوني هاليداي
مصالحة منتظرة بين الورثة للاستفادة من عائدات 800 ألف نسخة
«بلدي هو الحب» آخر أسطوانات جوني هاليداي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة