«بلا موطن» للمغربية نرجس النجار يفتتح الدورة المقبلة لأيام قرطاج السينمائية

لقطة من الفيلم المغربي «بلا موطن»
لقطة من الفيلم المغربي «بلا موطن»
TT

«بلا موطن» للمغربية نرجس النجار يفتتح الدورة المقبلة لأيام قرطاج السينمائية

لقطة من الفيلم المغربي «بلا موطن»
لقطة من الفيلم المغربي «بلا موطن»

يفتتح الفيلم المغربي «بلا موطن» أو «Apatride» باللغة الفرنسية، للمخرجة المغربية نرجس النجار، أيام قرطاج السينمائية 2018 التي تنتظم من 3 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وسيُعرض الفيلم في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة حيث تُنظّم فعاليات الافتتاح.
ويتتبّع هذا الفيلم الروائي في 114 دقيقة، قصّة فتاة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، رُحّلت سنة 1975 مع والدها من الجزائر إلى المغرب، مما جعلها تعيش أزمة نتيجة فراقها عن والدتها التي ظلّت في الجزائر. ويتطرّق الفيلم إلى أزمة الحدود بين المغرب والجزائر.
يؤدي بطولة الفيلم الغالية بن زاوية وأفيشاي بنعزرا وعزيز الفاضلي ونادية النيازي ومحمد نظيف وجولي غاييه وزكريا عاطفي.
وقال نجيب عيّاد في ندوة صحافية انتظمت اليوم الأربعاء بمدينة الثقافة، إن اختيار شريط مغربي لافتتاح الأيام هو تكريم للسينما المغربية.
تسابق 44 فيلما على جوائز المسابقة الرّسمية لأيام قرطاج السينمائية 2018 التي تلتئم من 3 إلى 10 نوفمبر المقبل. وستكون تونس ممثلة بـ9 أفلام ضمن هذه المسابقة.
وتتضمن المسابقة الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة 13 فيلما من ضمنها ثلاثة أفلام تونسية هي «في عينيّا» لنجيب بلقاضي و«ولدي» لمحمد بن عطية، إلى جانب شريط «فتوى» لمحمود بن محمود. وستتنافس الأفلام التونسية المدرجة ضمن هذه المسابقة مع 10 أفلام عربية وأفريقية هي «La miséricorde de la jungle» من رواندا و«Maki’la» من جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى الفيلمين «Rafiki» و«Supa Modo» من كينيا.
وتتمثل الأفلام العربية في شريط «لعزيزة» من المغرب و«ريح رباني» من الجزائر و«يارا» من العراق وكذلك «مسافرو الحرب» من سوريا.
ويبلغ عدد الأفلام الروائية القصيرة 12 فيلما، منها 4 أشرطة تونسية هي «آسترا» لنضال قيقة و«إخوان» لمريم جوبار و«على الخط» لفوزي جمل، بالإضافة إلى «بائع الزهور» لشامخ بوسلامة.
وتسجّل المشاركة العربية حضورها بستة أفلام هي «هيفي» من سوريا و«بين صيف وشتا» من مصر و«العبور من فلسطين و«فيزا نادية» من الأردن. ويشارك لبنان بفيلمين هما «قبل أن نشفى» و«كالملح».
أمّا المشاركة الأفريقية، فتقتصر على شريطين اثنين هما «Icyasha» من رواندا و«Lalo’s house» من البينين.
وستحتكم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة إلى لجنة متألفة من 7 أعضاء تترأسها الأميركية «ديبورا يانغ»، وتضمّ أيضا كلا من رضا الباهي (تونس) وديامون أبو عبود (لبنان) وميمونة ندياي (غينيا) ومي نصري (فلسطين) والناقدة السينمائية السينغالية «بيتي إليرسون» وهي أيضا مديرة مركز البحوث والدراسات حول المرأة الأفريقية في السينما، وكذلك المخرج الموزمبيقي ذو الأصول البرازيلية «ليشينو آزيفيدو» الحاصل على جائزة التانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة عن فيلمه «قطار الملح والسكر»، خلال الدورة الماضية.
وسجّلت مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة حضور 11 فيلما منها شريط تونسي يحمل عنوان «لقشة مالدنيا» لنصر الدين السهيلي. وسيتنافس هذا الفيلم مع شريط «of fathers and sons» من سوريا و«we could be heroes» من المغرب و«طرس - رحلة الصعود إلى اللامرئي» من لبنان، بالإضافة إلى الفيلمين المصريين «تأتون من بعيد» و«أمل».
وتمثّل أفريقيا في هذه المسابقة دول مدغشقر بفيلم (Fahavalo Madagascar 1947) وجمهورية الكونغو الديمقراطية بفيلم (Kinshasa Mkambo) والكاميرون بفيلم (Le futur dans le retro) وكينيا بفيلم (Silas)، وكذلك السينغال بفيلم (Rencontrer mon père).
وتتنافس ثمانية أفلام على جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، منها شريط تونسي بعنوان «صوفيزم» للمخرج يونس بن حجرية. أمّا بقية الأفلام المدرجة ضمن هذه المسابقة، فتتمثل في «I am Sheriff» من أفريقيا الجنوبية و«I signed the petition» من فلسطين و«Kedougou» من السينغال و«Lakana» من مدغشقر، إلى جانب شريط «Nooteel» من السينغال و«Resonances» من لبنان والفيلم العراقي «ناجون من ساحة الفردوس».
ويرأس المنتج السينمائي الفلسطيني رائد آندوني لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية التي تتألف من الأعضاء لازا من مدغشقر، وجيونا أ نزارو من سويسرا، وكوثر بن هنية من تونس، وستيفانو سافونا من إيطاليا.


مقالات ذات صلة

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

يوميات الشرق فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

يستعيد الفيلم الوثائقي المصري «البحث عن رفاعة» سيرة أحد رواد النهضة الفكرية في مصر ببدايات القرن الـ19، رفاعة رافع الطهطاوي، الذي كان له دور مهم في التعليم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق المحيسن خلال تصوير فيلمه «ظلال الصمت» (موقعه الشخصي)

عبد الله المحيسن لـ«الشرق الأوسط»: خسرت أموالاً كثيرة بسبب الفن

أكد رائد السينما السعودية، المخرج عبد الله المحيسن، أن تجربته في العمل الفني لم تكن سهلة على الإطلاق، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن الصعوبات التي واجهها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق شكري سرحان وشادية في أحد أفلامهما (يوتيوب)

لماذا تفجر «الآراء السلبية» في الرموز الفنية معارك مجتمعية؟

أثارت واقعة التشكيك في موهبة الفنان الراحل شكري سرحان التي فجرها رأي الممثلين أحمد فتحي وعمر متولي عبر أحد البرامج ردود فعل متباينة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلة الأميركية الشهيرة كاميرون دياز (د.ب.أ)

كاميرون دياز: عشت أفضل سنوات حياتي أثناء اعتزالي للتمثيل

قالت الممثلة الأميركية الشهيرة كاميرون دياز إن فترة الـ10 سنوات التي اعتزلت فيها التمثيل كانت «أفضل سنوات في حياتها».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».