موجز أخبار

زعيم المعارضة ونائب رئيس الوزراء السابق أحمد زاهد حميدي
زعيم المعارضة ونائب رئيس الوزراء السابق أحمد زاهد حميدي
TT

موجز أخبار

زعيم المعارضة ونائب رئيس الوزراء السابق أحمد زاهد حميدي
زعيم المعارضة ونائب رئيس الوزراء السابق أحمد زاهد حميدي

الحزب «المسيحي» البافاري يستعين بحزب «الناخبون» في الحكم
ميونيخ - «الشرق الأوسط»: يعتزم الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية التعاون مع حزب «الناخبون الأحرار»، لتشكيل حكومة الولاية، وذلك بعد أن فشل «الحزب المسيحي» خلال الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي في الحصول على أغلبية من أصوات الناخبين تمكنه من الاستمرار في حكم الولاية الألمانية الغنية منفرداً. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن رئاسة الحزب البافاري قررت بدء مفاوضات تشكيل الحكومة مع «الناخبون الأحرار». وبذلك يحتمل أن يشارك حزب «الناخبون الأحرار» الجديد على الساحة السياسية في ألمانيا في حكم أغنى ولاية ألمانية. وبلجوء الحزب البافاري لـ«الناخبون الأحرار» لتشكيل الحكومة، يصبح حزب «الخضر» في الولاية خارج معادلة تشكيل الحكومة، رغم أن انتخابات الأحد الماضي منحته المركز الثاني بين أحزاب الولاية، حيث حصل على 5.‏17 في المائة من أصوات الناخبين، في حين حصل حزب «الناخبون الأحرار» على 6.‏11 في المائة فقط. ولم يحصل الحزب البافاري، شريك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في «التحالف المسيحي» على المستوى الاتحادي، في الانتخابات الأخيرة، سوى على 2.‏37 في المائة من أصوات الناخبين بعد 7.‏47 في المائة في الانتخابات التي أجريت عام 2013.

القبض على زعيم المعارضة الماليزية
كوالالمبور - «الشرق الأوسط»: ألقت وكالة مكافحة الفساد في ماليزيا، أمس الخميس، القبض على زعيم المعارضة ونائب رئيس الوزراء السابق أحمد زاهد حميدي. ويأتي اعتقال حميدي بعد إجراء تحقيقات بشأن تهم إساءة استخدام سلطة وخيانة الثقة وغسل أموال يتعلق بأموال تخص مؤسسة على صلة بأسرة حميدي. وجاء في بيان للجنة مكافحة الفساد أنه سوف يتم توجيه اتهامات لحميدي اليوم الجمعة وفقاً لقوانين مكافحة الفساد وغسل الأموال. وكانت لجنة مكافحة الفساد قد أصدرت الأربعاء مذكرة تطالب حميدي بالوجود في مبنى وكالة مكافحة الفساد. وتم إلقاء القبض على حميدي بعد 15 دقيقة من وصوله المبنى. ومن المتوقع أن توجه له التهم اليوم الجمعة في محكمة كوالالمبور.

إلغاء قرار اعتقال زعيمة المعارضة البيروفية
ليما - «الشرق الأوسط»: ألغت محكمة الاستئناف في بيرو حكماً باعتقال زعيمة المعارضة كيكو فوجيموري بتهمة غسل الأموال، وأمرت بـ«الإفراج الفوري عنها». وقال القاضي أوكتابيو ساهواناي، رئيس هيئة المحكمة، إن هناك مخالفات بشأن اعتقال فوجيموري، وإنه ليس مبنياً على أي أساس قانوني حيث لا يُخشى فرارها. وكانت سلطات بيرو اعتقلت زعيمة حزب «القوة الشعبية» اليميني (43 عاماً)، وهو أكبر حزب في البرلمان منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول)، بتهم تتعلق بغسل الأموال. وبعد جلسة استمرت أربع ساعات، خلصت المحكمة إلى حكم لصالح فوجيموري، التي دفعت في وقت سابق بأن الحبس الاحتياطي لا يمكن أن يحدث إلا عندما يكون هناك خطر من فرار المتهم أو عرقلة عمل القضاء، مضيفة أن هذا لا ينطبق على حالتها. وقالت فوجيموري للمحكمة: «هذا الحزب ليس منظمة إجرامية. أطلب منكم اتخاذ قرار عادل». كما تم اعتقال العديد من مساعدي فوجيموري بتهمة غسل الأموال غير المشروعة التي تتردد مزاعم بأن أصحاب مشروعات ساهموا بها في حملتها الرئاسية عام 2011.

ناخبو بوتان يصوتون في آخر مراحل الانتخابات العامة
نيودلهي - «الشرق الأوسط»: بدأ الناخبون في دولة بوتان الصغيرة الواقعة في جبال الهيمالايا الإدلاء بأصواتهم، أمس الخميس، في ثالث انتخابات عامة في البلاد لتحديد الحزب الذي سيقود الديمقراطية الناشئة للسنوات الخمس المقبلة.
ويحق لإجمالي 438 ألفاً و633 ناخباً مسجلاً اختيار مرشحين للجمعية الوطنية المؤلفة من 47 مقعداً، (مجلس النواب)، حسبما ذكر أمين اللجنة الانتخابية داوا تنزين لوكالة الأنباء الألمانية. ومن المتوقع أن يصوت نحو 100 ألف شخص بالبريد.
وقال سونام توبجيال المتحدث باسم اللجنة: «هناك كثير من الاهتمام والحماس بين المواطنين للمشاركة في الانتخابات في مناطق البلاد الـ20 نتوقع إقبالاً جيداً». ويتم التصويت حالياً في جولة الإعادة للاختيار ما بين حزب «دروك فونسوم تشوجبا» الموالي للملكية وحزب «دروك نيامروب تشوجبا» المنتمي لتيار وسط اليسار.
وأسفرت الجولة الأولى التي عقدت في سبتمبر (أيلول) عن هزيمة مفاجئة لحزب «الشعب الديمقراطي» الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء تشيرينج توبجاي.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟