أميركا تعلن زيادة دعمها أقليات دينية وعرقية في العراق

TT

أميركا تعلن زيادة دعمها أقليات دينية وعرقية في العراق

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن دعمها للأقليات الدينية في العراق بمبلغ 178 مليون دولار، وذلك ضمن برامجها في المساعدات الخارجية، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية للمجتمعات الضعيفة في العراق كما أسمتها، إلى 300 مليون دولار منذ السنة المالية 2017، التي تنفذها كل من وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وفي بيان صحافي من وزارة الخارجية أمس، قالت الوزارة إن الحفاظ على التعددية التاريخية الغنية في العراق أمر بالغ الأهمية لإعادة إدماج الأقليات العرقية والدينية بالعراق في مجتمع مسالم: «لذا تأتي جهود الولايات المتحدة تلبية لهذا الهدف، وتمتد عبر الوكالات الحكومية، إذ يجري تنفيذها على وجه السرعة، وفي شراكة وثيقة مع قادة المجتمع المحلي».
وبيّنت أنه تلبية للاحتياجات الفورية فإن أكثر من 51 مليون دولار تم صرفها في المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة السكان في مناطق سهل نينوى وغرب نينوى، تشمل مياه الشرب الآمنة والمواد الغذائية ومواد المأوى والمستلزمات المنزلية، والرعاية الطبية والدعم النفسي الاجتماعي، مشيرة إلى أن جهودها أيضا ركزت على المساعدة في استعادة المجتمعات المحلية، مثل تمويل 9 ملايين دولار لدعم احتياجات الإنعاش المبكر، واستعادة الوصول إلى خدمات مثل الصحة والتعليم.
كما ساهمت أيضا في تعزيز التعافي الاقتصادي، وذلك بتمويل 68 مليون دولار لتحسين الوصول إلى الوظائف والأسواق، ودعم الشركات المحلية، وإنعاش الاقتصاد المحلي، إضافة إلى 5 ملايين دولار لمعالجة القضايا المنهجية التي تؤثر على الأقليات ومنع التناحر في المستقبل.
وفيما يخص تطهير المتفجرات من مخلفات الحرب، بلغ إجمالي الدعم نحو 37 مليون دولار تمويلا لدعم مسح المتفجرات من مخلفات الحرب «ERW»، وإزالة الألغام، والتوعية بالمخاطر في مجتمعات الأقليات وما حولها. وقد مكّن هذا الدعم الإدارة من زيادة عدد فرق مسح المتفجرات من مخلفات الحرب والتخليص وتوعية المخاطر التي تمولها الولايات المتحدة بشكل كبير.
وفي مجال التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، قدمت الولايات المتحدة الأميركية 8.5 مليون دولار مساعدات إضافية للمشروعات التي تقدم خدمات نفسية اجتماعية، ودعما قانونيا ومبادرات للمساعدة في جمع الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، وزيادة تمثيل الأقليات في الحكومة المحلية والإقليمية، وزيادة الوصول إلى العدالة للأطفال، وتعزيز سيادة القانون وتوفير الدعم لكسب الرزق وفرص الوصول إلى الفرص الاقتصادية للفئات الضعيفة التي يصل إجماليّها للعام 2017 إلى 18.5 مليون دولار. كما تم المساهمة في الحفاظ على مواقع التراث التاريخية والثقافية، وذلك بدعم مليوني دولار من البرامج الجارية لدعم الحفاظ على مواقع التراث الثقافي في شمال العراق، التي استُهدف تدميرها من قبل «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى، واستعادة الوصول إلى مواقع التراث الثقافي الهامة من مجتمعات الأقليات.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.