«غاليون»... حيث يتباطأ النادل إذا تعثر الصياد

سمك على الطريقة المونتينيغروية... لكن عليك الانتظار

أجمل إطلالة على زرقة البحر
أجمل إطلالة على زرقة البحر
TT

«غاليون»... حيث يتباطأ النادل إذا تعثر الصياد

أجمل إطلالة على زرقة البحر
أجمل إطلالة على زرقة البحر

لا تكتمل رحلة السائح في مدينة كوتور التاريخية في مونتينيغرو بالجبل الأسود، جنوب أوروبا، دون تناول وجبة شهية تعوضه عن المجهود البدني الذي بدده بين جبالها، وعلى شواطئها، لكن إذا ما فكر في التوجه إلى مطعم «غاليون» الذي يقدم المأكولات البحرية، والجلوس على إحدى طاولاته، فعليه الانتظار حتى يرجع الصياد من البحر بالأسماك!
«Restaurant Galion» يتميز بإطلاله بانورامية، على المحيط الأزرق، حيث الجبال تكتسي بالخضرة، وهي الميزة، التي لا يغادر السائح المكان دون الاستمتاع بها وهو يتذوق طبقاً من المأكولات البحرية، إلا أن محبي تلك الأطباق من رواد «غاليون» عليهم الانتظار حتى يعود الصياد بالأسماك من البحر، فإدارة المطعم تحرص على تقديم الوجبات البحرية طازجة أولاً بأول.
ومع الطبيعة الخلابة التي تحيط بالمطعم من جميع جوانبه الزجاجية، يقضي السائح بعض الوقت يتذوق المقبلات والسلطات والخبز الذي يشبه الكيك في تكوينه، حتى تأتيه الأسماك المطهية كل حسب طلبه، ورغبته.
ورغم أن المطعم يطل على البحر مباشرة، فإن الفترة بين تقديم المقبلات والطبق الرئيسي تتوقف على عودة الصياد من البحر، وفي كل الأحوال يبدأ الشيف عمله فور وصول الصياد بشبكته العامرة بالأنواع والأصناف المختلفة.
لكن سرعان ما تنسى الوقت والانتظار بوصول النادل ومعه صينية عليها سمكة كبيرة مشوية ومتبلة، برائحة تنسيك ما أمضيته من وقت، ليقف أمام طاولات الزبائن ليلتقطوا صوراً «سلفي» مع الأطباق التي أتت إليهم بعد طول انتظار.
يتميز «غاليون» بتقديم الأسماك بجميع أنواعها، ويمزج ما بين أطباق المأكولات البحرية مع نكهات ذات رائحة رائعة. وبمجرد تذوق السمكة، مع العودة لمنظر البحر والجبال والأشجار، بموسيقى تتغير حسب توقيت وجبتك على مدار اليوم، يسترد المتذوق نشاطه من جديد.
من أشهر الأطباق الرئيسية في مطعم «غاليون» وجبة السمك المشوي، مع البطاطا المحمرة والطرية على الطريقة المونتينيغروية، فضلاً عن أطباق شهية أخرى مثل الجمبري والسبيط، بالإضافة إلى قائمة طعام دولية مثالية للأذواق المختلفة من معظم أنحاء العالم، وقد يضطر رواد المطعم إلى حجز وجبة العشاء بسبب الإقبال المتزايد.
ويتناسب الديكور الرائع والمثير للإعجاب في «غاليون» مع الطعام والخدمة الجيدة، أما عن التكلفة فتعتبر معقولة للسائحين، ويعتبر المطعم الوجهة الأولى للضيوف في كوتور، إن لم يكن الجبل الأسود بأكمله.
وما يميز المطعم، الذي يطل على البحر مباشرة، وله مرسى خاص، أن السائحين يأتون إليه من البر والبحر؛ إذ يمكن للسائح أن يطلب من قائد المركب أن يرسو به أمام المطعم مباشرة، أو أن يحصل على وجبته ومن ثم يستكمل رحلته البحرية.
ويجتذب «غاليون» معظم فئات السائحين، لتناول الأسماك الطازجة بمذاقها الرائع والمحبب لمن يفضلون الوجبات البحرية، في حين أن أسعارها في المتناول، فتستطيع أن تحصل على وجبة متكاملة العناصر الغذائية في حدود من 15 إلى 20 يورو.
ولم ينس المطعم عشاق الحلويات، ومحبو هذه النوعية ما عليهم إلا اختيار ما بين الأسود أو الأبيض، أي الشوكولاته أو الفانيليا؛ إذ تحتوي الكيك الرقيقة والهشة على شوكولاته من الخارج، فضلاً عن طبقة مجمدة من الداخل، لتستمتع «بوجبة سعادة» تستطيع من خلالها أن تنقلك إلى حالة مزاجية تساعدك على استكمال رحلتك اليومية.
أما مشروبات المطعم، فتتكون من العصائر والمشروبات الغازية، لتلبية الأذواق كافة، وبأسعار في المتناول، وأبرز ما يطلبه السائحون، وبخاصة الألمان والإنجليز، بجانب الوجبات الغذائية المياه الفوارة.
وتظهر جدران الأسوار القديمة لمدينة كوتور التاريخية لرواد المطعم الذين يفضلون الجلوس في شرفة المطعم، في شهور يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)؛ للاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

جولة على أطباق تراثية تعود إلى الضوء

الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)
الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)
TT

جولة على أطباق تراثية تعود إلى الضوء

الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)
الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)

يزخر مطبخ البحر المتوسط بأطباق طعام منوعة وغنية، بينها ما يعود إلى بلاد الشام وأخرى إلى بلاد الأناضول. فكل بلد يحضّرها على طريقته وبأسلوب ربّات المنازل. فكل سيدة تصنعها كما تشتهيها، وتحاول تعديلها بما يلائم رؤيتها في الطبخ.

مؤخراً، شهد المطبخ اللبناني عودة ملحوظة للأطباق التراثية. وبعض مؤلفي كتب الطهي وغيرهم من الطهاة المعروفين يبحثون عنها، فيجوبون القرى والبلدات كي يعثروا على أصولها الحقيقية.

«الشرق الأوسط» اختارت 3 أطباق تراثية من المطبخ اللبناني، بينها ما يعود أصولها إلى القرى والضيع، وأخرى تم استقدامها من بلد آخر لما شهد لبنان من حضارات مختلفة.

رشتة المعكرونة والعدس (الشرق الاوسط)

«الزنكل بالعدس» طبق شتوي بامتياز

قلّة من اللبنانيين يعرفون هذا الطبق أو سبق وتذوقوه من قبل. في انتمائه إلى الصنف التراثي القديم، يشتهر هذا الطبق في قرى البقاع وجبل لبنان والشوف.

يتألف هذا الطبق من ثلاثة مكونات أساسية، ألا وهي العدس وحبيبات الزنكل والبصل المقلي. يعتبر من أشهى وأطيب الأطباق الشتوية. سريع التحضير ويحبّه أفراد العائلة أجمعين.

من أجل إطعام أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص، يكفي إعداد كمية 800 غرام من البرغل الناعم ووضعه في وعاء معدني ونقعه، يتم غمره بكمية من المياه ويترك لمدة ربع ساعة. ومن ثم يتم عصره لاستخراج المياه منه. ومع نصف كيلو غرام من طحين القمح يتمّ خلط الكميتين بواسطة اليدين. وعندما تصبح كعجينة متماسكة نقسّمها قطعاً صغيرة، ومن ثم ندوّرها لتأخذ حجم حبة الكرز تقريباً، وذلك تمهيداً لغليها مع «القليّة». وهي كناية عن مرقة مكوّنة من البصل والزيت، يضاف إليها مقدار كوب من العدس. وعندما ينضج العدس تصبّ جميع مكونات الطبق في وعاء واحد كي يغلي، فيوضع على نار هادئة فترةً تمتد بين 20 و30 دقيقة. ويقدّم هذا الطبق وجبة ساخنة بعد أن يضاف إليها الملح وبهارات الفلفل كلّ بحسب ذوقه.

"الزنكل بالعدس" طبق شتوي بامتياز (الشرق الاوسط)

تعدّ «الرشتة بالمعكرونة» من الأطباق السريعة التحضير، وتدخل على لائحة أشهر أنواع الحساء الشعبي في لبنان. وتشتهر هذه الطبخة في قرى جبل لبنان والمتن، وتتألف من ثلاث مكونات رئيسية ألا وهي المعكرونة والعدس والبصل.

يشبه تحضير هذا الطبق سابقه. وبعد أن يتم غلي العدس كي ينضج، يضاف إليه البصل المقطّع شرحات والمقلي بالزيت مع الكزبرة والثوم المهروس. في هذا الوقت يتم سلق 500 غرام من المعكرونة. وبعد تصفيتها يتم غمر جميع المكونات بالمياه، وتترك لنحو 10 دقائق على نار متوسطة، ويقدّم مع مخلل اللفت الأبيض.

«الباشا وعساكره» يفتح الشهية من سوريا إلى لبنان

البعض يعدّ هذا الطبق من أصول تركية، فيما أهل الشام يؤكدون أنه من ابتكارهم. ويشتهر به في لبنان أهالي قرى الشمال. وينتمي هذا الطبق إلى تلك التي تحضّر مع روب اللبن. ويتألف من قطع عجين محشوة بالبصل واللحم وقطع الكبة اللبنانية الفارغة. فيجمع بذلك طبقين معروفين في لبنان الـ«كبّة باللبن» و«الشيش برك».

يمكن تحضير الكبّة كما قطع الـ«شيش برك» في المنزل أو شراءها جاهزة.

ويتم تحضير روب اللبن بحيث يوضع نحو كيلوغرام منه في وعاء يضاف إليه ربع كميته من المياه. ويضاف إلى هذا المزيج ملعقتان من طحين الذرة. ويتم خلط المكونات الثلاثة بالمضرب إلى حين تأليفها مزيجاً متماسكاً. يترك هذا الخليط جانباً، في حين يتم قلي كمية من الثوم المهروس بزيت الزيتون أو الزبدة. ويمكن حسب الرغبة إضافة الكزبرة الخضراء إليه. فيما البعض يفضل أن النعناع اليابس والجاف عند الانتهاء من عملية الطهي. بعد أن نحصل على الثوم المحمّر نبقي الوعاء على النار ونضيف إليه المزيج المحضّر سابقاً. ويتألّف من اللبن والمياه وطحين الذرة. نأخذ بتحريك اللبن من دون توقف إلى حين وصول المزيج إلى درجة الغليان. بعدها وعلى نار هادئة نضيف إلى الخليط قطع الكبّة و«الشيش برك». وبعد نحو 10 دقائق يمكن تقديمه على المائدة مع كمية من الأرز المسلوق أو من دونه. ويمكن تزيينه بحبوب الصنوبر المحمّرة بالزبدة.