مسؤول أميركي: النمو الاقتصادي يسمح بالاستمرار في رفع الفائدة

مسؤول أميركي: النمو الاقتصادي يسمح بالاستمرار في رفع الفائدة
TT

مسؤول أميركي: النمو الاقتصادي يسمح بالاستمرار في رفع الفائدة

مسؤول أميركي: النمو الاقتصادي يسمح بالاستمرار في رفع الفائدة

قال «تشارلز إيفانز» رئيس بنك الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) في شيكاغو إن النمو القوي للاقتصاد الأميركي يسمح بالمزيد من الرفع التدريجي لأسعار الفائدة الأميركية، ليواصل الاقتصاد نموه، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تشديد السياسة النقدية.
وسجلت أسواق الأسهم الأسبوع الماضي خسائر كبيرة على أثر زيادة المركزي الأميركي للفائدة، في ظل جاذبية الأدوات المالية ذات العائد الثابت.
وتعكس بيانات النمو الاقتصادي الأميركي خلال الربع الثاني من العام الحالي نموا سنويا قويا بنسبة 4.2 في المائة وهو أفضل أداء للمؤشر في أربع سنوات تقريبا، مقارنة بنمو بلغ 2.2 في المائة في الربع الأول، وتشير توقعات إلى أن النمو في إجمالي 2018 قد يتجاوز 3 في المائة، وهو من أهداف إدارة ترمب.
ورفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة الأميركية 6 مرات منذ وصول ترمب إلى الحكم مطلع 2017 بما في ذلك زيادتها في الشهر الماضي لتتراوح بين 2 في المائة و2.25 في المائة. ورغم ذلك تعتبر هذه الأسعار منخفضة بالمعايير التاريخية.
وينتقد الرئيس الأميركي السياسة النقدي للمركزي، مما يثير المخاوف بشأن استقلالية سياسات البنك عن الرئاسة، وقال ترمب الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي قد رفع سعر الفائدة بشكل سريع للغاية، مبديا تخوفه من التأثير السلبي للفائدة على النمو الاقتصادي.
ويبرر ترمب نقده لرفع الفائدة بهدوء الضغوط التضخمية في الوقت الحالي، وكان التضخم السنوي في سبتمبر (أيلول) تراجع إلى 2.3 في المائة مقابل 2.7 في المائة في أغسطس (آب).
ورفض «إيفانز» في تصريحاته أمس الرد مباشرة على تصريحات الرئيس الأميركي التي اتهم فيها البنك المركزي الأميركي بالجنون بسبب زيادة الفائدة، حيث قال المصرفي الأميركي المخضرم: «نحن ننظر إلى اقتصاد قوي للغاية وأسس قوية، ونحن نعدل موقف السياسة النقدية».
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن «إيفانز» قوله في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي إن بي سي» إنه بعد سنوات كثيرة من السياسة النقدية التكيفية، يتمنى أن يحظى بالدعم لموقفه المطالب بتعديل هذه السياسة النقدية، وزيادة أسعار الفائدة في ظل ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة عن مستوى 2 في المائة المستهدف بالنسبة للمركزي الأميركي.
وأضاف: «دعونا نرى أداء الاقتصاد في هذه المرحلة ثم قد يكون علينا التحرك قليلا على هذا الصعيد» في إشارة إلى زيادة سعر الفائدة.
ويعتبر «إيفانز» سعر الفائدة المحايد أو الطبيعي، والذي لا يؤدي إلى تسريع أو إبطاء وتيرة نمو النشاط الاقتصادي، يتراوح بين 2.75 في المائة و3 في المائة، في حين قد يقرر صناع السياسة النقدية زيادة الفائدة عن هذا المستوى بواقع 50 نقطة أساس أو نصف نقطة مئوية.
يذكر أن «إيفانز» يرأس بنك الاحتياط الاتحادي في شيكاغو منذ 2007 ومن المقرر أن يصوت على تعديل السياسة النقدية للولايات المتحدة العام المقبل في لجنة السوق المفتوحة المعنية بإدارة السياسة النقدية في مجلس الاحتياط الاتحادي.
ومن المرجح أن يقوم المركزي الأميركي بتطبيق زيادة أخرى في الفائدة هذا العام، وقد تكون الزيادة المقبلة بنسبة 25 نقطة مئوية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ويسعى الاحتياطي الفيدرالي، من خلال سياسته لرفع الفائدة، إلى منع الاقتصاد من الإفراط في التوسع والنمو، وغالباً ما يكون ذلك عبر إحكام السيطرة على معدلات التضخم بحيث تساعد على دفع النمو إلى مستويات مقبولة وفي الوقت نفسه لا تؤدي إلى زيادة مفرطة في الأسعار.


مقالات ذات صلة

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

الاقتصاد مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث في فعالية نهاية العام الماضي (أرشيفية - أب)

ترمب: لا صحة حول حصول تغييرات في خطط التعريفات الجمركية

نفى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يوم الاثنين تقريراً صحافياً ذكر أنّ مساعديه يدرسون خططاً لفرض رسوم جمركية لن تشمل سوى الواردات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفاع العقود الآجلة للأسواق الأميركية بقيادة قطاع التكنولوجيا

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الاثنين، مستفيدة من ارتفاع متأخر الأسبوع الماضي، حيث اشترى المستثمرون أسهم التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)

في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

يستكشف مساعدو الرئيس المنتخب دونالد ترمب خططاً لفرض تعريفات جمركية على جميع البلدان، ولكنها ستغطي فقط الواردات الحيوية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطّلعين على الموضوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد قارب صغير أمام منصة النفط والغاز البحرية «إستير» بالمحيط الهادئ في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

سيحظر الرئيس الأميركي جو بايدن تطوير النفط والغاز البحري الجديد على طول معظم السواحل الأميركية، وهو قرار قد يجد الرئيس المنتخب دونالد ترمب صعوبة في التراجع عنه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تحسن نشاط القطاع الخاص اللبناني بعد وقف إطلاق النار

رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
TT

تحسن نشاط القطاع الخاص اللبناني بعد وقف إطلاق النار

رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)

سجّل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي الصادر عن بنك «لبنان والمهجر» التابع لـ«ستاندرد آند بورز» ارتفاعاً ملحوظاً في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مسجلاً 48.8 نقطة، مما يعكس تحسناً واضحاً في الأوضاع الاقتصادية اللبنانية بعد انخفاض مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير في الشهر السابق.

كما شهدت الشركات اللبنانية تحسناً كبيراً في مستويات الثقة بمستقبل الأعمال إلى مستويات قياسية بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأظهرت المؤشرات الفرعية للمؤشر خلال الشهر الأخير من العام ارتفاعاً كبيراً، لا سيما في مؤشر الإنتاج المستقبلي. وقدمت الشركات المشاركة في المسح توقعات كانت الأكثر إيجابية في تاريخ المسح بشأن النشاط التجاري، مشيرةً إلى انتعاش النشاط التجاري خلال الاثني عشر شهراً المقبلة مدعومةً بوقف إطلاق النار.

في الوقت نفسه، أظهر المسح انخفاضاً في معدلات الانكماش في مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير الجديدة، مما يعكس تحسناً جزئياً في بعض القطاعات الفرعية في الاقتصاد اللبناني. كما استقر مؤشر التوظيف بشكل عام، ولم تسجل مستويات المخزون أي تغييرات ملحوظة.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات للشهر الثاني على التوالي من 48.1 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر بواقع 48.8 نقطة في ديسمبر 2024. ومثَّلت هذه القراءة تعافياً لقراءة المؤشر من أدنى مستوى له في أربعة وأربعين شهراً في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وأشارت إلى أدنى تدهور في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني منذ أبريل (نيسان) 2024.

وأشارت بيانات المسح إلى انخفاض مستوى النشاط التجاري في شركات القطاع الخاص اللبناني، رغم أن معدل الانخفاض تراجع إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2024. وتماشياً مع ذلك، سجل إجمالي الطلبيات الجديدة الانخفاض الأدنى في تسعة أشهر في الشهر الأخير من السنة. وفي كلتا الحالتين، تعد قراءتا هذين المؤشرين أعلى مما كانت عليه في أكتوبر من العام الماضي، بعد تصاعد الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل.

وتراجع معدل الانخفاض في طلبيات التصدير الجديدة بشكل حاد خلال فترة المسح الأخيرة، وكان معدل الانكماش الأدنى في عشرة أشهر. وأشار ذلك إلى انخفاض ملحوظ في معدل انكماش الأعمال الواردة من العملاء الدوليين.

وفي ضوء مؤشرات على تعافي ظروف المبيعات، قلَّصت شركات القطاع الخاص اللبناني من أنشطتها الشرائية بدرجة طفيفة في ديسمبر. وفي الواقع، لم يطرأ أي تغيير على مخزونات مستلزمات الإنتاج، مشيرةً إلى استقرار مستويات المخزون. وأشارت الأدلة المنقولة إلى تحسين بعض الشركات لمخزونها لتلبية الطلب المرتفع.

وشهدت أوضاع التوظيف في لبنان استقراراً خلال فترة المسح الأخيرة نظراً لعدم تسجيل أي تغيير في أعداد موظفي شركات القطاع الخاص اللبناني في ديسمبر. وفي المقابل، حافظت تكاليف الموظفين التي تتحملها الشركات اللبنانية على ثباتها. ورغم ذلك، أشارت البيانات الأخيرة إلى أن الضغوط على التكاليف كانت ناتجة عن ارتفاع أسعار الشراء. وأشار أعضاء اللجنة إلى زيادة أتعاب الموردين. ومع ذلك، كان معدل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الأدنى في ثلاثة أشهر.

ورفعت شركات القطاع الخاص اللبناني أسعار سلعها وخدماتها سعياً إلى تمرير أعباء النفقات التشغيلية المرتفعة إلى عملائها. وبما يتماشى مع اتجاه أسعار مستلزمات الإنتاج، تراجع معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.

وتعليقاً على نتائج مؤشر مديري المشتريات، قال حلمي مراد، محلل البحوث في بنك «لبنان والمهجر»: «من المثير للاهتمام أن الشركات المشاركة في المسح قدمت توقعات إيجابية بشأن النشاط التجاري خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، حيث سجل مؤشر الإنتاج المستقبلي أعلى قراءة بواقع 61.8 نقطة. وربطت الشركات التوقعات الإيجابية باتفاق وقف إطلاق النار بين (حزب الله) وإسرائيل، فيما كانت الآمال أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 9 يناير (كانون الثاني) 2025 ستسفر عن اختيار رئيس جمهورية جديد أحد العوامل التي ساهمت في تقديم التوقعات الإيجابية».

وأضاف: «نأمل أن يتبع ذلك تشكيل حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. ومن المشجع أيضاً أن تقرير البنك الدولي الأخير كشف عن أن خسائر النشاط الاقتصادي بسبب الحرب في لبنان، التي بلغت 4.2 مليار دولار، كانت أدنى من الخسائر المتوقعة سابقاً».