بينما ركز تقرير أميركي على التغييرات الكبيرة في العلاقات الاجتماعية بسبب الجوال (الجوال)، وفوائد ذلك في زيادة حرية التعبير، والتوعية، والعولمة، ونشر الآداب والعلوم، حذر من أن الجوال صار يقلل العلاقات الشخصية بين الناس. ليس بتقليل الاتصالات الشخصية (لأنه زادها)، ولكن بتقليل التواصل وجها لوجه.
وقال التقرير، الذي أصدرته جامعة «فرجينيا تكنولوجي» (ولاية فرجينيا): «حتى دون الاستخدام الفعال، مجرد وجود التكنولوجيات المحمولة يشمل القدرة على تخفيض فرص الناس في إجراء تواصل بعضهم مع بعض وجها لوجه، وبالتالي، تخفيض طبيعة، وعمق، ومحتوى الاتصالات بين الناس». وأضاف التقرير: «يمنع الجوال الناس من ملاحظة تحركات عدسات العيون، وملامح الوجوه، واتجاهات الأيدي، وتفاصيل التمتمة، والتلعثم، والتردد. منذ وقت طويل، أثبت العلماء أن (الكلام) الذي لا ينطق لا يقل أهمية عن الذي ينطق».
وأشار التقرير إلى أبحاث حديثة أوضحت أن صوت الجوال، كتابة، أو صورة، أو صوتا، يغير الطريقة التي يتفاعل بها الناس. وأن «استخدام الجوال يجعلنا أكثر أنانية، وأقل تركيزا، وأكثر توترا»، وأن 90 في المائة من أميركيين شملهم بحث علمي أجابوا بـ«نعم» عندما سئلوا عما إذا كان الجوال تسبب في إهمال أقربائهم وأصدقائهم لهم.
وأوضح بحث آخر استعمل كاميرات خفية في مطعم كبير أن أغلبية الآباء والأمهات الذين يأكلون مع أطفالهم يقضون أوقاتا أطول يتحدثون في تليفوناتهم، بالمقارنة مع حديثهم مع أطفالهم.
وكتبت كاتلين ديوي، محررة «ثقافة الإنترنت» في صحيفة «واشنطن بوست»: «في صيف عام 2011، عندما كان موقع (تويتر) جديدا في الانتشار، دعاني صديق مولع بآخر الاختراعات التكنولوجية إلى غداء بمناسبة عيد ميلاي. أنا أحب صديقي، لكن أحاول تجنب الأكل معه. ويعود ذلك إلى أنه يستخدم الجوال بصورة مرضية خطيرة». وشرحت الصحافية شعورها وهي تلاحظ تعبيرات أوجه مقدمي الطلبات وهم يرون صديقها يمسك الجوال بيد، ويأكل باليد الأخرى، ناهيك بأنه لم يكن يتحدث معها كثيرا. وقالت إنها اشترطت عليه، في المرة التالية، ألا يستخدم الجوال «لساعة واحدة فقط. رجاء، واحتراما لعيد ميلادي». وأضافت: «كان مؤدبا لأنه لم يكن يتحدث مع شخص آخر»، خاصة بنت أخرى، وهو معها في عيد ميلادها. لكن، تجول من «تويتر» إلى «إنستاغرام» إلى «ويكيبيديا» إلى «واتساب».
ربما لتخفيف عزلة الصحافية، خلط بين الحديث والجوال، مثلا عندما تحدثا عن مطعم آخر مشهور، سارع بالذهاب إلى «غوغل» لجمع معلومات عن هذا المطعم. لكنه لم يعد إلى الصحافية، وتاه في الفضاء الإسفيري.
وكتبت الصحافية: «مثل ثلثي الأميركيين في عام 2011، لم يكن عندي جوال. لهذا، لم أستوعب ما فعل هذا الصديق. اعتبرت كل الموضوع مسرحية كوميدية قصيرة أو ربما سخيفة». وأضافت: «الآن، بعد ثلاث سنوات، لم تعد مسرحية، أو قصيرة، أو سخيفة. وصرنا كلنا ممثلين فيها».
حسب آخر إحصائية أصدرها مركز «جوال كونسيومر هابتز» (عادات حاملي الجوال)، الذي يشار إليه بالأحرف «إم سي إتش»، يملك أكثر من نصف الأميركيين البالغين جوالات ذكية. ويستخدمها ثلثهم أثناء وجبة العشاء المسائية (الوجبة الرئيسة للأميركيين، ووقت تجمع أفراد العائلة).
قالت نسبة النصف إنهم يستعملون الجوال وهم يقودون سيارات. ونسبة الثلث مع طفل أو أطفال أثناء الأكل. ونسبة الثلث أثناء عشاء مع صديق أو صديقة. ونسبة عشرة في المائة في الحمام.
في الأسبوع الماضي، اشتكى صاحب مطعم في نيويورك من أن «الزبائن الأنانيين، الذين يحبون الجوال أكثر من حبهم للناس، دمروا عملي، وسببوا توترات لجرسوناتي». وأشار إلى أن «هؤلاء يقضون أوقاتا طويلة يتحدثون في الجوال بعد أن يجلسهم الجرسونات. ولا ينظرون إلى قائمة الطعام سريعا. وبعد أن يأتيهم الطعام، لا يأكلونه سريعا».
حسب البحث الذي استعمل كاميرات سرية في مطعم مشهور، يستغرق الذي يتكلم في الجوال ثلاثة أضعاف الفترة التي يستغرقها الذي لا يتكلم فيه، بين تقديم قائمة الطعام له، وبين طلب طعامه. ويستغرق الأول ضعف الثاني في مدة أكل الطعام.
ماذا يفعل النوع الأول؟ يتكلم في الجوال، أو يلتقط صورة لقائمة الطعام، أو الطعام نفسه (ربما ليرسلها إلى شخص آخر، أو ينشرها في «تويتر» أو «فيسبوك»، أو غيرهما).
في الأسبوع الماضي، أعلنت سلسلة مطاعم «أبيل بي» (نحلة التفاحة) يوما كل أسبوع، سمته «نو تيك تيوسداي» (يوم ثلاثاء دون تكنولوجيا. أي دون جوالات). وأعلن سبايك مندلسون (إثيوبي سويدي أميركي، ربما أشهر طباخ في واشنطن) منع الحديث في الجوال داخل مطعمه الراقي. وقال لصحيفة «واشنطن سيتي»: «هذا وقتي، لا تتحدث فيه بالجوال. تحدث بالجوال في وقتك».
11:45 دقيقه
تقرير أميركي: الجوال «الذكي» يؤثر على العلاقات الاجتماعية
https://aawsat.com/home/article/142441
تقرير أميركي: الجوال «الذكي» يؤثر على العلاقات الاجتماعية
يخفض فرص التواصل وجها لوجه
بعض المطاعم تمنع التحدث عبر الهواتف داخلها
تقرير أميركي: الجوال «الذكي» يؤثر على العلاقات الاجتماعية
بعض المطاعم تمنع التحدث عبر الهواتف داخلها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

