مؤتمر «إيسيسكو» يناقش في الرباط أوضاع التربية والعلوم في العالم الإسلامي

وزير التعليم السعودي شدد على موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية

المدير العام لـ«إيسيسكو» ووزير التعليم السعودي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ13 للمنظمة أمس بالرباط («الشرق الأوسط»)
المدير العام لـ«إيسيسكو» ووزير التعليم السعودي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ13 للمنظمة أمس بالرباط («الشرق الأوسط»)
TT

مؤتمر «إيسيسكو» يناقش في الرباط أوضاع التربية والعلوم في العالم الإسلامي

المدير العام لـ«إيسيسكو» ووزير التعليم السعودي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ13 للمنظمة أمس بالرباط («الشرق الأوسط»)
المدير العام لـ«إيسيسكو» ووزير التعليم السعودي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ13 للمنظمة أمس بالرباط («الشرق الأوسط»)

قال عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إن العالم الإسلامي يعيش «ظروفاً قلقة ومرحلة حرجة من تاريخه المعاصر»، مؤكداً أن هذا الوضع المتأزم جاء نتيجة «تفاقم المخاطر المحدقة به».
وأكد التويجري في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الثالث عشر لمنظمة «إيسيسكو»، الذي انطلقت أشغاله، أمس، في مقر المنظمة في العاصمة المغربية الرباط، أن السبيل لخروج دول العالم الإسلامي من المرحلة الحرجة التي تعيشها، يكمن في «تقوية التضامن الإسلامي عبر الالتزام بميثاق منظمة التعاون الإسلامي، ومضامين بيان مكة». مشدداً على ضرورة «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ومواجهة تيارات الإرهاب والطائفية، التي تهدد أمن دول العالم الإسلامي قبل غيرها من الدول»، واعتبر أن وظيفة «إيسيسكو» تتمثل في الإسهام بقوة في تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي.
في سياق ذلك، سجل التويجري أن العالم بات في حاجة ماسة إلى تجديد الحضارة الإنسانية في العصر الحالي، وذلك بما يشمل «إقامة القواعد الراسخة لنظام عالمي جديد، إنساني الروح، أخلاقي المنزع لإنقاذ البشرية من المخاطر الجسيمة، التي تهدد الأمن والسلم الدوليين». مبرزاً استمرار المنظمة في تعزيز جهود الدول الأعضاء لبناء نظام «إقليمي للعالم الإسلامي، تربوياً وعلمياً وثقافياً، يحمي مصالحه ويحافظ على وحدة شعوبه».
كما أوضح التويجري أن المنظمة تواصل جهودها التنموية لبناء مستقبل كريم لشعوب الدول الأعضاء، وذلك على قواعد متينة من التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وأبرز أن المؤتمر سيناقش الخطة الاستراتيجية متوسطة المدى (2019 - 2027) التي تستشرف آفاق المستقبل من خلالها.
وبخصوص البرامج المستقبلية لـ«إيسيسكو»، شدد التويجري على أن المنظمة ستستمر في القيام بمهامها والإسهام في «رسم مستقبل العالم الإسلامي بفكر جديد، يستند إلى المناهج العلمية في التنظير والتخطيط والتنفيذ، وينطلق من الدراسات الاستشرافية التي أنجزتها الإدارة العامة من خلال الرؤية العلمية والمتغيرات العالمية الحاصلة في مجال اختصاصات المنظمة». مضيفاً أن «إيسيسكو»، «في مواكبة دائمة لمجمل الأوضاع التربوية والعلمية والثقافية في العالم الإسلامي، وتعمل على الاستجابة لمتطلبات التنمية المستدامة، والانفتاح على آفاق العصر، بما يعرفه من تطورات ومستجدات في حقول التربية والعلوم والثقافة».
من جهته أشاد أحمد العيسى، وزير التعليم السعودي، بالمهام والأدوار المتميزة التي تقوم بها منظمة «إيسيسكو» في العالم الإسلامي، وتعميق التضامن بين الدول الأعضاء، مؤكداً الحاجة المتزايدة إلى مناقشة قضايا العالم الإسلامي.
واعتبر العيسى، في كلمة ألقاها باسم الوفد السعودي المشارك في المؤتمر، أن إطلاق دورة القدس الشريف على المؤتمر الثالث عشر لمنظمة الـ«إيسيسكو» يعكس الأهمية، التي توليها دول العالم الإسلامي لقضية فلسطين والقدس الشريف، ودعا إلى بدل المزيد من الجهود لدعم الصمود الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي.
كما شدد وزير التعليم السعودي على موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، وقال إن المملكة تعتبرها قضيتها الأولى، مذكّراً بكلمة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في قمة جامعة الدول العربية التي احتضنتها السعودية أخيراً، والتي قال فيها «إن قضية فلسطين هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة».
يشار إلى أن الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والتي يُرتقب أن تختتم أشغالها، اليوم (الجمعة)، شهدت حضور عدد من وزراء التربية والتعليم العالي والثقافة والاتصال في الدول الأعضاء، البالغ عددهم 54 دولة، بالإضافة إلى ثلاث دول تحمل صفة مراقب، وهي «جمهورية روسيا الاتحادية، ومملكة تايلاند، ودولة قبرص التركية».
ويناقش المؤتمر من خلال لجنة البرامج المتفرعة عنه تقرير المدير العام حول تقييم عمل المنظمة، وتقرير المدير العام للأعوام 2013 – 2015، وتقرير المدير العام المرحلي للأعوام 2016 – 2018، بالإضافة إلى مشروع الخطة الاستراتيجية متوسطة المدى للأعوام 2019 – 2027، ومشروع خطة العمل الثلاثية والموازنة للأعوام 2019 - 2021.
كما سيناقش المؤتمر التقرير المالي للمدير العام وحسابات الإقفال، وتقرير شركة تدقيق الحسابات، وتقرير لجنة المراقبة المالية للسنوات 2015 - 2017، فضلاً عن مناقشة تقرير المدير العام عن مساهمات الدول الأعضاء في موازنة «إيسيسكو»، ومعالجة الوضع المالي للمنظمة للسنوات 2015 - 2017، ومشروع وضع رابطة مؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في إطار «إيسيسكو»، ومشروع تعديل الهيكل التنظيمي للمنظمة، ومشروع تعديل بعض مواد الميثاق والنظام الداخلي للمؤتمر العام والمجلس التنفيذي ونظام الموظفين.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.