التضخم في السودان يواصل رحلة الصعود

التضخم في السودان يواصل رحلة الصعود
TT

التضخم في السودان يواصل رحلة الصعود

التضخم في السودان يواصل رحلة الصعود

واصل التضخم في السودان رحلة الصعود، التي بدأها منذ مطلع العام الحالي، وسجل التضخم في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي مستوى بلغ 68.64 في المائة، مرتفعا من مستوى 66.82 في المائة التي سجلها في أغسطس (آب) الماضي.
وانطلقت رحلة صعود التضخم منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، حين سجل مستوى 53.37 في المائة مرتفعا من 32.15 في المائة عن شهر ديسمبر (كانون الأول) 2017، بسبب زيادات في أسعار المواد الغذائية، تزامنت مع ضعف العملة وارتفاع تكاليف الواردات.
وفي حين يتوقع الخبراء والمراقبون أن يرتفع التضخم الشهر المقبل إلى نحو 70 في المائة، بسبب بدء صرف السيولة النقدية في البنوك السودانية ابتدأ من الأحد المقبل، قال محافظ بنك السودان المركزي إن «الحكومة وضعت تحوطات لذلك، وستطرح سياسات جديدة تمنع ارتفاع التضخم».
وأكد المحافظ عزم الحكومة معالجة التحديات الاقتصادية المتمثلة في كبح جماح التضخم، واستقرار سعر الصرف، وتوفير الأوراق النقدية. وقال إن الإجراءات المتعلقة بآلية صناع السوق التي تحدث سعر الدولار يوميا، تسير وفقا للعرض والطلب، معلنا أن الدولة اتخذت جميع التحوطات لإنجاح الآلية، وأنها الآن تسير بصورة مرضية.
وقال بيان لبنك السودان المركزي أول من أمس إنه ملتزم بتوفير الأوراق النقدية (الكاش) لعدد من المصارف التجارية لغرض شراء النقد الأجنبي من الجمهور، وإنه سيستمر في توفير الأوراق النقدية تباعاً وبصورة يومية لبقية المصارف.
وأعلن محافظ بنك السودان أمس عن مضاعفة مساهمة بنك السودان في محفظة قوت العاملين في الدولة، من 160 مليون جنيه إلى 320 مليون جنيه، ليرتفع رأس مال المحفظة إلى 660 مليون جنيه. وأعلن زيادة سقف التمويل الأصغر إلى 100 ألف جنيه، مرتفعا من مستوى 50 ألفا قبل شهرين.
وقال الجهاز المركزي للإحصاءات في السودان إن مجموعة الأغذية والمشروبات استحوذت على أعلى نسب زيادة معدلات التضخم في البلاد. وأشار البيان إلى أن أعلى معدل في التضخم سجلته ولاية البحر الأحمر بمعدل مائة في المائة، وأدناها سجلته ولاية الخرطوم بمعدل 59.63 في المائة، فيما شهد انخفاضا في جميع الولايات الأخرى.



بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.