مئات الأسئلة في انتظار الإرهابي المصري عشماوي

القبض عليه أثار موجة ذعر في أوساط المتطرفين

هشام عشماوي (أ.ف.ب)
هشام عشماوي (أ.ف.ب)
TT

مئات الأسئلة في انتظار الإرهابي المصري عشماوي

هشام عشماوي (أ.ف.ب)
هشام عشماوي (أ.ف.ب)

قال مسؤولون وخبراء في كل من مصر وليبيا، إن مئات الأسئلة التي تخص تحركات المتطرفين في الدولتين، في انتظار استجواب الإرهابي المصري هشام عشماوي، الذي تم القبض عليه، أول من أمس، على يد قوات الجيش الليبي بمدينة درنة التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن حدود مصر.
وأكد الدكتور ‎ولاء خطاب، المختص في الجماعات الإسلامية بليبيا، أن عشماوي «ستخرج منه معلومات كثيرة، ومهمة... وسيعرف منه الممول الخارجي للمتطرفين في ليبيا ومصر، وكيف دخل إلى ليبيا، وكيف يأتي إليه المدد من الخارج، ومن حلقة الوصل مع الآخرين».
وأضاف مصدر في المخابرات الليبية أن القبض على عشماوي أثار موجة ذعر في أوساط داعمي الإرهاب بالمنطقة... «عشماوي من القيادات القليلة التي تمكنت من الحفاظ على علاقات متوازنة بين تنظيمات (القاعدة) و(داعش) و(الإخوان)». وأضاف: «لقد استغل معظم التنظيمات المتطرفة، في الداخل والخارج، في عملياته الإرهابية داخل ليبيا ومصر».
وتابع موضحا: «كل من دعموا عشماوي بالمال والسلاح، يشعرون بالخوف، ومن بين هؤلاء شخصيات معروفة في ليبيا والمنطقة، بعضهم ظهر معه في اجتماع سابق بمنزل المتطرف الليبي سفيان بن قومو الذي قتل في عمليات الجيش في درنة قبل شهور». وقال: توجد أسئلة أخرى عن علاقة عشماوي بالقيادي الجزائري في تنظيم القاعدة مختار بلمختار، وقيادات داعشية تعمل في ليبيا، بينهم مصري يدعى (خالد سعيد)، وتونسي يلقب بـ(أبو حيدرة) ولبناني كنيته (أبو طلحة)».
وقال عبد المُهدي مطاوع، مدير وحدة مكافحة الإرهاب في «منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، إن عشماوي «لم يكن نموذجا للإرهابي المعتاد، ولكنه كان يقوم بدور كبير. كان يتنقل باستمرار عبر دول بالمنطقة، واستطاع تجنيد عدد كبير من المتطرفين، وكان هدفه استهداف الأمن القومي المصري بشكل خاص، والأمن القومي العربي بشكل عام».
من جانبه، أكد الدكتور محمد زبيدة، الرئيس السابق للجنة القانونية في «مؤتمر القبائل الليبية»، أن عشماوي «صندوق أسود للجماعات الإرهابية، ولديه كثير من المعلومات فيما يتعلق بخطط الدعم والإمداد التي تتلقاها هذه الجماعات من الداخل والخارج. لقد كان بمثابة نقطة ارتكاز لكل من (داعش) و(القاعدة) في درنة».
وفي رده على أسئلة «الشرق الأوسط» بشأن طلب القاهرة تسلم عشماوي من الجهات الليبية، قال مسؤول أمني مصري، أمس، طالبا عدم ذكر اسمه، إن هناك تنسيقا يجري مع الجانب الليبي حول هذا الأمر... «فعشماوي مدان داخل ليبيا في كثير من القضايا أيضا». وتابع قائلا إن «عشماوي لم يكن يتحرك بقدراته فقط، ولكن كان يلقى دعما من دول ومن أجهزة مخابرات أجنبية». ووفقا لشهادات من مصادر أمنية مصرية وليبية، يُعتقد أن عشماوي كان مسؤولا عن واحد من أكبر أجهزة الاتصالات والتنصت الخاصة بالمتطرفين في شرق ليبيا، وهو جهاز تبلغ قيمته نحو 8 ملايين دولار، وجرى تركيبه على يد مهندسين أجانب في درنة في عام 2016، لتنسيق عمليات المتطرفين والتجسس على تحركات الجيش الليبي.
وتتهم السلطات عشماوي بتنفيذ عمليات في مصر راح ضحيتها عشرات من الضباط والجنود والمواطنين. وعما إذا كان هناك تخوف من أن يتم اغتيال عشماوي في ليبيا على يد جماعات إرهابية، قال المصدر الأمني: «بالتأكيد هذه الجماعات ومن يدعمها لن يصمتوا. سيحاولون القيام بأي شيء للحيلولة دون استجواب عشماوي».
وقال الدكتور خطاب: «منذ دخول عشماوي إلى ليبيا قبل نحو 5 سنوات، التحق بجماعة (أنصار الشريعة) التي خرجت من رحم جماعة (الإخوان)». وأوضح أن «أنصار الشريعة» نسخة حديثة من تنظيم القاعدة. وأوضح مطاوع أن امتدادات عشماوي «أكبر بكثير مما قد يعتقده البعض، فقد كانت لديه اتصالات خطيرة، وشارك في أهم العمليات التي استهدفت مصر... أعتقد أن القبض عليه سيفتح قضايا شائكة وملتبسة لدى البعض، ومنها علاقة (الإخوان) بدعم الجماعات الإرهابية».
وقال مصدر قبلي ليبي، عقب زيارته حي المغار الذي جرى فيه القبض على عشماوي، إنه «حي صغير، وشعبي، ومحاصر من الجيش... كانت توجد فيه قيادات من تنظيمي (داعش) و(القاعدة).
وكان الجيش حريصا على عدم قصف الحي، لأنه أراد أن يحصل على القيادات المهمة وهم على قيد الحياة. جرى الاعتماد على العلميات الخاصة التابعة للجيش الليبي للقبض عليهم أحياء، وهو ما حدث بالفعل».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.