تركيا تفرض حصصاً على وارداتها من الصلب لحاجتها إلى إجراءات حماية طارئة

أعلنت تركيا أمس عن قرار بفرض حصص على حجم وارداتها من الصلب بدءا من 17 أكتوبر الجاري (رويترز)
أعلنت تركيا أمس عن قرار بفرض حصص على حجم وارداتها من الصلب بدءا من 17 أكتوبر الجاري (رويترز)
TT

تركيا تفرض حصصاً على وارداتها من الصلب لحاجتها إلى إجراءات حماية طارئة

أعلنت تركيا أمس عن قرار بفرض حصص على حجم وارداتها من الصلب بدءا من 17 أكتوبر الجاري (رويترز)
أعلنت تركيا أمس عن قرار بفرض حصص على حجم وارداتها من الصلب بدءا من 17 أكتوبر الجاري (رويترز)

قررت تركيا فرض حصص على حجم وارداتها من الصلب بدءاً من 17 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، مع تحصيل رسوم إضافية نسبتها 25% على أي كميات تتجاوز تلك الحصص؛ مبررةً ذلك بزيادة حادة في الواردات.
وقالت تركيا في إشعار نشرته منظمة التجارة العالمية، أمس (الاثنين)، إنها بدأت تدرس الحاجة إلى إجراءات «حماية» طارئة في أبريل (نيسان) الماضي بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً قدرها 25% على الصلب.
وأدى ذلك، إلى جانب قيود التجارة التالية في دول أخرى من بينها دول الاتحاد الأوروبي والهند وإندونيسيا، إلى تحول تجاه إمدادات الصلب صوب تركيا.
من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة التركية حالات الإعفاء من الحظر المفروض على استخدام العملات الأجنبية في اتفاقيات الأعمال، بما في ذلك العقود المتعلقة بالتصدير، وأدوات سوق رأس المال، وعقود العمل الخاصة بالأجانب.
وقالت الحكومة التركية، الشهر الماضي، إن مبيعات العقارات وتأجيرها وعقود الإيجار، يجب أن تكون بالليرة التركية، ما يوقف استخدام العملات الأجنبية لإجراء مثل هذه الصفقات لدعم الليرة، التي فقدت أكثر من 40% من قيمتها هذا العام.
وتضررت الليرة التركية بسبب مخاوف تتعلق بسيطرة الرئيس رجب طيب إردوغان على القرار الاقتصادي، إلى جانب الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة بشأن محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون في تركيا بتهمة دعم الإرهاب.
وتراجعت الليرة التركية إلى مستوى 6.15 ليرة مقابل الدولار، أمس (الاثنين)، فيما أغلقت عند 6.12 يوم الجمعة الماضي.
وقالت الجريدة الرسمية في تركيا إن الإعفاءات ستشمل أيضاً مجالات مثل بيع البرمجيات المنتجة في الخارج وعقود تأجير السفن والعقود التي تشمل مؤسسات الدولة، إذا لم تكن مرتبطة بالممتلكات أو التوظيف، وإذا كان هناك فشل في إعادة التفاوض على عقد في الوقت الحالي بالعملات الأجنبية فسوف يتم تحويله إلى الليرة بسعر الصرف الرسمي في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، ويتم رفعه تماشياً مع معدلات تضخم أسعار المستهلك.
وكان سعر الليرة عند 3.8 مقابل الدولار في يناير، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين إلى 6.15 ليرة مقابل الدولار حالياً، ومن 4.5 ليرة مقابل اليورو في يناير إلى 7.08 ليرة مقابل اليورو حالياً. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخزانة والمالية التركية ارتفاع عجز الميزانية بنسبة 32.6% على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وسجّل العجز في الميزانية في سبتمبر 1.3 مليار دولار، حيث بلغت الإيرادات 9.7 مليار دولار، مقابل المصروفات التي سجّلت 11 مليار دولار، وبلغ العجز على أساس شهري 23.2% بالمقارنة مع أغسطس (آب) الماضي.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن المصروفات غير المتعلقة بالفائدة بلغت 9.4 مليار دولار، بما يمثل فائضاً بقيمة 363 مليون دولار في الرصيد الأساسي.
وتلقت وزارة الخزانة 26 مليون دولار من الخصخصة في الشهر الماضي، بما في ذلك التحويلات من قبل إدارة الخصخصة التركية، ومدفوعات تراخيص ترددات اتصالات «4.5 جي»، وإيرادات بيع الأراضي.
وبلغ إجمالي الإيرادات النقدية للخزانة في الأشهر التسعة الماضية من العام 121.5 مليار دولار، وبلغت المصروفات 133.3 مليار دولار. وبلغت النفقات غير المتعلقة بالفوائد 120.9 مليار دولار، بفائض قدره 607 ملايين دولار في الرصيد الابتدائي لمدة 9 أشهر.
وكمساهم رئيسي في العجز النقدي، بلغت مدفوعات الفوائد 12.4 مليار دولار، وبلغ الدخل من الخصخصة 1.07 مليار دولار، وشهد الرصيد النقدي عجزاً قدره 10.7 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.
وبلغ عجز الميزانية التركية في عام 2017 نحو 16.5 مليار دولار، وبلغت إيرادات الاثني عشر شهراً بالإضافة إلى الخصخصة 174.5 مليار دولار، في حين تجاوزت المصروفات في العام الماضي، بما في ذلك مدفوعات الفوائد 191 مليار دولار.
في سياق متصل، قال الرئيس التركي إن تركيا «لن تسمح أبداً بانتهاك سيادتها الوطنية وكرامتها من خلال الهجمات الاقتصادية». وأضاف إردوغان في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع التنموية في العاصمة أنقرة مساء أول من أمس، أن تركيا «لن تجعل حقوقها السيادية محلاً للتفاوض لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الاقتصادية».
وأشار إلى أن بلاده شهدت أحداث شغب متنزه جيزي في إسطنبول في مايو (أيار) 2013، تزامناً مع وصول صادرات بلاده إلى 165 مليار دولار، وانخفاض أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها، قائلاً: «اندلاع أحداث جيزي ليس محض صدفة».
وتصاعدت حدة الاحتجاجات في الأول من يونيو (حزيران) من العام ذاته، وامتدت إلى مدن أخرى، رافقتها أحداث شغب، واستمرت حتى أوائل أغسطس من العام ذاته.
وأكد إردوغان أن تركيا «لن تتخلى أبداً عن مشاريعها الوطنية والتنموية، ولن تسمح لأي تهديدات أو ابتزازات بعرقلة تحقيق أهدافها لعام 2023».
وتسعى تركيا لتحقيق سلسلة من الأهداف بحلول عام 2023، الذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لإعلان الجمهورية، ومن أبرزها الدخول في مصافّ أكبر 10 قوى اقتصادية على مستوى العالم. ووضعت لهذا الغرض رؤية سياسية واقتصادية تشمل عدة خطط؛ لبلوغ الناتج القومي تريليونَي دولار في هذا التاريخ.



تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
TT

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد، حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته التي سجّلها قبل أكثر من عامين.

وأعلنت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يتتبع التضخم قبل أن يصل إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بأكتوبر (تشرين الأول)، مقارنة بـ0.3 في المائة الشهر السابق. وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 3 في المائة في نوفمبر، وهي أكبر زيادة سنوية منذ فبراير (شباط) 2023، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وساعدت أسعار المواد الغذائية المرتفعة في دفع التضخم بالجملة إلى الارتفاع في نوفمبر، وهو ما كان أعلى مما توقعه خبراء الاقتصاد، وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت أسعار المنتجات الأساسية بنسبة 0.2 في المائة عن أكتوبر، و3.4 في المائة عن نوفمبر 2023.

ويأتي تقرير أسعار الجملة بعد يوم من إعلان الحكومة أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، ارتفاعاً من زيادة سنوية بنسبة 2.6 في المائة في أكتوبر.

وأظهرت الزيادة، التي جاءت مدفوعة بارتفاع أسعار السيارات المستعملة، وكذلك تكلفة غرف الفنادق والبقالة، أن التضخم المرتفع لم يتم ترويضه بالكامل بعد.

وعلى الرغم من تراجع التضخم من أعلى مستوى له في 4 عقود عند 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، فإنه لا يزال أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

ورغم الارتفاع المعتدل في التضخم الشهر الماضي، يستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة القياسية الأسبوع المقبل للمرة الثالثة على التوالي. ورفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيس قصير الأجل 11 مرة في عامي 2022 و2023، إلى أعلى مستوى له في عقدين من الزمن، وذلك في محاولة للحد من التضخم الذي نشأ عن التعافي القوي غير المتوقع للاقتصاد بعد ركود «كوفيد-19». ومع التراجع المستمر في التضخم، بدأ البنك المركزي في سبتمبر (أيلول) الماضي عكس تلك الزيادة.

وقد يقدم مؤشر أسعار المنتجين، الذي صدر يوم الخميس، لمحة مبكرة عن الاتجاه الذي قد يسلكه التضخم الاستهلاكي. ويراقب الخبراء الاقتصاديون هذا النمو، لأنه يتضمن بعض المكونات، خصوصاً الرعاية الصحية والخدمات المالية، التي تسهم في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.