الشوام استزرعوا أسماك النيل منذ 5 آلاف سنة

عُثر على بعضها في 12 موقعاً أثرياً بدول عربية

TT

الشوام استزرعوا أسماك النيل منذ 5 آلاف سنة

كشفت دراسة مشتركة لباحثين من جامعتي جورج أغسطس، ويوهانس غوتنبرغ الألمانيتين عن أن تاريخ الاستزراع السمكي في منطقة جنوب الشام يعود إلى 5 آلاف عام. وعثر الباحثون في 12 موقعاً أثرياً من فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وجنوب سوريا على عظام لأسماك نيلية مثل القرموط والبلطي والبياض، ليتمكنوا باستخدام نظائر الأكسجين من تحديد عمر هذه العينات، والتي وجدوا أنها تعود إلى 5 آلاف عام مضت.
ووفقاً لما جاء في الدراسة التي نشرتها دورية «نيتشر» أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن نظائر الأكسجين كشفت عن أن عمر عينات الأسماك يعود إلى 5 آلاف عام، وهو ما يشير إلى وجود تبادل تجاري بين مصر وجنوب الشام منذ زمن بعيد، بما سمح باستخدام أسماك نيلية في الاستزراع السمكي بتلك المنطقة.
ومن جهته، يرى الدكتور أيمن عبد الشافي أستاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس، أن استخدام نظائر الأكسجين في الوصول لهذه الحقيقة التاريخية هو الأنسب.
ويقول عبد الشافي لـ«الشرق الأوسط»: «تحديد العمر باستخدام النظائر يتوقف على نوع المادة المراد معرفة عمرها. وبما أننا نتحدث عن عظام الأسماك، فالأنسب هو نظائر الأكسجين، لأن الأسماك تعيش في المياه التي تحتوي على هذا العنصر».
وتبدو نتائج هذه الدراسة العلمية متسقة مع ما هو معروف تاريخيا عن علاقة المصري القديم بالأسماك النيلية، حيث عرف استزراعها في أحواض، ويبدو أنه نقل هذه الطريقة إلى غيره، كما أنه استخدمها ووظفها سياسيا، كما يؤكد كاتب علم المصريات بسام الشماع.
ويشير الشماع إلى وجود رسوم بارزة على بعض المقابر الفرعونية يعود تاريخها إلى 2500 سنة قبل الميلاد، تبين استزراع المصري القديم لأسماك البلطي النيلية في أحواض، والتي أظهرت تقدير المصري القديم لبعض الأنواع.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.