تتواصل الجهود الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية لدول التكتل الموحد، تحسبا لعودة المقاتلين من مناطق الصراعات بعد أن حاربوا في صفوف تنظيم داعش، وخاصة في أعقاب الهزائم التي لحقت بالتنظيم في كل من العراق وسوريا.
وفي إطار مساعي الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز تعاونه مع دول غرب البلقان في مجالات إدارة الحدود الخارجية ومحاربة الإرهاب وظواهر التهريب والجريمة المنظمة. وجاءت مشاركة المفوض الأوروبي المكلف شؤون الهجرة والمواطنة ديمتريس أفراموبولوس في منتدى جمع ما بين وزراء داخلية وعدل دول البلقان بنظرائهم الأوروبيين الجمعة في العاصمة الألبانية تيرانا.
وكان هذا المنتدى فرصة لتوقيع اتفاق تعاون بين الاتحاد الأوروبي وألبانيا يسمح بتعزيز التعاون العملي بين السلطات المختصة في تيرانا والوكالة الأوروبية للحدود وخفر السواحل (فرونتكس). ويسمح الاتفاق بنشر عناصر أوروبية داخل الحدود أو المياه الإقليمية الألبانية، بموافقة الحكومة، في حال وجود أي تحرك غير معتاد في حركة المهاجرين. كما وقع المشاركون في المنتدى على خطة عمل مشتركة بشأن محاربة الإرهاب، فـ«هناك خطوات ملموسة مشتركة من أجل محاربة العنف والتطرف خلال العامين القادمين»، وفق كلام أفراموبولوس.
وكانت المفوضية الأوروبية قد وضعت استراتيجية خاصة لتوسيع منظور التعاون وتعزيز الشراكة مع دول غرب البلقان في فبراير (شباط) 2018، وتغطي هذه الخطة طيفا واسعا من المجالات، انطلاقاً من التصدي للهجرة السرية وانتهاء بمحاربة الإدمان على المخدرات وضبط حركة العقاقير. ويأتي ذلك بعد أسبوعين تقريبا من زيارة المفوض الأمني الأوروبي جوليان كينغ، إلى زغرب عاصمة كرواتيا، واستغرقت يومين وقالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن المسؤول الأوروبي بحث مع وزير الداخلية دافور بوشنوفيتش ووزير الدولة لشؤون العدل كريستيان توركاليش، القضايا الأمنية بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال تبادل المعلومات كما التقى كينغ على هامش الزيارة مع أعضاء لجان الشؤون الأوروبية والشؤون الداخلية ووالأمن الوطني والعدل وهي لجان تابعة للبرلمان الكرواتي.
وجاءت زيارة المسؤول في المفوضية الأوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد، بعد أيام من صدور توصية من مجلس وزراء الداخلية والعدل في دول التكتل الأوروبي الموحد بتعزيز التعاون مع دول غرب البلقان في إطار مكافحة الإرهاب، وخاصة فيما يتعلق بتبادل المعلومات وفي ظل توقعات بعودة المئات من المقاتلين من مناطق الصراعات إلى دول غرب البلقان. وفي النصف الأول من العام الحالي، قال المدير التنفيذي وقتها لوكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» روب وينرايت، إن التهديد الإرهابي في أوروبا يبدو عاليا، وإن العدد المحتمل للإرهابيين في الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يصل إلى 30 ألف شخص. وأضاف خلال اجتماع برلماني في صوفيا عاصمة الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وقتها، أن المخاطر الإرهابية في دول الاتحاد الأوروبي كبيرة ومعقدة وخاصة عند الأخذ بالاعتبار المشاركة الفعالة لكثير من المواطنين الأوروبيين في نشاطات الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق واحتمال عودتهم إلى بلادهم لاحقا.
وأشار إلى وجود مجموعات كاملة من الأفراد، المشبعين بالأفكار المتطرفة في الدول الأوروبية. ولفت روب وينرايت في مؤتمر صحافي إلى أن الهيئات الأمنية الأوروبية تراقب المتطرفين كمصدر محتمل للخطر. وشدد على أن التحدي الذي تواجهه الهيئات الأمنية المختصة في الدول الأوروبية، يبقى كبيرا جدا مما يؤكد الأهمية البالغة للتعاون الدولي.
ومن جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البلغاري تسفيتان تسفيتانوف، إنه تم جمع معلومات جدية عن 800 مواطن من دول غرب البلقان قاتلوا في صفوف «داعش» ونحو 5000 مواطن من الاتحاد الأوروبي يعتزمون العودة إلى بلادهم بعد القتال في سوريا والعراق. وكان وزراء الداخلية والعدل شددوا في اجتماعهم الأخير ببروكسل على أهمية التعاون مع دول غرب البلقان في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف.
تعاون أوروبي مع «البلقان» في ملف عودة المقاتلين من مناطق الصراعات
تعاون أوروبي مع «البلقان» في ملف عودة المقاتلين من مناطق الصراعات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة