الحكومة اليمنية تقر زيادة الرواتب المدنية 30%

اجتماع مجلس الوزراء اعتمد جملة قرارات تتعلق بموظفي الدولة والمتقاعدين

بن دغر خلال استقباله السفير البريطاني لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
بن دغر خلال استقباله السفير البريطاني لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
TT

الحكومة اليمنية تقر زيادة الرواتب المدنية 30%

بن دغر خلال استقباله السفير البريطاني لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
بن دغر خلال استقباله السفير البريطاني لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)

اعتمد مجلس الوزراء اليمني برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمس (الخميس)، تنفيذ الزيادة في مرتبات الجهاز المدني بنسبة 30 في المائة، ضمن اعتماده جملة قرارات أخرى تتعلق برواتب موظفي الدولة.
جاء ذلك، لدى مواصلة المجلس لليوم الثالث على التوالي عقد اجتماعات لبحث الأوضاع الراهنة، والمستجدات المتعلقة بتحسن العملة المحلية أمام العملات الأجنبية خلال اليومين الماضيين، بالتزامن مع المنحة السعودية والإجراءات التي اتخذتها الحكومة في هذا الجانب.
وثمَّن المجلس دعم البنك المركزي الدعم السعودي، وما أعقبه من قيد المنحة السعودية (200 مليون دولار) لحساب البنك المركزي. وأكد أن هذه المنحة ستعمل على استقرار الوضع الاقتصادي وستخفف من الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الدولة، الناجمة عن انقلاب الميليشيا الحوثية ونهبها لإيرادات الدولة وتسخيرها لصالح مجهودها الحربي، وتجويع أبناء الشعب اليمني.
ووفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، ناقش الاجتماع مساعي البنك المركزي اليمني واللجنة الاقتصادية، لتنفيذ الإجراءات الاقتصادية المقرّة في الاجتماعات السابقة التي عقدها المجلس، المتعلقة بتخفيف الاضطراب في السوق، وطمأنة المواطنين اليمنيين حول الأزمة المفتعلة التي يشهدها القطاع الاقتصادي في البلاد.
وحث المجلس على العمل بكل قوة ممكنة دون تقصير للوصل إلى حلول عاجلة ومستدامة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، وإيقاف الانهيار الذي يعصف بحياة المواطنين اليمنيين، والذي يهدد بانهيار الوضع الإنساني إلى مستويات أدنى بسبب الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
واطّلع المجلس على التقرير المقدَّم من وزارتي الخدمة المدنية والتأمينات والمالية، بشأن قواعد وأسس ومتطلبات تنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم (79) لسنة 2018، بزيادة مرتبات القطاع المدني بنسبة 30 في المائة.
وأقر المجلس اعتماد تنفيذ الزيادة في مرتبات الجهاز المدني بنسبة 30 في المائة من بداية ربط الجدول العام للأجور والمرتبات (المرحلة الثالثة) والمحددة بالحد الأعلى (30 ألف ريال) في الدرجة الأولى من المستوى الأول، والأدنى (8200 ريال) في الدرجة (20) من المستوى الخامس، وتوضع في كشف الراتب في خانة خاصة باسم (زيادة 30 في المائة)، وتعتبر جزءاً من الراتب الأساسي وتخضع لكل الأحكام المتصلة به.
كما أقر بأن يكون الحد الأعلى للزيادة المشار إليه، هو سقف أعلى درجة في جدول السلطة القضائية، وفي الجدول الخاص بوظائف أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية، وما في مستواها من وظائف بحثية أو تدريبية، يسري بشأنها كادر أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، وتتسلسل بقية الوظائف وفقاً للذي يليه في الجدول.
وأشار إلى كل الممنوحين بدلات محتسبة إلى الراتب الأساسي خاضعة للأقساط التأمينية تتجاوز قيمتها بداية ربط مرتب درجات وظائفهم في الجدول العام للأجور بالمخالفة لأسس وقواعد استحقاق البدلات المنصوص عليها في القانون رقم (43) لسنة 2005، بشأن الوظائف الأجور والمرتبات ولائحته التنفيذية وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (137) لسنة 2006 بشأن النظام المعياري لإنشاء بدلات طبيعة العمل، ويتم خصم الزيادة المستحقة لهم وفقاً لهذا القرار من قيمة تلك البدلات وإضافتها في المكان المخصص للزيادة في كشف الراتب.
وإضافة لذلك، قرر المجلس منح المتقاعدين في الهيئة العامة للتأمينات الزيادة المستحقة وفقاً لنص المادة (63) من قانون التأمينات والمعاشات والمحدد (50 في المائة) من الزيادة الممنوحة للموظفين على المستوى الدرجة المقابلة لدرجاتهم المسكنين فيها، يستكمل بشأنهم إطلاق جميع الحقوق المؤجلة للمتقاعدين والمستحقة وفقاً للقانون قبل بلوغهم أجل التقاعد وربط معاشاتهم من علاوات سنوية وزيادات من مراحل استراتيجية الأجور إن وجدت، وتسويات قانونية مستحقة في حينه، وذلك من تاريخ استحقاقها وعلى الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات سرعة استكمال الإجراءات المتعلقة بتنفيذها وفق الآلية المتبعة مع الجهات ذات العلاقة وتحديداً وزارتي الخدمة المدنية والتأمينات، والمالية.
وأكد على تشكيل لجنة من وزارتي الخدمة المدنية والتأمينات والمالية والهيئة العامة للتأمينات تتولى دراسة الحد الأدنى للمعاش التقاعدي وفق النصوص القانونية والمتغيرات التي طرأت على جدول الأجور والمرتبات، والرفع للمجلس بالمقترحات.
وقرر إطلاق العلاوات السنوية وفق قواعد الاستحقاق القانونية للأعوام (2014 - 2017) لموظفي الجهاز الإداري للدولة والوحدات المؤجلة من القطاع العام الخدمي، واستكمال إجراءات صرفها مع بداية 2019 وفق القواعد المنظمة لذلك والآليات المتبعة.
وشدد على وزيري الخدمة المدنية والتأمينات والمالية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار وموافاة رئيس الوزراء بالنتائج أولاً بأول، كما يُعمَل بتلك القرارات مع بداية 2019، وينفذ بالوسائل الإدارية المناسبة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».