دار الإفتاء المصرية تحدد زكاة الفطر بثمانية جنيهات للفرد

أعضاء بـ«البحوث الإسلامية» بالأزهر أجازوا دفعها لصندوق «تحيا مصر»

شوقي علام

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، أن قيمة زكاة الفطر لشهر رمضان المبارك لهذا العام ثمانية جنيهات للفرد الواحد. وأوضح أن قيمة زكاة الفطر تعادل كيلوغرامين ونصف الكيلوغرام من الحبوب عن كل فرد، وأن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قدر القيمة وفقا لأقل أنواع الحبوب سعرا، وهو القمح.
وبينما أجاز أعضاء في مجمع البحوث الإسلامية إخراج زكاة هذا العام لصندوق «تحيا مصر»، الذي دعا لإنشائه الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم الاقتصاد، رفض آخرون ذلك مؤكدين أنه لا يجوز أن تخرج زكاة الفطر إلا لأصحابها الثمانية المذكورين في الآية الكريمة.
في غضون ذلك، قال علماء دين لـ«الشرق الأوسط» إن «من يتعمد عدم إخراج الزكاة آثم»، مؤكدين أن «أصلح وقت لإخراجها بعد فجر يوم العيد، قبل صلاة العيد، حتى يتحقق الغرض منها».
يأتي تقدير الدكتور شوقي علام مفتي مصر لقيمة زكاة هذا العام بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بثمانية جنيهات كحد أدنى عن كل فرد.
وأشار علام إلى أن دار الإفتاء المصرية مالت إلى الأخذ برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودا بدلا من الحبوب، تيسيرا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم.
وأكد المفتي ضرورة إخراج زكاة الفطر قبل موعد صلاة العيد، لنيل أجرها، وحتى يتيسر للمحتاجين الاستفادة منها، وشدد على أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يعد صدقة من الصدقات، ولا يجزئ عن زكاة الفطر. وشدد المفتي على ضرورة إخراج زكاة الفطر في مصارفها الشرعية التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، خاصة للفقراء والمساكين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم».
وأكد الدكتور عبد الراضي حمدي الأستاذ في جامعة الأزهر، أن «الوقت المستحب لإخراج زكاة الفطر بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان إلى قبل صلاة العيد، وبعض العلماء قال قبل العيد بيومين بل جعلها البعض في رمضان كله»، مؤكدا أن من أخرها حتى يصلي العيد فهذا مكروه، وقيل: يحرم. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللهو والرفث، وطعمة للمساكين‏، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة‏، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات‏»، مؤكدا أنه من لم يخرجها عامدا متعمدا فقد جاء بإثم عظيم.
في السياق ذاته، أجاز عدد من أعضاء مجمع البحوث إخراج الزكاة لصالح صندوق «تحيا مصر» هذا العام. وأفتى عضو المجمع الدكتور عبد الله النجار بوجوب دفع زكاة عيد الفطر للصندوق، وأنه لا بد على الجميع وضع زكاتهم فيه كواجب من الواجبات، لافتا إلى أن كثيرا من العلماء قد اتفقوا على أن مصارف الزكاة هي ذاتها مصارف زكاة المال، حيث حدد الإسلام مصارف زكاة المال للفقراء والمحتاجين والمساكين وفي سبيل الله، مشيرا في تصريحات له، إلى أن دفع الزكاة لصندوق «تحيا مصر» يضمن بذلك وصولها للمحتاجين والفقراء.
واستدل النجار على ذلك بأن الدولة سوف تعطي هذه الأموال للفقراء وليس للأغنياء، حيث ستنفقها على الصحة والتعليم والتنمية، والزكاة قد شرعت في الإسلام للنهوض بالمجتمع والرقي به.
في حين قال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث، إنه يجوز إخراج زكاة الفطر لصندوق «تحيا مصر» بشرط إعلان القائمين عليه أن أمواله ستذهب كلها للفقراء، لكن الجندي استطرد قائلا: «أما إذا لم يجرِ ذلك فلا يجوز إخراجها إلا للمصارف الثمانية، لتوفر لهم الملبس والمأكل والمشرب في يوم العيد».
كما أجاز أعضاء في الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، خلال خطبة الجمعة، أول من أمس، في محافظة أسيوط، التبرع بزكاة الفطر لصالح صندوق «تحيا مصر» لدعم الاقتصاد القومي.
في المقابل، أكد الشيخ هاني الصباغ الواعظ بالأزهر الشريف، أنه لا يجوز إخراج زكاتي الفطر والمال لـ«صندوق تحيا مصر» أو غيره، مضيفا أن «زكاة الفطر ذات طابع خاص، وهي سترة للصائم من اللغو والرفث، وتعوض ما حدث من خلل في صيامه وترفع درجته عند الله عز وجل»، مؤكدا أنها واجبة على كل من يجد قوت يومه.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن الحكمة من مشروعية زكاة الفطر أنها تغني الفقراء والمساكين عن السؤال في يوم وليلة العيد، حتى يستطيع الفقير أن يلبس الثياب الجديدة هو وأسرته حتى لا يشعروا بالعجز في هذا اليوم، مشيرا إلى أن دفع الزكاة في غير ما شُرعت له يحدث خللا في المجتمع ويصيب طائفة كبيرة من المسلمين في هذا اليوم (يوم العيد).
ولفت إلى أن صندوق دعم مصر ينتفع منه الأغنياء والفقراء فلا يجوز إخراج الزكاة إليه، فيجب أن تصرف لأصحابها المذكورين في قوله تعالى: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم».
وأكد الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي، أنه لا يجب وضع أموال الزكاة في صندوق دعم مصر، مشيرا إلى أن هذه الأموال يجب أن تكون للفقراء والمساكين.
وقال الجندي في تصريحات له: «خير الإنفاق هو إطعام الفقير، بينما صندوق دعم مصر لا يجوز وضع أموال الزكاة به».