أنطوان أرنو لـ«الشرق الأوسط» : نشرع أبواب ورشاتنا للعامة لأن من رأى ليس كمن سمع

ابن أغنى رجل في فرنسا يفتح قلبه وعالمه للكل في «أيام خاصة»

أنطوان أرنو - بيرلوتي.. حيث تصنع الأحذية يدويا - منظمة لويس فويتون التي صممها المعماري فرانك غيري - من عرض «ديور» لخريف وشتاء 2019 (تصوير: لوديغ بونيه)
أنطوان أرنو - بيرلوتي.. حيث تصنع الأحذية يدويا - منظمة لويس فويتون التي صممها المعماري فرانك غيري - من عرض «ديور» لخريف وشتاء 2019 (تصوير: لوديغ بونيه)
TT

أنطوان أرنو لـ«الشرق الأوسط» : نشرع أبواب ورشاتنا للعامة لأن من رأى ليس كمن سمع

أنطوان أرنو - بيرلوتي.. حيث تصنع الأحذية يدويا - منظمة لويس فويتون التي صممها المعماري فرانك غيري - من عرض «ديور» لخريف وشتاء 2019 (تصوير: لوديغ بونيه)
أنطوان أرنو - بيرلوتي.. حيث تصنع الأحذية يدويا - منظمة لويس فويتون التي صممها المعماري فرانك غيري - من عرض «ديور» لخريف وشتاء 2019 (تصوير: لوديغ بونيه)

يُذكر الترف وصناعة الموضة كما نعرفها اليوم، فيتبادر إلى الذهن مجموعة «إل.في.آم.آش» المملوكة لبرنار أرنو، أغنى رجل في فرنسا. مجموعة تنضوي تحت أجنحتها عدة بيوت أزياء تتزايد دقات القلب بمجرد سماع أسمائها مثل «جيفنشي»، «فندي»، «لويس فويتون»، «ديور»، «دونا كاران»، «غيرلان»، «بولغاري» وهلم جرا من العلامات التي تقدر بنحو الـ60 بما فيها فندق «شيفال بلان» الواقع في جزر المالديف، ويُعد الأغلى في العالم.
ولا يختلف اثنان أن ابنه أنطوان أرنو ورث عنه حسه التجاري وزاد عليه رشة شبابية نابعة من متابعته لنبض الشارع. فإلى جانب توليه مسؤوليات متعددة واحدة منها ترؤسه دار «بيرلوتي» التي يعود تاريخها إلى نحو 127 عاما، يريد المزيد. فهو يطمح أن يحفر اسمه في المجموعة، وفي عالم الترف عموما، برد الاعتبار إلى الجنود المجهولين الذين يحولون الأحلام إلى حقيقة، وكانوا إلى عهد قريب يعملون في الظل، سواء في دار «لويس فويتون» التي تحقق للمجموعة نحو 37 في المائة من الأرباح إلى «ديور» التي يعتز بها السيد برنار أرنو وتعتبر مؤسسة فرنسية بكل المقاييس مرورا بـ«غيرلان» و«بولغاري» والعشرات غيرهما. أن يرث أنطوان عن والده حسه التجاري أمر مفروغ منه وبديهي، فقد كبر معه وتابع خطواته وأسلوبه في العمل وهو في الـ12 من العمر، لهذا فإن توليه دار «بيرلوتي» لم يأت من باب التفضيل أو المحسوبية، بل لأنه أثبت قدرته على دخول التحدي في وقت أصبح فيه قطاع الموضة الرجالية منتعشا، بفضل أبناء جيله، ممن يريدون قطعا فريدة من نوعها، وعالم الترف يحتاج إلى جوانب إنسانية واستراتيجيات جديدة. ما لم يكن متوقعا أن يفتح أبواب الأحلام على مصراعيها أمام العامة، من خلال مبادرته
Les Journées Particulières ومعناها بالفرنسية «أيام خاصة». فعالية أرادها أن تكون احتفالية عالمية بالصناعات اليدوية التي تتمتع بها مجموعة «إل.في.آم.آش». أطلقها في عام 2011 واكتمل عودها هذا العام بالنظر إلى عدد المشاركين فيها من كل أنحاء العالم. هل يخاف أنطوان من تبديد الحلم بالكشف عن الغموض الذي كان يحيط بعالم الموضة والترف ويزيده سحرا وإبهارا؟ يجيب من دون تردد: «لم أفكر ولو لحظة واحدة أني بفتح أبواب بيوت الأزياء على مصراعيها والكشف عما يجري في الكواليس أن الحلم سيتبدد بل العكس، أعتقد أن التقدير للتفاصيل والدقة سيزيد. ما كان على البال عندما أطلقنا هذه الفعالية هو أن تكون تعبيرا عن امتناننا واعتزازنا بالحرفيين العاملين بورشاتنا والأنامل الناعمة التي تسهر على إنجاز كل قطعة فريدة بتفان حتى تخرج بالصورة التي نرضى عنها». ويبدو واضحا أن أنطوان هنا يتبع المثال القائل بأن من سمع ليس كمن رأى بأم عينيه أو لمس بيديه، لأن هذا ما تتيحه هذه الفعالية: مقابلة الحرفيين وجها لوجه والحديث معهم، إضافة إلى متابعتهم وهم يقومون بأعمالهم ولمسها.
فعندما أطلق أنطوان هذه الفعالية، لم تكن النية استثناء أحد من دخول عالم بيوت الموضة والترف التي تنضوي تحت أجنحة «إل.في.آم.آش». والمقصود هنا أنها ليست نخبوية. فالكل مُرحب بهم ومن دون أي ثمن كل ما عليهم هو تسجيل أسمائهم في الوقت المناسب لضمان حصولهم على تذاكر مجانية. وحسب تأكيد أنطوان: «كل من له الرغبة في اكتشاف عالمنا والغوص فيه ضيوف مكرمون لدينا، بمن فيهم أولئك الذين لم يهتموا بالموضة سابقا أو فكروا في دخول عالمها، ربما لأنهم كانوا يشعرون أنها بعيدة المنال تعيش في بُرج عاجي». يرفض أيضا فكرة أن تكون استراتيجية تسويقية جديدة في عالم أصبحت تحكمه شبكات التواصل الاجتماعي، قائلا: «لا يمكنني قول ذلك، لأننا أطلقنا هذه الفعالية منذ سبع سنوات، وكان هدفنا الأولي والرئيسي إشراك الغير فيما كان مغلقا ونخبويا. أما قوة وسائل التواصل الاجتماعي، كما نعرفها اليوم، فلم تعرف زخمها إلا منذ خمس سنوات تقريبا. لكن هذا لا يعني أننا لا نعترف بأهميتها أو بأننا لا نأخذها بعين الاعتبار، فهي جزء من ثقافة العصر ولا يمكن تجاهلها، لهذا نوفر صورا ونصمم تجارب خاصة تناسب هذه الشبكات، حتى يتم تداولها بشكل صحيح، سواء تعلق الأمر بمنزل عائلة «لويس فويتون» في آنيير الفرنسية من خلال زيارة يمكن القول بأنها تجربة فريدة من نوعها، أو بتحضير أفلام قصيرة بالنسبة لمن لا يستطيعون القيام بهذه الزيارة في أرض الواقع. لهذا أعود وأؤكد أن الفكرة من هذه «الأيام الخاصة» ليست التسويق بقدر ما هي الاحتفال بمهارات الأنامل الناعمة والحرفيين وإخراجهم من الظل».
التجربة الأولى كانت في عام 2011، حققت نجاحا كبيرا شجع على الاستمرار فيها وتوسيعها. ما كان رائعا حسب رأي أنطوان أرنو أن نجاحها لم يقتصر على عدد الحضور، بل انعكس على مدى حماسة العاملين في هذه الورشات. «كانوا فخورين للغاية وهو يتكلمون عما يقومون به، ويستعرضون مهاراتهم أمام الضيوف». الدورة الثالثة من «الأيام الخاصة» جذبت 145.000 زائر توزعوا على 52 جهة. لكن دورة هذا العام فستكون الأكبر بلا منازع. فعلى مدى ثلاثة أيام، من 12 إلى 14 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم، ستشهد مشاركة ما لا يقل عن 56 بيت أزياء وشركة متواجدين في 77 جهة. أي في كل القارات الخمس.
وبما أن مجموعة «إل.في.آم.آش» ليست عن الموضة والأزياء فحسب، بل أيضا على السفر والفنادق وتجارب متنوعة، فإن «أيام خاصة» تعكس نظرة جديدة للترف، قد يكون السفر جزءا كبيرا منها كأسلوب حياة. وهو ما يشير إليه أنطوان أرنو بتذكيره أن هذه النظرة المعاصرة للأناقة والسفر لها جذور في الماضي وكل ما يختلف هو الأسلوب الذي يتم التعامل به مع هذا الماضي. «خذي مثلا تاريخ «لويس فويتون». فزيارة إلى «آنيير» حيث يوجد بيت العائلة، لا تترك أدنى شك بأنه متجذر في صناعة الأناقة والسفر على حد سواء، من خلال صناعة حقائب السفر. العنصر الجديد في دورة هذا العام من «أيام خاصة» أنها ستكون بمثابة مغامرة ورحلة اكتشاف. فلأول ستطوف القارات الخمس حيث توجد الكثير من معاملنا ومزارعنا التي نستورد منها أو نصنع فيها الكثير من المنتجات. بعضها في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية، وبعضها الأخير في الصين، أستراليا، نيوزيلندا، وطبعا أوروبا».
من بين 77 جهة ستفتح أبوابها للعامة في شهر أكتوبر المقبل، 39 التحقت بالمبادرة هذا العام فقط، لكنها متحمسة للغاية، مثل «ريمووا» في كولون الألمانية، و«رويال فان لانت» في هولندا وعشرات غيرهما. ما يُثلج صدر أنطوان أرنو أنه على مدى سبع سنوات، هي عمر هذه الفعالية، برهنت أنها تخدم صناعة الترف. فعوض أن تذيب الحلم أو تُبدده، تظهر مدى أهمية الحرفية في صناعة التفرد والجمال، وكيف ترقى بهما إلى الفنية الأمر الذي يبرر أسعارها العالية. ثم لا ننسى أنها تشجع على استمراريتها، بدليل أنها تلهم الشباب وتشجعهم على امتهان هذه الوظائف التي ربما لم يفكروا فيها سابقا. أكبر دليل على هذا أن «معهد إبداع الأعمال المتميزة» انخرط في هذه الفعالية بكل قواه ويشجع طلبته على المشاركة فيها، وهذا مهم جدا خصوصا أن مجموعة «إل.في.آم.آش» تدعم المعهد وتقدم فيه برنامجا تدريبيا لتشجيع انتقال الحرف اليدوية والتقنيات الجديدة إلى الأجيال القادمة. وربما يكون هذا من الأهداف المهمة لـ«أيام خاصة» إلى جانب إبراز مهارات بـ145.000 موظف يعملون في مجموعة «إل.في.آم.آش» في كل أنحاء العالم. يستحقون الاحتفال بهم. لأنهم هم من يحققون الأحلام وينسجونها بأناملهم أو مطارقهم.
- تمتد فعالية Les Journées Particulières
من 12 إلى 14 أكتوبر ويبدأ التسجيل هذا الشهر على موقع المجموعة الخاص للحصول على تذاكر مجانية.
- تتيح دخول بيوت أزياء كان مجرد التفكير فيها يُلهب الخيال مثل «جيفنشي»، «ديور»، «لويس فويتون»، «غيرلان» وغيرها.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
TT

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.

وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.

احتلت «لورو بيانا» كل واجهات محلات «هارودز» بمناسبة الأعياد والاحتفالات (لورو بيانا)

هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.

ورشة العجائب

تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.

الجنود المجهولون أو الحرفيون أخذوا نصيبهم من الاحتفال باستعراض مهاراتهم أمام الضيوف (لورو بيانا)

تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،

وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.

الواجهة والنوافذ

الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .

... وطبعاً لا تكتمل الإطلالات من دون حقائب تعكس اهتمام الدار بالتفاصيل (لورو بيانا)

صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.

نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.

منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.

قطع حصرية لـ«هارودز»

احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.

لم تستسهل «لورو بيانا» عملية تزيين 36 نافذة وكانت النتيجة مرآة لتاريخها وإرثها (لورو بيانا)

الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.

من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.

متجران مؤقتان

سيجد زائر «هارودز» كل ما يطمح إليه من أزياء أو إكسسوارات مصنوعة من أجود أنواع الألياف (لورو بيانا)

بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.

استلهمت الدار الإيطالية كثيراً من التصاميم من الأجواء البريطانية العريقة... من الأشكال والقطع إلى الألوان (لورو بيانا)

أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.

تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.