أكاديميون أميركيون يعارضون نشر وثائق «داعش»

«داعش» هدد صحافية جمعتها

أكاديميون أميركيون يعارضون نشر وثائق «داعش»
TT

أكاديميون أميركيون يعارضون نشر وثائق «داعش»

أكاديميون أميركيون يعارضون نشر وثائق «داعش»

بعد أسبوع من إعلان صحافية أميركية أنها تلقت تهديدات من «داعش» لأنها جمعت ونشرت وثائق عن التنظيم، احتج أكاديميون أميركيون على نشر هذه الوثائق، وذلك بسبب نقل وثائق أجنبية رسمية، والأرباح التجارية منها، وخوفاً على أشخاص وردت أسماؤهم في الوثائق.
وتقود المعارضة لجنة أساتذة الجامعات المتخصصين في الشرق الأوسط، التي أرسلت، الأسبوع الماضي، خطاب احتجاج إلى جامعة جورج واشنطن (في واشنطن العاصمة) لأنها أعلنت اتفاقاً مع صحيفة «نيويورك تايمز» لتأسيس أرشيف مفتوح على الإنترنت لوثائق «داعش».
في شهر مايو (أيار) الماضي، انتقدت اللجنة الأكاديمية الصحيفة لأنها نشرت الوثائق «دون مراجعتها». وقالت اللجنة إن الصحيفة «لا تملك الحق في نقل وثائق من أماكنها الرسمية. ونشر الوثائق التي تحتوي على معلومات شخصية ينطوي على خطر تعريض أشخاص أبرياء للخطر». وفي الأسبوع الماضي، أرسلت اللجنة الأكاديمية خطاباً إلى جامعة جورج واشنطن قالت فيه إن «تورطها في مشروع أرشفة وثائق (داعش) يورط الجامعة في كثير من القضايا الأخلاقية والمهنية التي يمكن أن تثار بسبب قرار الصحيفة بنقل الوثائق من أماكنها»، وحث الخطاب الجامعة، على الأقل، على تقييد استخدام الوثائق لأهداف أكاديمية.
وكان «مركز دراسات الحرب ضد الإرهاب» في جامعة جورج واشنطن اتفق مع الصحيفة على ترجمة الوثائق، ونشرها على الإنترنت بطريقة مفتوحة. ودافع القسم عن هذا الاتفاق لأن «الوثائق تقدم دليلاً لا يقدر بثمن على الأنشطة والفظائع التي قامت بها جماعة (داعش)». وكانت الصحيفة قالت إنها بعد أن نسخت الوثائق الأصلية رقميا، سلمتها إلى سفارة العراق في واشنطن. وأضاف بيان الصحيفة: «حصل فريقنا على إذن ومساعدات من مسؤولي الأمن العراقيين لجمع وحفظ الوثائق التي تركت، وفي بعض الحالات حرقت». وعن عدم حجب الأسماء، قال البيان: «سنزيل معلومات تحديد الهوية إذا اعتقدنا أن هناك خطراً على سلامة المدنيين».
من جهتها، قالت الصحافية الأميركية روكمى كاليماشى، التي كشفت في العام الماضي عشرات الآلاف من وثائق «داعش»، إنها تلقت تهديدات من «داعشيين». وقالت إن التهديدات «رسمية»، وإن شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كانوا أبلغوها بذلك. وقالت صحيفة «شيكاغو ديلى هيرالد» التي كانت تعمل فيها الصحافية، قبل أن تنتقل إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، على لسانها: «أُبلغت في رسالة بريد صوتي تركها عميل خاص في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن محادثة جماعية اعترضت، وفيها شكى أحد الإرهابيين من عملها في جمع وترجمة وثائق خلفها (داعش) بعد طرده من الموصل في العراق عام 2017». وحسب الصحافية، جاء التالي على لسان الإرهابي: «يجب ألا ندع مخلب الشيطان هذه تفلت منا. يجب علينا ذبحها وتلقين الصحافيين درسا لن ينسوه».
لكن قللت الصحافية من الخطر عليها. وقالت إن «داعش» عنده أهداف أهم منها. وأضافت الصحافية: «أشعر كأنني أسيطر على الوضع الآن. أعتقد أنني لست في أعلى قائمة أهدافهم».
وكانت الصحافية نشرت بالتفاصيل الدقيقة كثيرا من قوانين «داعش»؛ منها قوانين عن طول اللحية، وطول السراويل، وطريقة سبي النساء. وحصلت على وثائق عليها شعار «داعش» في مكاتب كان يستخدمها التنظيم حتى وقت قريب من نهايته. ولاحظت تركيز «داعش» على سلوك الرجال والنساء، وعلى الحملة الإعلامية التي كانت تقودها وزارة الإعلام في «دولة داعش»، وعلى ملصقات ملساء وزاهية الألوان ومنشورات أنيقة حول ما يصفه «داعش» بـ«السلوك الإسلامي الصحيح لمواطني خلافته».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».