«سيتي سكيب دبي» ينطلق وسط إعلان مشاريع عقارية

9500 مستثمر جديد ضخوا 5 مليارات دولار خلال 8 أشهر في الإمارة الخليجية

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي خلال تدشينه معرض {سيتي سكيب غلوبال} أمس في دبي («الشرق الأوسط»)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي خلال تدشينه معرض {سيتي سكيب غلوبال} أمس في دبي («الشرق الأوسط»)
TT

«سيتي سكيب دبي» ينطلق وسط إعلان مشاريع عقارية

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي خلال تدشينه معرض {سيتي سكيب غلوبال} أمس في دبي («الشرق الأوسط»)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي خلال تدشينه معرض {سيتي سكيب غلوبال} أمس في دبي («الشرق الأوسط»)

عكست الدورة الـ17 من معرض سيتي سكيب غلوبال والذي انطلق يوم أمس في مدينة دبي الإماراتية، الحالة التنفيذية التي يعيشها سوق العقارات في المنطقة، في الوقت الذي تسابقت فيه الشركات المشاركة إلى تقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل تحفيز السوق التي شهدت تباطؤا في أغلب أنحاء منطقة الشرق الأوسط نتيجة الأوضاع الاقتصادية العالمية.
وتنافس العارضون المحليون والدوليون الـ300 فيما بينهم لجذب اهتمام المستثمرين والمشترين القادمين من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من الفرص الاستثمارية القوية التي يقدمونها، تتقدمهم الشركات المشاركة من مصر ومالطا بدعم من الهيئات الحكومية فيها، والذين يستميلون الزوار بإمكانية الحصول على الجنسية مقابل الاستثمار.
ويأتي طرح المشاريع في معرض سيتي سكيب غلوبال ضمن مواضيع يتم مناقشتها في فقرة الأعمال، في حين تناقش ورشة عمل «مزايا الاستثمار في أكثر الأسواق شفافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، المؤشر العالمي لشفافية العقارات في دبي، وأهمية الشفافية لسوق دبي ومدى تأثيره على حجم الاستثمارات التي تستقطبها ومناقشة المبادرات التي تحفز الشفافية وجودة المعلومات المتاحة للمستثمرين العقاريين.
ودشن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أمس معرض «سيتي سكيب غلوبال» بدورته السابعة عشرة والتي تستمر حتى مساء الخميس المقبل، وأشاد بتنظيم مثل هذه المعارض ووصفها بعامل جذب للضيوف والزائرين والمستثمرين القادمين إلى الإمارات وتسهم إلى حد كبير بتقريب المسافات بين شعب البلاد وشعوب العالم وتتيح الفرصة لهم للتعارف وتبادل الخبرات والثقافة والمعرفة، فضلا عن دورها الحيوي في دعم اقتصادنا الوطني وتنشيط الحركة التجارية والأسواق وقطاع السياحة.
من جهته أكد هلال المري الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي التجاري العالمي مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي إلى أن المعرض يحظى باهتمام واسع من قبل المطورين العقاريين والمستثمرين في قطاع السياحة ويحقق شراكات واسعة بين القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات والدول التي تشارك في هذا الحدث السنوي المهم.
ويتنافس العارضون المحليون والدوليون فيما بينهم لجذب اهتمام المستثمرين والمشترين القادمين من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من الفرص الاستثمارية القوية التي يقدمونها وعلى رأسهم المشاركون من مصر ومالطا بدعم من الهيئات الحكومية فيها، والذين يستميلون الزوار بإمكانية الحصول على الجنسية مقابل الاستثمار.
وتحظى مصر، دولة الشرف لنسخة هذا العام من المعرض، بدعم من وزارة الإسكان المصرية التي بدورها جمعت 18 شركة من كبرى الشركات والمطورين العقاريين في جناحها لاستعراض أبرز المشاريع الجديدة في البلاد كمشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة مركز الأعمال ومدينة العلمين الجديدة ومدينة المنصورة الجديدة.
وقال المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان والمرافق العمرانية: «شهدت مصر تحولا كبيرا وتضخما للسوق العقارية فيها؛ حيث نشهد قوة نمو في الطلب على العقارات. وكنتيجة، بدأت الدولة بتقديم مدن جديدة تتضمن مشاريع عقارية مذهلة».
وأضاف: «يتطلع المطورون من القطاعين الخاص والعام لاستقطاب المستثمرين لسوق العقارات المصرية، وفي سيتي سكيب غلوبال نهدف لاستعراض الفرص الاستثمارية المميزة لدينا وتأكيد قوة السوق المصرية أما الجمهور الدولي».
وتعاظمت صورة مصر كسوق تنافسية بين المستثمرين الأجانب بعد الإعلان عن منح الجنسية للأجانب الذين يودعون ما لا يقل على سبعة ملايين جنيه مصري (392 ألف دولار) في البلاد.
ويشهد جناح مالطا - المدعوم هو الآخر من هيئة السياحة ووكالة التنمية المالطيين - أكبر مشاركة في تاريخه في معرض سيتي سكيب غلوبال.
وتحت مظلة مؤسسة مالطا العقارية، يستعد العارضون المالطيون لاستمالة المستثمرين مستغلين نضج السوق العقارية في الدولة وبرنامجهم المميز للأفراد المستثمرين، والذي يضع ملاك العقارات على طريق الحصول على الجنسية الأوروبية.
وقال ساندرو تشيتكوتي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مالطا العقارية: «بمساحة أرض تزيد على 300 كيلومتر مربع ونمو سكاني كبير، تملك الدولة عددا هائلا من العقارات وبعوائد استثمارية مميزة تفوق وتنافس غيرها في أوروبا. هذه العناصر مجتمعة تضمن أمن الاستثمار العقاري في مالطا اليوم وغدا».
وتابع: «في العام 2014 قدمت مالطا برنامج المستثمرين الأفراد، الذي يتيح الحصول على الجنسية المالطية لأي أجنبي ولأفراد عائلته ممن يساهمون في تطوير الاقتصاد المالطي».
من جهتهم، يتطلع العارضون المحليون للتألق والتفوق على منافسيهم خاصة في ظل إتاحة إمكانية البيع المباشر وتقديم خطط الدفع الجذابة والإعفاءات الرسومية وغيرها من المميزات والحوافز التي تصب في صالح المستثمرين والمشترين وتدفعهم للشراء.
إلى ذلك قالت دائرة الأراضي والأملاك في دبي إنها تمكنت من استقطاب نحو 9500 مستثمر جديد ضخوا خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى 31 أغسطس (آب) الماضي استثمارات في سوق دبي العقارية تزيد على 19 مليار درهم (5 مليارات دولار).
وقال سلطان بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي إن سوق دبي العقارية اكتسبت صفة مستدامة بفضل مجموعة من المبادرات المبتكرة والحلول الاستباقية التي جعلتها في صدارة الأسواق العالمية الجاذبة للاستثمارات، مشيراً إلى أن الدائرة رعت معرض سيتي سكيب غلوبال، الذي يعد أكبر فعالية في الاستثمار والتطوير العقاري، حيث يجمع المستثمرين والمطورين والمسؤولين الحكوميين والمختصين في القطاع العقاري.
وقال بن مجرن إن حضور «أراضي دبي» يعتبر مهما جدا في مثل هذه الفعاليات التي تسهم في الترويج للقطاع العقاري في دبي وتستقطب جميع الأطراف ذات الصلة به من المشترين والمطورين والباحثين عن أفضل الخيارات الاستثمارية، منوها بأن منصة الدائرة في المشاركات السابقة كانت مقصدا أساسيا للمستثمرين الراغبين في الاطلاع على التشريعات والنظم التي تسهم في خلق بيئة استثمارية آمنة وجذابة لتضع دبي في فئة مميزة عن غيرها من الوجهات العالمية.
وكانت دائرة الأراضي والأملاك في دبي قد أعلنت من خلال مؤسسة التنظيم العقاري عن إصدار ما يقرب من 500 ألف تصريح عقاري للشركات العقارية عبر نظام «تراخيصي». وقال علي عبد الله آل علي مدير إدارة الترخيص العقاري في مؤسسة التنظيم العقار إلى أن نظام التصاريح الإلكترونية في «تراخيصي» يمتاز بسهولة الاستخدام حيث يتم إصدار جميع أنواع التصاريح بشكل فوري فضلا عن أنه يمكن للمتعاملين الحصول على تلك الخدمات المتعددة من دون حاجة الشركات الراغبة بالحصول على التصاريح العقارية إلى مراجعة المؤسسة.
وأشار إلى أنه يمكن للمتعاملين الحصول على 15 نوعا من التصاريح العقارية المعتمدة منها التصاريح الإلكترونية وتنظيم المعارض والإعلانات الخارجية وإعلانات الصحف بما يساعدهم على القيام بأنشطتهم الترويجية لمشاريعهم العقارية، ومن الأنشطة الأخرى التي تستوجب الحصول على التصاريح إعلانات الرسائل النصية وإعلانات المركبات والإعلانات المطبوعة واليوم المفتوح.
وأضاف: «منذ قيامنا بإطلاق النسخة الجديدة من نظام تراخيصي في العام الماضي لتطوير وتحسين خدماته ضمان تسهيل وتسريع الإجراءات التي يحتاجها المتعاملون أسهم هذا النظام في التحول الذكي للخدمات المقدمة للشركات العقارية وشهدنا إقبالا متزايدا من جانب المتعاملين والمستثمرين لتوفير الكثير من الوقت والجهد وإنجاز المعاملات بأسرع وقت ممكن من دون الحاجة إلى مراجعة مكاتب الدائرة».
يشار إلى أن نظام «تراخيصي» يتيح أيضا لمكاتب الوساطة العقارية ولجميع الوسطاء العقاريين العاملين في الإمارة إنجاز معاملاتهم بالكامل من خلال موقع الدائرة الإلكتروني كما يخدم النظام جميع أقسام إدارة الترخيص العقاري.
إلى ذلك قالت شركة أستيكو للخدمات العقارية إن المناطق التي تشهد نسبة مرتفعة من تسليم الوحدات السكنية في دبي، والتي تحتوي على المشاريع التي تقع داخل المدينة أو في أطرافها، سجلت انخفاضا في أسعار الإيجار وارتفاعاً ملحوظاً في نسبة التبديل.
وقالت الشركة في تقرير لها صدر مؤخراً إن أسعار إيجار الفلل والشقق تواصل مسارها التنازلي الذي لوحظ على مدار الفترات الماضية، حيث انخفضت بنسبة 3 في المائة للفلل و2 في المائة للشقق منذ الربع الثاني من عام 2018، في حين كان الانخفاض في أسعار بيع الوحدات السكنية بنسبة 4 في المائة، وفي الوقت نفسه انخفضت أسعار إيجار المكاتب بنسبة 5 في المائة على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة عقب فترة من الاستقرار النسبي، وذلك نتيجة لزيادة العرض ومحدودية الطلب.
وتوقع جون ستيفينز المدير التنفيذي لشركة أستيكو أن تتعرض أسعار الإيجار من جميع الفئات لمزيد من الضغوط خلال هذا العام، ويُرجح أن يستمر هذا المسار التنازلي إلى أوائل عام 2019.
ولفت التقرير إلى أن قائمة المشاريع الجديدة في دبي ازدادت خلال الربع الثالث لعام 2018 لتضم 3850 شقة و570 فيلا وتاون هاوس، ليتجاوز بذلك الإجمالي لهذا العام حتى الآن 12 ألف وحدة سكنية، ورحبّ القطاع العقاري ببدء مبادرات جديدة، مثل مخططات الاستئجار بغرض التملك والتمويل الجماعي. وقال جون ستيفينز: «نعتقد أن هذه التطورات لديها القدرة على استيعاب جزء من الطلب المكبوت من المستخدمين أو الذين يشترون للمرة الأولى».


مقالات ذات صلة

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

الولايات المتحدة​ كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

وجد الآلاف من سكان مدينة لوس أنجليس الأميركية أنفسهم وسط منافسة شرسة للعثور على مكان يعيشون فيه بأسعار معقولة، وذلك بعد أن فقدوا منازلهم.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
عالم الاعمال تطبيق «ستيك» يوفر الاستثمار في العقارات السعودية

تطبيق «ستيك» يوفر الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت منصة ستيك عن تحقيق إنجاز جديد في السوق العقارية السعودية، حيث فتحت أبوابها للمستثمرين الدوليين.

الاقتصاد جناح صندوق التنمية العقارية في «منتدى مستقبل العقار 2023» بالرياض (موقع الصندوق الإلكتروني)

أكثر من 16 % نمو التمويل العقاري لمستفيدي الدعم السكني بالسعودية خلال 2024

كشف صندوق التنمية العقارية السعودي عن ارتفاع حجم التمويل العقاري لمستفيدي برامج الدعم السكني بنسبة 16.4 في المائة خلال عام 2024، مسجلاً 62.9 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح صندوق التنمية العقارية في «منتدى مستقبل العقار 2023» بالرياض (موقع الصندوق الإلكتروني)

السعودية: 20 % نمو العقود التمويلية للدعم السكني في 2024

ارتفعت العقود التمويلية في السعودية لبرامج الدعم السكني من قبل صندوق التنمية العقارية بنسبة 20 في المائة خلال عام 2024، وذلك نتيجة تنوّع الحلول التمويلية وإتاحة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».