تقارير متضاربة حول «ثقب» المحطة الفضائية الدولية

«روس كوسموس» تنهي الجدل حوله قبل حصول شرخ مع «ناسا»

ازداد الشيب في رأس رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف بعد ظهور الثقب
ازداد الشيب في رأس رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف بعد ظهور الثقب
TT

تقارير متضاربة حول «ثقب» المحطة الفضائية الدولية

ازداد الشيب في رأس رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف بعد ظهور الثقب
ازداد الشيب في رأس رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف بعد ظهور الثقب

يحرص المسؤولون الروس على احتواء تداعيات الكشف عن «ثقب» صغير في هيكل المحطة الفضائية الدولية، كي لا يتحول إلى «شرخ» في التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الفضاء. وبرز هذا الموقف بوضوح في تصريحات دميتري روغوزين، مدير وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس»، الذي قال خلال حوار تلفزيوني، أمس، إن لجنة التحقيق استبعدت فرضية أن يكون الثقب في المركبة الفضائية نتيجة خطأ خلال الإنتاج والتصنيع على الأرض، ما يعني استبعاد الفرضية التي تحمل الجانب الروسي المسؤولية عن الحادثة.
في المقابل خلصت اللجنة إلى استنتاج مفاده أن هناك من تعمد إحداث الثقب في جدار المركبة الفضائية (سيوز - 09). ورفض روغوزين الكشف عن المزيد من تفاصيل التحقيق حول «مصدر الثقب»، وتجنب تحميل رواد الفضاء الأميركيين على متن المحطة الدولية المسؤولية عن ظهور الثقب، وقال: «إن قلت أي شيء إضافي، سيحدث ثقب في العلاقات (مع وكالة ناسا)».
وتعود حادثة «الثقب على متن المحطة الفضائية الدولية» إلى نهاية أغسطس (آب) الماضي، حين اكتشف رواد الفضاء أن الضغط داخل المحطة بدأ ينخفض، ونتيجة البحث والتحقق اكتشفوا وجود ثقب على جدار مركبة الشحن الفضائية الروسية «سيوز إم سي - 09».
وفور اكتشاف الثقب قام رواد الفضاء بإغلاقه بواسطة مادة عازلة، وأكدوا عدم وجود ما يدعو للقلق، وأن الحادثة لا تشكل تهديداً للمحطة الفضائية، أو لحياة العاملين على متنها.
ومنذ بداية التحقيق حول ظروف «ظهور الثقب» على جدار المركبة الفضائية، تداولت وسائل الإعلام أكثر من فرضية، نقلاً عن «مصادر» في مؤسسات رسمية روسية. إذ رجح البعض أن الثقب في جدار المركبة روسية الصنع ظهر نتيجة «عيب خلال التصنيع»، بينما ذهب آخرون إلى الحديث عن احتمال أن يكون أحدهم ثقب جدار المركبة قبل انطلاقها من مطار بايكونور، وهناك من رجح فرضية مفادها أن واحداً من رواد الفضاء الأميركيين على متن المحطة الدولية، تعمد إحداث الثقب، بغية تسريع عملية نقل زميل مريض على متن المحطة إلى الأرض.
وسط هذا التضارب في المعلومات عبر وسائل الإعلام، حرص المسؤولون في وكالة الفضاء الروسية على احتواء الموقف، خشية أن يؤثر على مصير التعاون بين روسيا والغرب في مجال الفضاء، لا سيما أنه المجال الوحيد الذي لم يتأثر بالتوتر السياسي بين الجانبين، ولهذا يحمل بالنسبة لروسيا رمزية محددة، كونه يؤكد وجود مجالات عدة للعمل المشترك، رغم التوتر في المستوى السياسي من العلاقات.
وكان دميتري روغوزين مدير وكالة الفضاء الروسية، بحث قضية «الثقب» مع جيم بريدينستاين، مدير وكالة «ناسا»، خلال اتصال هاتفي مطلع سبتمبر (أيلول)، اتفقا خلاله على ضرورة حل هذه المسألة عبر تعاون وثيق بين الوكالتين. ومن ثم انتقد روغوزين التسريبات عبر وسائل الإعلام حول أسباب الحادثة، وكتب على حسابه في «فيسبوك» إن تداول تلك التسريبات يعرقل عمل لجنة التحقيق و«يرمي إلى تخريب العلاقات الطيبة بين أعضاء طاقم المحطة الفضائية الدولية»، وشدد على أن «المعلومات بناء على تسريبات غير مقبولة إلى أن تعلن اللجنة نتائج التحقيق رسمياً». وفي الوقت الذي يستمر فيه التحقيق في الحادثة، بما في ذلك عملية كشف خارجي على هيكل المحطة الدولية سيقوم بها رواد الفضاء بعد أيام، للحصول على معلومات إضافية حول طبيعة الثقب، فإن ظهوره لم يؤثر على الحالة الصحية لرواد الفضاء، باستثناء ظهور 40 شعرة بيضاء جديدة على رأس رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف. وكان رائد الفضاء أوليغ أرتيميف نشر على «يوتيوب» مقطع فيديو، يظهر فيه وهو يقص شعر زميله بروكوبيف، ويقول له: «وصلت إلى المحطة، وعلى رأسك 7 شعرات بيضاء فقط، والآن أصبحت 47»، ورد عليه بروكوبيف قائلاً إن هذا حدث بعد ظهور الثقب على متن المحطة.
وكانت مركبة «سيوز - 09» قد انطلقت من مطار بايكونور الفضائي في كازاخستان يوم 6 يونيو (حزيران)، حاملة على متنها ثلاثة رواد فضاء، روسي وأميركي وألماني، في إطار عملية التبديل الدورية لرواد الفضاء على متن المحطة. وبعد يومين من المناورات التمهيدية في الفضاء التحمت مع المحطة الفضائية الدولية بنجاح.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.