التحالف: العمليات الإرهابية للحوثيين لن تمر من دون حساب

أكد عزمه تسليم مجلس حقوق الإنسان رداً «يدحض تقرير الخبراء المضلل»

عائلة يمنية نزحت من الحديدة تعيش في منزل مدمر بتعز (أ.ف.ب)
عائلة يمنية نزحت من الحديدة تعيش في منزل مدمر بتعز (أ.ف.ب)
TT

التحالف: العمليات الإرهابية للحوثيين لن تمر من دون حساب

عائلة يمنية نزحت من الحديدة تعيش في منزل مدمر بتعز (أ.ف.ب)
عائلة يمنية نزحت من الحديدة تعيش في منزل مدمر بتعز (أ.ف.ب)

أكدت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أمس أن جميع العمليات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران والتي كان آخرها محاولة استهداف ميناء جازان جنوبي السعودية بزورقين مفخخين، لن تمر من دون حساب.
وقال العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة للتحالف خلال مؤتمر صحافي في الرياض إن «محاولة استهداف ميناء جازان بقوارب مفخخة، لن تمر من دون حساب، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات الرادعة حسب القانون الدولي ومحاسبة الأشخاص المخططين والمنفذين لهذا العمل الإرهابي».
وتطرق المتحدث باسم التحالف، من جهة أخرى، إلى الثغرات التي شابت تمديد مجلس حقوق الإنسان للجنة الخبراء في اليمن. وأشار المالكي إلى أن التحالف بصدد تسليم رد قانوني إلى مجلس حقوق الإنسان في الجلسة التاسعة والثلاثين لدحض تقرير لجنة الخبراء المضلل الذي رفضته الحكومة اليمنية والتحالف على حد سواء.
وأورد بعض النقاط التي تم الرد عليها منها أن التقرير مبني على الظن والتخمين والابتعاد عن المهنية، وأنه تجاهل ردود تحالف دعم الشرعية، واعتمد على الإنترنت في استقصاء المعلومات. وتابع أن «التقرير خالف قرار مجلس الأمن 2216 بتسمية ميليشيات الحوثي بسلطات الأمر الواقع، إلى جانب وصفهم زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي بقائد الثورة، وعدم تغطية زيارتهم لكافة المناطق اليمنية، وتجاهل الدور الإيراني في اليمن، وانتهاكات الميليشيات الحوثية وإعاقتهم لدخول المساعدات الإنسانية، وتجاهل اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واستهداف المواقع الدينية والمدنية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ الإيرانية، والجرائم التي ارتكبتها الميليشيات في عدن والمحافظات المحررة إبان السيطرة عليها».
وأردف العقيد المالكي قائلاً إن «القوات المشتركة تقدر ما تقوم به كافة المنظمات الأممية وغيرها في الداخل اليمني ونعلم تعرضها لضغط من الميليشيات بعدم إعطاء التصاريح للتحرك داخل اليمن، وقد تابعنا تداول وسائل الإعلام تسريبات بعض الانتهاكات ضد الموظفين الأمميين واختطاف أو الإخفاء القسري لبعض موظفيهم اليمنيين أو غيرهم، وعليه يجب أن تكون هناك خطوات أكثر صرامة تجاه ما تقوم به الميليشيات».
وتطرق المالكي إلى ما ورد في رسالة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن، والانتهاكات التي قامت بها الميليشيات الحوثية خلال الفترة الماضية لمخازن الغذاء العالمي، فقال «نرغب من المنظمات كما ورد في الرسالة عدم وجود أي ازدواجية في المعايير للتعامل مع الأطراف المختلفة في اليمن؛ الميليشيات الحوثية اخترقت للمرة الثانية المخازن، وقطعت كاميرات المراقبة في الموقع، وفتحت البوابات الشمالية بصفة مستمرة ومن أجل استخدامها عسكرياً، جميع هذه الأعمال زادت معاناة اليمنيين، وعطلت مرور الشاحنات الإنسانية وخلقت سوقاً سوداء».
من جهة أخرى، أفاد المالكي بأن القوات المشتركة تلقت طلباً من الحكومة الشرعية لمرور طائرة مستأجرة بالتنسيق مع الأمم المتحدة عبر خط عمان - جدة - صنعاء والعكس لنقل أبناء الرئيس السابق وهم صلاح ومدين علي عبد الله صالح، مبيناً أن التحالف أعطى التصاريح اللازمة الخميس الماضي وهبطت الطائرة في مطار الملك عبد العزيز بجدة، إلا أن الميليشيات لم تعط إذناً لها للهبوط في مطار صنعاء في تعطيل متعمد. وأوضح أن الطائرة غادرت الجمعة إلى عمان.
إلى ذلك، كشف المالكي عن بدء العمل بالمنافذ الآمنة الرابطة بين محافظتي صنعاء والحديدة، لافتاً إلى أنه من المفترض عدم وجود أي نقص في المشتقات النفطية والمواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية بعد تفعيل هذه الطرق.
وعلى الصعيد العملياتي، أوضح المالكي أن قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف تواصل عملياتها في كافة المحاور، في كل من حجة وصعدة والجوف والضالع ونهم، مشيراً إلى أن العمليات في محافظة الحديدة تتم من خلال عدة محاور الأول عبر محاصرة قرية الدريهمي، والثاني تمركز القوات المشتركة بالقرب من «الكيلو 10» والسيطرة النارية عليه.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».