الجيش اليمني يقطع طرق إمداد الميليشيات بين حجة وصعدة

مقتل قيادات حوثية ميدانية في جبهات الساحل الغربي والبيضاء

نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر خلال زيارته التفقدية لألوية الجيش في جبهات صعدة أمس (سبأ نت)
نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر خلال زيارته التفقدية لألوية الجيش في جبهات صعدة أمس (سبأ نت)
TT

الجيش اليمني يقطع طرق إمداد الميليشيات بين حجة وصعدة

نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر خلال زيارته التفقدية لألوية الجيش في جبهات صعدة أمس (سبأ نت)
نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر خلال زيارته التفقدية لألوية الجيش في جبهات صعدة أمس (سبأ نت)

على وقع المعارك المستمرة والضربات الجوية المساندة لطيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلنت قوات الجيش اليمني سيطرتها على طريق استراتيجي يربط بين محافظتي حجة وصعدة بالتزامن مع استمرار تساقط القيادات الحوثية في جبهات الساحل الغربي.
جاء ذلك في وقت يواصل فيه نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر زياراته التفقدية لألوية الجيش في جبهات صعدة، وعلى وقع تدفق المئات من الجنود اليمنيين إلى معسكرات مأرب للالتحاق بالقوات الحكومية.
وذكرت المصادر الرسمية للجيش اليمني أنها سيطرت بدعم من تحالف دعم الشرعية على الطريق الدولي الذي يبدأ في محافظة حجة، وينتهي بمحافظة صعدة، مروراً بمنطقة مران المعقل الأول للجماعة الحوثية غرب صعدة.
ويعد الطريق ممراً استراتيجياً مهماً، يمكن عبره إيصال المساعدات الإغاثية إلى المناطق المحاصرة، كما يسمح للمدنيين بالنزوح إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية.
وكان الجيش اليمني سيطر في 19 سبتمبر (أيلول) على منطقة «الفج» في وادي حرض شمال شرقي محافظة حجة الحدودية حيث تدور المعارك بالقرب من الأطراف الشرقية لمدينة حرض مع تقدم مستمر للقوات الحكومية.
في غضون ذلك، أكدت مصادر ميدانية في الجيش اليمني مقتل خمسة من القيادات الحوثية في ضربات جوية لطيران التحالف الداعم للشرعية في جبهات الساحل الغربي والبيضاء خلال اليومين الماضيين استمرارا لمسلسل تساقط قادة الجماعة في هذه الجبهة.
وذكرت المصادر أن القياديين الميدانيين في الجماعة أحمد سعد إبراهيم العلوي وإبراهيم محمد سعيد الجرمي، قتلا في ضربات جوية للتحالف في الساحل الغربي وذلك بعد يومين من مقتل القيادي في قوات التدخل السريع الحوثية علي محمد بدير مع 10 من عناصره في جبهة الساحل.
كما أكدت المصادر الميدانية للجيش أن القيادي الحوثي مختار حسين عبد الله الوشلي المكنى «أبو حسين» قتل هو الآخر في مواجهات مع الجيش اليمني في جبهة قانية شمال محافظة البيضاء.
إلى ذلك، أفادت المصادر بأن القيادي الحوثي حسين حسين يحيى كشيمة، والمكنى «أبو همام» لقي مصرعه في ضربة لطيران التحالف الداعم للشرعية مع عدد من عناصره البالغ عددهم 43 عنصرا.
وأوضح المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة المرابطة في جبهة الساحل الغربي، أن القيادي الحوثي «الكشيمة» أحد قادة الصف الأول في الميليشيات، وأنه سبق أن تولى قيادة تدريب العناصر الميدانية للجماعة (قادة كتائب، وفرق، ومجموعات) في حجة وصعدة، وأشرف على تفجير المنازل والمرافق الحكومية في المحافظات المسيطر عليها من قبل الميليشيات الانقلابية.
وأضاف المركز أن «الكشيمة» كان يتمتع بخبرة كبيرة في زراعة الألغام إيرانية الصنع، والعبوات الناسفة، والألغام البحرية، وكانت الميليشيات الحوثية تعول عليه بدرجة كبيرة في زراعة العبوات الناسفة والألغام في مختلف جبهات القتال، انطلاقاً من خبرته العالية وتدريبه العسكري العالي الذي تلقاه - بحسب المركز - في لبنان وإيران عامي 2011 و2012.
في السياق نفسه، أفادت المصادر الرسمية لقوات الجيش والمقاومة اليمنية في جبهة الساحل الغربي، أنها تمكنت أمس من التقدم غرب مديرية بيت الفقيه، بعد عمليات تمشيط ومواجهات مع العناصر الحوثية.
وردت الجماعة الحوثية على خسائرها - بحسب المصادر الميدانية - بقصف مستشفى في مركز مديرية التحيتا مع عدد من المنازل المجاورة، وهو ما تسبب في إحداث أضرار بالمستشفى وتدمير عدد من المباني السكنية المحيطة به.
وأفاد السكان في مركز مديرية التحيتا بأن استهداف المستشفى بالقصف والأحياء السكنية يهدف إلى حرمان السكان الذين باتت مناطقهم محررة من تلقي العلاج داخل المستشفى ومحاولة منعهم من إسعاف الضحايا، حيث تعرضت العديد من الأسر للقصف أو انفجار الألغام في وسائل النقل.
وفي جبهة تعز (جنوب غربي) كانت المصادر الرسمية أكدت أن قوات الجيش اليمني صدت محاولة تسلل للميليشيات شرق مدينة تعز، بعد أن حاول عناصر الجماعة التوغل باتجاه معسكر التشريفات ومنطقة القصر الجمهوري ووادي صالة.
وبحسب ما ذكره الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) استهدفت مدفعية الجيش مواقع تمركز ميليشيات الحوثي، في مديرية الصلو، جنوب تعز ما أسفر عن تكبدها خسائر فادحة في العدد والعتاد.
وتأتي هذه التطورات الميدانية على وقع استقبال معسكرات الجيش اليمني في مأرب للمئات من الملتحقين بالقوات الحكومية، في سياق سعي اليمنيين لدحر الميليشيات واستعادة الدولة المختطفة.
وأفادت المصادر الرسمية للجيش بأن رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن طاهر بن علي العقيلي تفقد أمس في مأرب عددا من المعسكرات التدريبية، كما عبر عن ارتياحه للإقبال الكبير الذي تشهده معسكرات الاستقبال والتدريب من مختلف محافظات ومناطق اليمن لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
ونقلت وكالة «سبأ» عن العقيلي قوله إن «الإقبال على معسكرات التدريب يعكس توق الشعب للخلاص من الانقلاب الكهنوتي وأن الجيش سيكون عند مستوى آمال الشعب وسيحقق النصر في وقت قريب».
من جهته، زار نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر أمس قيادة «محور صعدة - البقع» للاطلاع على المستجدات وأوضاع الوحدات العسكرية وسير العمليات القتالية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن الأحمر «استمع خلال اجتماع ضم قيادة محور صعدة وقادة الوحدات المرابطة بحضور الأشقاء من قيادات قوات التحالف إلى إيجاز عن سير العمليات العسكرية وانتشار قوات الجيش الوطني».
وأكد نائب الرئيس اليمني «عزم الشرعية والتحالف على المضي في التحرير وإعادة السلام الدائم في اليمن الذي يفضي إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود والجاهزية القتالية والعمل على استكمال الخطط العسكرية».
وأوضح نائب الرئيس اليمني خلال كلمة له خلال استعراض عسكري أمس «أن فكرة الحوثي فكرة دخيلة على كل أبناء اليمن ولا يقبل بها المنطق ولا الفطرة السوية وتناهض مشروع الدولة والديمقراطية والجمهورية، داعياً إلى التحلي بالصبر والحكمة ورص الصفوف لمواجهة أعداء الحياة والحرية والسلام.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.