بعدما أثار غضب الكنيسة الكاثوليكية باكتشافه أن الأرض تدور حول الشمس، قدم عالم الفلك الإيطالي جاليليو للمحاكمة في روما. ولتحاشي الحرق ممددا على وتد، وجد صاحب التاسعة والستين عاما نفسه مجبرا على التبرؤ من اكتشافه بأن الشمس هي مركز الكون.
ورغم ذلك، فقد حكم على العالم متعدد المواهب بالبقاء قيد الإقامة الجبرية طيلة السنوات الباقية من عمره. وبحسب ما أورده العالم أليسون أبوت في مجلة «نيتشر نيوز» حصريا، فقد كشفت رسالة عثر عليها مؤخرا بعد أن فقدت لزمن طويل بأنه قبل إدانته بـ«الزندقة واختلاق البدع»، كان جاليليو يعيش في رعب من إحالته للمحاكمة وأنه كان يأمل في التخلص من أي أثر ورقي لاكتشافه ليتمكن من التحايل والإفلات من المحاكمة، حسب ما ذكره موقع (إسمارد نيوز).
وكتب جاليليو رسالة خطية بهذا المعنى إلى صديقه عالم الرياضيات بنديتو كاستيلي عام 1613. ويعتقد أن الخطاب الأصلي، الذي ورد في كتالوج مكتبة «الجمعية الملكية» في لندن، هو أول توثيق لجدليته المثيرة بشأن اتجاهه العلماني في البحث العلمي. وعبرت الرسالة كذلك عن دعمه لعالم الفلك البولندي نيكولاس كومبانيكاس ونظريته التي أعلن عنها عام 1543 التي تقول بأن الشمس هي مركز الكون. لكن المحير في الأمر أن لتلك الرسالة نسختين اليوم، الأولى نسخة مكتوبة بلغة سلبية عن مكتشفات جاليليو، فيما تتميز النسخة الثانية بلغتها المتوهجة وهي التي انتهى بها المطاف في يد المحكمة. وقد وقع الباحثون في حيرة شديدة عند محاولتهم تحديد أي منهما هي الرسالة الأصلية. هل كتب جاليليو الرسالة الأكثر حذرا في محاولة للتخفيف من حدة معتقداته الثورية؟ أم أن الرسالة القوية قد جرى تزييفها من قبل قضاة المحكمة الذين سعوا لإدانته؟
لم يحسم الجدل حتى بداية أغسطس (آب) الماضي إلى أن عثر سلفاتور ريكاردو، باحث التاريخ بجامعة بيرغامو الإيطالية، على الرسالة الأصلية بالمصادفة في أرشيف مكتبة «الجمعية الملكية» وقد حفظت بتاريخ خطأ. وتزامن التاريخ الأصلي للرسالة مع الرسالة التي استولى عليها قضاة المحكمة، وليس النسخة المرفقة بالالتماس المقدم من جاليليو. ولذلك يمكن القول بأن «كذبة جاليليو» قد اكتشفت بعد مرر أربعة قرون.
اكتشاف {كذبة جاليليو} بعد مرور 400 عام
اكتشاف {كذبة جاليليو} بعد مرور 400 عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة