السيسي يدعو لاستئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل

خلال لقاء جمعه بنتنياهو على هامش أعمال الجمعية العامة

السيسي خلال لقاء مع نتنياهو في نيويورك أول من أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)
السيسي خلال لقاء مع نتنياهو في نيويورك أول من أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)
TT

السيسي يدعو لاستئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل

السيسي خلال لقاء مع نتنياهو في نيويورك أول من أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)
السيسي خلال لقاء مع نتنياهو في نيويورك أول من أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)

قالت الرئاسة المصرية، أمس، إن «لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في نيويورك، الليلة قبل الماضية، شهد بحث سبل إحياء عملية السلام»، وإن «الرئيس أكد أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة».
والتقى السيسي بمقر إقامته بنيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، نتنياهو. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس أكد أن التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية ستسهم في توفير واقع جديد بالشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية»، مضيفاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب من جانبه عن تقديره لدور مصر المهم في الشرق الأوسط، وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة.
وتعمل القاهرة على التوسط في وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، وسط أعمال عنف متواترة على امتداد الحدود بين إسرائيل وغزة.
ويعد لقاء السيسي ونتنياهو هو الثاني منذ 2014، والأول في الولاية الثانية للسيسي؛ ففي سبتمبر (أيلول) 2017، التقى السيسي نتنياهو في نيويورك، لبحث عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة أيضاً. ولعبت مصر دوراً حاسماً كوسيط في المفاوضات المستمرة خلال الأشهر الأخيرة بين إسرائيل وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة.
كما التقى السيسي، رئيس الوزراء الإيطالي جوسبي كونتي. وقال المتحدث الرئاسي إن الرئيس أعرب عن ترحيبه بالتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين أخيراً، واللقاء تطرق إلى سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن التباحث بشأن زيادة حجم الاستثمارات الإيطالية في مختلف المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، لا سيما أن إيطاليا تعد من أكبر الشركاء التجاريين لمصر أوروبيا وعالمياً.
وأشار إلى أنه تم خلال اللقاء استعراض آخر تطورات عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، خصوصاً مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن الأزمات التي تمر بها عدد من دول المنطقة، خصوصاً في ليبيا وسوريا، حيث استعرض الرئيس التحركات المصرية في هذا الإطار.
وفيما يتعلق بقضية مقتل ريجيني في القاهرة قبل أكثر من عامين، أكد السيسي التزام مصر ببذل كل الجهود من قبل الأجهزة المعنية للتوصل إلى الحقيقة، وأن مصر تشارك إيطاليا الاهتمام ذاته بالكشف عن ملابسات تلك الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة، مشيراً إلى الشفافية والتعاون من قبل النيابة العامة المصرية مع نظيرتها الإيطالية.
وتتعاون مصر وإيطاليا للكشف عن مرتكبي وقائع تعذيب وقتل الطالب ريجيني (28 عاماً)، الذي تردد أنه اختفى خارج إحدى محطات مترو الأنفاق بالقاهرة عشية الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 ثم عُثِر على جثته وبها آثار تعذيب شديد.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإيطالي تطلع بلاده للتوصل إلى الجناة، وتقديمهم للعدالة، ومن ثم إغلاق تلك القضية... الأمر الذي سيُسهِم في المزيد من دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، معرباً في الوقت ذاته عن تقدير السلطات الإيطالية للجهود المبذولة في هذا الإطار، وما لمسوه من تعاون للتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
في غضون ذلك، أكد السيسي انفتاح مصر على تعزيز الحوار بين الشعوب بمختلف أطيافها ومذاهبها، وحرصها على ترسيخ قيم المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين. جاء ذلك خلال استقباله، مساء الأربعاء، مايكل إيفانز، رئيس المجلس الاستشاري الديني للرئيس الأميركي، مع وفد يضم قيادات الطائفة الإنجيلية الأميركية.
وقال إيفانز في هذا الصدد، إن ما تشهده مصر من جهود لمكافحة الفكر المتطرف وإعلاء قيم الاعتدال والمساواة وقبول الآخر، يعد نموذجاً يحتذي به في هذا الإطار، مشيداً بالخطوات الإيجابية التي تشهدها مصر على صعيد تحقيق التنمية، وذلك في ضوء تنفيذها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل، بما يلبى طموح الشعب المصري لتحقيق الرفاهية والازدهار.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.