روسيا تؤكد استمرار خطة عودة النازحين وخطوات مرتقبة خلال أيام

خلال لقاء مستشار الحريري مع بوغدانوف

الجنرال ميخائيل ميزنتزيف في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع في موسكو الجمعة الماضي تحدث فيه عن لجنة مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين من دول الجوار (أ.ب)
الجنرال ميخائيل ميزنتزيف في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع في موسكو الجمعة الماضي تحدث فيه عن لجنة مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين من دول الجوار (أ.ب)
TT

روسيا تؤكد استمرار خطة عودة النازحين وخطوات مرتقبة خلال أيام

الجنرال ميخائيل ميزنتزيف في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع في موسكو الجمعة الماضي تحدث فيه عن لجنة مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين من دول الجوار (أ.ب)
الجنرال ميخائيل ميزنتزيف في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع في موسكو الجمعة الماضي تحدث فيه عن لجنة مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين من دول الجوار (أ.ب)

نفى جورج شعبان، مستشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري المعلومات التي أشارت إلى نيّة روسيا إيقاف خطتها لعودة النازحين ومرجحا أن تظهر بعض الخطوات الجديدة خلال الأيام المقبلة، في وقت ربط وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي سير الخطة بتبدّل الموقفين الأوروبي والأميركي حيال دعمهما إعادة إعمار سوريا.
ولفت شعبان، وهو أحد أعضاء اللجنة اللبنانية التي عينتها وزارة الخارجية للبحث في قضية عودة النازحين، لـ«الشرق الأوسط» أنه التقى يوم أول من أمس في موسكو حيث يبحث الخطوة الروسية مع عدد من المسؤولين، ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد له أن الخطة الروسية لعودة النازحين تسير على قدم وساق.
وأشارت مصادر لبنانية مطّلعة على مجريات الخطة الروسية أنه من المرجح أن تتحرك الأمور أكثر خلال الأسبوع المقبل بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث كانت الخطة الروسية حاضرة في اجتماعات عدد من مسؤولي الدول المعنية بالقضية السورية، مشيرة في الوقت عينه إلى لقاء لجنة الدفاع الروسية الذي عقد قبل يومين وأكدت المعلومات التي وصلت عنه أن الخطة كانت حاضرة بشكل أساسي على طاولة البحث.
وفي الإطار نفسه ومع تأكيده على تأييد الخطة الروسية، لفت المرعبي لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المعطيات لا تعكس إمكانية انطلاق الخطة في وقت قصير ما لم يسجل تبدل في موقفي أوروبا وأميركا بعد رفضهما تمويل إعادة إعمار سوريا، وهو الأمر الذي سيعيق عودة النازحين الذين سجّل لغاية الآن عودة 4100 شخص منهم من لبنان إلى سوريا بناء على مبادرة الأمن العام منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد وجّهت الأسبوع الماضي كتاباً إلى السفارة الروسية في لبنان، أبلغتها فيه بتعيين أعضاء اللجنة اللبنانية الذين سيشاركون في عمل الجنة اللبنانية - الروسية المشتركة، لمتابعة إجراءات عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وهم جورج شعبان عن رئاسة الحكومة، أمل أبو زيد عن وزارة الخارجية، اللواء عباس إبراهيم عن الأمن العام، العميد سهيل خورية عن الجيش اللبناني.
وسبق لشعبان أن أعلن أن اللجنة الموسّعة ستكون فقط لبنانية - روسية، لكن عندما يدخل السوريون طرفاً ثالثاً فيها تصبح لجنة أمنية، ويحضرها عن لبنان اللواء عباس إبراهيم والعميد سهيل خورية، من دون ممثلي رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، مشيرا إلى أن عمل اللجنة سيرتكز على معالجة الضمانات الأمنية لعودة النازحين وهو ما سيكون من مهمة الجانب الروسي لإلزام النظام السوري بها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.