رفض فلسطيني لمساعي واشنطن وتل أبيب تحديد أعداد اللاجئين

الخارجية تعتبر إعادة تعريفهم «محاولة لتصفية القضية»

TT

رفض فلسطيني لمساعي واشنطن وتل أبيب تحديد أعداد اللاجئين

رفضت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمس، الخميس، مساعي إسرائيل والإدارة الأميركية لتحديد أعداد اللاجئين الفلسطينيين وصفاتهم، في إطار خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقالت الوزارة في بيان، إن «تكرار الوهم والأكاذيب الأميركية الإسرائيلية بخصوص اللاجئين الفلسطينيين، لن ينطلي على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولن يجعلها حقيقة واقعة». وأبرزت الوزارة «الإجماع الدولي الرافض للسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي والظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني وأجياله المتعاقبة».
ورد بيان الوزارة الذي نقلته وكالة الأنباء الألمانية، على ما سربته الخارجية الإسرائيلية في الإعلام العبري بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)»، فقالت إن المحاولات الأميركية الإسرائيلية لإعادة تعريف اللاجئين، أو اقتراح طرق التفافية لتوطينهم، أو تبهيت دور أونروا: «يندرج في سياق محاولات تصفية القضية الفلسطينية».
من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها، أحمد أبو هولي، أنه لا علاقة لإسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية بأعداد اللاجئين الفلسطينيين أو صفاتهم.
وقال أبو هولي، في بيان صحافي، إن «صفة اللاجئ تشمل أبناء اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم، (الذين) يصل عددهم قرابة 5.9 مليون لاجئ، ونفي إسرائيل لهذا العدد أو التشكيك فيه، لا قيمة له، لأن صفة اللاجئ وتحديد أعداد اللاجئين، شأن أممي لا علاقة للحكومة الإسرائيلية أو الإدارة الأميركية بها، وهما ليستا وصيتين على الأمم المتحدة».
وشدد أبو هولي على أن «القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة، أقر، صراحة وبكل وضوح، بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها، وأن إعادة التأكيد عليه في اجتماعات الجمعية العامة كل عام، أعطاه الصفة الإلزامية في القانون الدولي لتطبيقه».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نشرت وثيقة مسربة للخارجية الإسرائيلية، جاء فيها أن عدد اللاجئين الفلسطينيين يقدر ببضع عشرات الآلاف، وأن التعريف الموسع لمن هم (اللاجئون الفلسطينيون) مخادع، وفيه كثير من الظلم لبقية اللاجئين في العالم. ولمحت الوثيقة إلى وجوب توطين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الأردن، وأشارت إلى أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بوقف تمويل أونروا، يوضح أن الوكالة «ليست جزءاً من الحل إنما هي جزء من المشكلة».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.