بعد تكريمه في تونس، منحت فرنسا الفنان مارسيل خليفة وسام الفنون والآداب من رتبة «فارس»، وذلك تقديراً لمسيرته المهنية ولدوره في رفع شأن الموسيقى في العالم. وأقيم احتفال لهذه الغاية في «قصر الصنوبر» ببيروت، في حضور ممثل وزير الثقافة اللبناني غطاس الخوري، رئيس المعهد العالي الوطني للموسيقى - الكونسرفتوار بسام سابا، والنائب غسان مخيبر، والوزير السابق روني عريجي، ورئيس المعهد الوطني بالتكليف وليد مسلم، وعدد من الفنانين والملحنين.
وألقى السفير الفرنسي برونو فوشيه كلمة قال فيها: «بتأثُّر أستقبلكم اليوم في قصر الصنوبر، وأحيي باسم الجمهورية الفرنسية ليس فقط معلماً من معالم الموسيقى العربية، أثرت أغنياته بأجيال كثيرة في لبنان، إنما في العالم العربي أيضاً، وإنما أيضاً إنساناً متحضراً دافع طيلة حياته عن القضايا المحقة، خصوصاً في لبنان».
وأضاف: «هذا التكريم والثناء أردتهما في قصر الصنوبر، هذا المكان الذي يرمز إلى العلاقات بين لبنان وفرنسا، والذي يود أن يكون مساحة تربط بين ثقافات العالم العربي وأوروبا. وإني أشكر مارسيل خليفة لأنه أتى من فرنسا ليكون بيننا الليلة».
ورأى فوشيه أن «هذا الوسام يكافئ مساراً فنياً استثنائياً، والتزاماً سياسياً ثابتاً ونبيلاً»، وقال: «في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من الاضطرابات والتمزقات، وفي وقت يجد فيه المدافعون عن السلام والحوار صعوبة كبيرة ليسمعوا صوتهم، يجسد مارسيل خليفة صورة الفنان الملتزم، الذي يدافع بفنه وشجاعته عن قيم التضامن والحرية والعدل».
من جهته، ألقى خليفة كلمة استذكر فيها طفولته في «معهد ماريست بعمشيت، حيث كان أول اتصال لمارسيل الطفل مع فرنسا»، متحدثاً عن «أجواء الدراسة وتعلمه الموسيقى فيها».
وتطرق إلى «دراسته الموسيقى في بيروت، التي أكملها في فرنسا»، وقال: «بسبب أفكاري اليسارية الضارة لجبهة الأرز ولعلمانيتي المتضاربة مع الميليشيات، أخذت طريق المنفى نحو فرنسا مونتسكيو، فولتير وهوغو، جوريس وآراغون، رافيل. وفي فرنسا، سجلت أسطوانتي وعوداً من العاصفة، التي جالت العالم نحو 333 مرة».
وأضاف: «إن فرنسا هي الأرض التي استقبلت عائلتي، وحيث درس أولادي، ونقطة انطلاق لي ولهم إلى العالمية. لقد انسجم في فرنسا اسم خليفة مع مارسيل، وغنى بكل قوة الحرية والحب والإنسان. وفي فرنسا أيضاً جهد مارسيل (وخليفة) لتحقيق وعد العاصفة أبعد من الحدود واللون والدين».
وتابع: «إن الوسام الذي تقلدني إياه الليلة بتسميتي فارساً في الآداب والفنون يوقظ في قلبي فرح الطفل، الذي غنى في يوم خريفي أمام الأخ فرناند في المدرسة بعمشيت، وأنا أشكرك. وإن الطفل الذي كبر، يطلب من خلالكم (كونكم سفيراً لدولة كبيرة مبنية على العدل والمساواة والحرية) إيلاء الحرية كل الاهتمام، وبالدفاع عن كل المعتقلين بشكل تعسفي بسبب أفكارهم ومعتقداتهم، خصوصاً المفكرين والصحافيين والمصورين والفنانين، وهم موجودون في كل مكان، وأحياناً حتى في البلدان الديمقراطية، بينما هناك مجرمون وطغاة يتمتعون بالحصانة والإفلات من العقاب».
فرنسا تمنح مارسيل خليفة «وسام الفنون والآداب» برتبة «فارس»
فرنسا تمنح مارسيل خليفة «وسام الفنون والآداب» برتبة «فارس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة