تحذير عراقي من خلية لاستهداف ضباط

TT

تحذير عراقي من خلية لاستهداف ضباط

أظهرت رسالة استخباراتية صادرة عن وزارة الداخلية العراقية، أن الأخيرة حذّرت من عزم تنظيم داعش على تصفية الضباط برتبة مقدم فما فوق في جميع الوكالات الأمنية بعد جمع معلومات مفصلة عنهم وعن عائلاتهم.
وتكشف الرسالة الصادرة من وكالة الوزارة لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية إلى خلية الاستخبارات الوطنية السرية بتاريخ التاسع من الشهر الحالي، عن ورود «معلومات تفيد بقيام عصابات (داعش) الإرهابية بتشكيل تنظيم يعمل كقوة ضاربة في جميع أنحاء العراق بعيداً عن عمل الولايات الإرهابية ولا يتقاطع مع عملها».
وأوضحت أن «عمل التنظيم الجديد يكون في البداية أمنياً استخباراتياً؛ إذ كلفت عصابات (داعش) الإرهابية عناصر غير مشبوهة وغير معتقلة سابقاً ولديها خبرات في مجال الحاسبات أو صحافيين بالانضمام إلى هذا التنظيم لاستهداف الضباط من جميع الوكالات الأمنية من رتبة مقدم فما فوق وجمع المعلومات عنهم وعن عائلاتهم».
ولم تنف وزارة الداخلية مضمون الرسالة التي تسربت أمس إلى بعض المواقع الإخبارية، لكن الخبير في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، ورغم تأكيده أهمية المخاطر التي ما زال تنظيم داعش يمثلها، فإنه قلل من شأن ما ورد في الرسالة من معلومات، معتبراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنها «مذكرة استخباراتية لا يشترط أن تكون المعلومات التي وردت فيها صحيحة بنسبة عالية تستدعي أن تلتزم الجهات الأمنية بها والعمل الفوري بضوء ما ورد فيها».
ولفت إلى أن «هذا نوع من البرقيات الأولية يسمى في دوائر الاستخبارات بالمعلومات السائبة التي تتطلب التدقيق والمتابعة، وصولاً إلى مرحلة التوصيات التي ترفع إلى الجهات العليا لاتخاذ قرار العمل بضوئها». ويعتقد الهاشمي أن «الرسالة عبارة عن معلومات واردة من أحد المصادر الاستخباراتية، والعمل الاستخباراتي بطبيعته لا يهمل أي معلومة مهما كانت صغيرة».
وعن تزامن انتشار البرقية مع وفاة أربعة ضباط من الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي، نفى الهاشمي الصلة قائلاً «صحيح أن وفاة الضباط الأربعة وقعت كلها في أسبوع واحد، لكنها مجرد مصادفة، وأسباب الوفيات تراوحت نتيجة أمراض عادية أو حوادث سير».
ولا يقلل الخبير الأمني حسين علاوي من أهمية المخاطر التي ما زالت قائمة نتيجة وجود بقايا من عناصر «داعش» في بعض المناطق الصحراوية والبعيدة عن المدن، لكنه ينفي الصلة بين وفاة مجموعة من الضباط في الفترة الأخيرة وتحذير الرسالة الاستخباراتية الصادرة عن وزارة الداخلية.
وقال علاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «التهديد وارد من خلايا (داعش) النائمة عبر عناصرها المختبئة في الصحراء والمناطق البعيدة، وقد قاموا في الأشهر الأخيرة بشنّ هجمات على الطرق الخارجية عبر مجاميع صغيرة مؤلفة من 3 إلى 5 أشخاص، لكني أستبعد مقدرتهم على مهاجمة القوات الأمنية، خصوصاً الضباط». ورأى أن «على جميع الأجهزة الأمنية تثقيف منتسبيها على الأساليب الكفيلة بحماية الأمن الشخصي، وذلك سياق متبع في جهاز مكافحة الإرهاب بشكل خاص».
من جهة أخرى، أصدرت المحكمة الجنائية المركزية في رئاسة استئناف بغداد الرصافة الاتحادية حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات بحق مدان فتح مقراً وهمياً باسم «الحشد الشعبي» في بغداد.
وذكر المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان، أمس، أن «المحكمة الجنائية المركزية نظرت قضية أحد المدانين بانتحاله صفة منتسب بالحشد الشعبي بعد قيامه بفتح مقر وهمي للحشد باسم تشكيلات العهد الجديد في شارع السعدون، وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات». وأضاف أن «المدان كان يقوم بإصدار هويات باسم الحشد الشعبي مقابل مبالغ مالية بعد أن ضبطت بحوزته هويات مزورة بالزي العسكري وبرتبة لواء».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.