«في الحركة بركة»... وتقوية للذاكرة

«في الحركة بركة»... وتقوية للذاكرة
TT

«في الحركة بركة»... وتقوية للذاكرة

«في الحركة بركة»... وتقوية للذاكرة

حسب دراسة صدرت عن جامعة «تسوكوبا» باليابان، تمثل الرياضة الخفيفة كالمشي أو اليوغا، وقاية من الفقدان العرضي للذاكرة.
وحسب الدراسة التي أوردت نتائجها وكالة الأنباء الألمانية، فإن الرياضة تحافظ على لياقة الذاكرة أيضا.
وبحسب الدراسة، فإن مجرد التدريب الخفيف مثل التنزه سيرا أو اليوغا أو رياضة «تاي تشي»، يكفي لتنشيط الذاكرة، مما يوفر وقاية ضد أمراض مثل ألزهايمر.
وذكر باحثو جامعة «تسوكوبا» اليابانية في دراستهم التي نشرت نتائجها مجلة «بروسيدنجز» التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم، أن متطوعين حققوا نتائج طيبة في اختبارات للذاكرة، بعد مشاركتهم لمدة عشر دقائق فقط في نشاط خفيف.
«الحركة بركة»، مثل قديم يمكن أن ينطبق أيضا على تحسين قدراتنا الإدراكية؛ حيث أظهرت دراسات عدة وجود آثار إيجابية للأنشطة الجسدية على المخ. ولكن السؤال: إلى أي مدى يجب أن نعرق من أجل تحقيق هذه الآثار؟
وفحص الباحثون، تحت إشراف البروفسور هيداكي سويا، أستاذ علم الرياضة والغدد الصماء العصبية، تأثير التدريب الخفيف جدا، الخالي من الإرهاق، على الذاكرة.
وفي سبيل ذلك، جعل الباحثون 36 متطوعا من أصحاء البدن في سن نحو 20 عاما يتدربون لمدة عشر دقائق على دراجة ثابتة. ثم قام هؤلاء بعدة واجبات مختلفة للذاكرة.
كما التقط الباحثون صورا لمخ بعض المتطوعين لمعرفة نشاط منطقة الحصين، وهي المنطقة المسؤولة بشكل أساسي عن الذاكرة، وهي جزء من النظام النطاقي.
مع تقدم العمر تتقلص منطقة الحصين لدى البشر، وتسوء معها عملية التفكير والتذكر؛ حيث أظهرت دراسة لجامعة «بيتسبرغ» في عام 2011 بالفعل أن التمارين الرياضية الخفيفة التي تؤدى بشكل منتظم تؤدي إلى نمو نسبي لمنطقة الحصين.
وبحسب باحثي الدراسة، يكفي مجرد القيام بتدريب رياضي على الدراجة الثابتة، لزيادة الاتصال بين ما يعرف بالتلفيفة المسننة المسؤولة عن إنتاج الخلايا العصبية الجديدة طيلة حياة الشخص البالغ، وقشرة المخ.
وكلما ازداد التواصل بين هاتين المنطقتين، تحسن أداء المتطوعين في اختبارات الذكاء، حسبما أوضح الباحثون.
غير أن الباحثين أوضحوا أيضا أنهم لم يعرفوا ما هي العمليات الجزيئية أو عمليات الاشتباك العصبي أو العمليات الكيماوية التي تحدث في المخ، والتي تحفزها الحركات الخفيفة للجسم. لذلك أوصوا بمزيد من الدراسات لمعرفة ذلك.
وخلص الباحثون إلى أنه، وبشكل عام، أكدت دراستهم أن مجرد الأنشطة الخفيفة مثل المشي البطيء واليوجا ورياضة «تاي تشي» تحفز منطقة الحصين، وتحسن بذلك قدرات الذاكرة «وهذا مهم بشكل خاص؛ لأن الفقدان العرضي للذاكرة يحدث مع أمراض كثيرة مثل ألزهايمر».
وقال الباحثون إنهم لم يبحثوا بعد ما إذا كان القيام ببرنامج رياضي أقل إجهادا يمكن أن يساعد على تحسن الذاكرة أيضا.
ولكن، وحيث إن الرجال الأكبر سنا أو مجموعات السكان الأكثر عرضة للإصابة يعانون في الغالب من تراجع قدراتهم الجسمانية، يوصي الباحثون بالتركيز خلال دراسات مقبلة على تأثيرات التدريب الخفيف؛ حيث يعتقد الباحثون أن مثل هذه الأنشطة تكون عاملا حاسما في إبطاء التراجع في القدرات العقلية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.