حركة متمردة في جنوب السودان تعلن عدم التزامها وقف إطلاق النار

مشار يدعو سلفا كير لإطلاق سراح أسرى الحرب ورفع حالة الطوارئ

حركة متمردة في جنوب السودان تعلن عدم التزامها وقف إطلاق النار
TT

حركة متمردة في جنوب السودان تعلن عدم التزامها وقف إطلاق النار

حركة متمردة في جنوب السودان تعلن عدم التزامها وقف إطلاق النار

أعلنت «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة في جنوب السودان، بزعامة الجنرال توماس سيريلو سوكا، عدم التزامها بوقف إطلاق النار في البلاد، على الرغم من أنها ضمن الفصائل الأخرى الموقعة على اتفاق «الترتيبات الأمنية»، ولكنها لم تؤكد أنها ستخوض عمليات عسكرية ضد الحكومة الانتقالية المتوقع تشكيلها بعد ثمانية أشهر، في وقت دعا زعيم المعارضة ريك مشار، الرئيس سيلفا كير، إلى رفع حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين، قبل وصوله إلى جوبا.
وقال سوكا، الذي يقوم بزيارة بالولايات المتحدة في بيان أمس، إن الحركة التي يتزعمها غير ملتزمة بوقف إطلاق النار في جنوب السودان، حتى وإن كانت موقعة على اتفاق «الترتيبات الأمنية»، وأضاف: «لا يمكننا تنفيذ اتفاق ونحن لسنا جزءاً في عدد من الاتفاقيات الأخرى، ولا يمكن تنفيذ جزء وترك آخر، ولذلك نكون ضمن اتفاقية الترتيبات الأمنية»، مشيراً إلى أن اتفاقية «تنشيط السلام» فشلت في معالجة جذور أزمة الحكم في البلاد، لكنه لم يشر إلى أنه سيواصل العمل المسلح لتقويض تنفيذ اتفاق «تنشيط السلام»، غير أنه طالب المجتمع الدولي بألا يدعم الاتفاقية التي قال إنها «لن تحقق سلاماً مستداماً وستعود بالبلاد إلى الحرب مرة أخرى».
وتنص اتفاقية «تنشيط السلام» في ملف تقاسم السلطة على مناقشة قضية عدد الولايات (32 ولاية)، وتشكيل لجنة مستقلة لترسيم الحدود القبلية، وفي حال فشل اللجنة في التوصل إلى اتفاق خلال الفترة ما قبل الانتقالية، يتم إجراء استفتاء لإقرار النظام الإقليمي الذي يريده شعب جنوب السودان.
إلى ذلك دعا زعيم «الحركة الشعبية» المعارضة في جنوب السودان ريك مشار، الرئيس سيلفا كير ميارديت، إلى رفع حالة الطوارئ في البلاد، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، كشرط لقبول دعوة كير للحضور إلى جوبا، للمشاركة في احتفالات البلاد بتوقيع اتفاق «تنشيط السلام»، التي لم تحدد مواعيد لها بعد، غير أنه رهن نجاح أو فشل اتفاق السلام بالأشهر الثمانية المقبلة، التي تعرف بالفترة ما قبل الانتقالية، وتبعاً للإجراءات التي ستتخذها جميع الأطراف المشاركة في تنفيذ الاتفاقية.
وكشف المتحدث باسم «الحركة الشعبية» المعارضة مناوا بيتر لـ«الشرق الأوسط»، بعض تفاصيل الاجتماع الذي جرى بين الرئيس سيلفا كير وزعيم المعارضة ريك مشار، الذي سيعود إلى منصبه نائباً أول للرئيس وفق اتفاق «تقاسم السلطة»، وقال مشار - وفقاً للمتحدث باسم حركته - إن المجتمع الدولي يعتقد أن الاتفاقية سيتم خرقها بسبب افتقار زعماء البلاد للإرادة السياسية، وأضاف: «نجاح اتفاقية السلام يعتمد بقدر كبير على مدى التزام الأطراف بتنفيذ الإجراءات الخاصة بالفترة ما قبل الانتقالية ومدتها ثمانية أشهر»، وقال إن مشار ناشد الرئيس سيلفا كير إطلاق سراح أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين، حتى يشعر الناس أن هناك اتفاق سلام حقيقياً، وأن ذلك يمهد لعودة المواطنين إلى البلاد، وقال: «كما ناشد الدكتور ريك مشار، الرئيس كير، رفع حالة الطوارئ حتى يتمتع شعب جنوب السودان بحرية الحركة والتجمع وتنظيم أنفسهم، وهذا سوف يوقف الأحكام العرفية، والالتزام بسيادة حكم القانون»، وأوضح أن مشار دعا إلى تشكيل لجان مشتركة لنشر رسائل السلام داخل وخارج البلاد، وبعدها سيكون مستعداً للوصول إلى جوبا.
وأوضح بيتر أن مشار يعتقد أن هذه الترتيبات ستسهل على أطراف الاتفاقية بناء الثقة وتنفيذ الأحكام الواردة بسلاسة طوال الفترة الانتقالية المحددة بـ36 شهراً تبدأ في مايو (أيار) 2019، وقال: «يتعين على قادة جنوب السودان أن يثبتوا للعالم أنهم ملتزمون حتى يقدم المجتمع الدولي دعمه للاتفاقية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».