الذباب يدر الملايين على شقيقين بريطانيين

استفادا من بيضه لصناعة غذاء الحيوانات

صورة للذباب خلال تربيته في المصنع تحت إضاءة تحاكي البيئة الطبيعية (سي إن إن)
صورة للذباب خلال تربيته في المصنع تحت إضاءة تحاكي البيئة الطبيعية (سي إن إن)
TT

الذباب يدر الملايين على شقيقين بريطانيين

صورة للذباب خلال تربيته في المصنع تحت إضاءة تحاكي البيئة الطبيعية (سي إن إن)
صورة للذباب خلال تربيته في المصنع تحت إضاءة تحاكي البيئة الطبيعية (سي إن إن)

أطلق شقيقان بريطانيان مشروعا غير مألوف للاستفادة من البروتين الموجود لدى الذباب في صناعة غذاء الحيوانات، وهو ما أدر عليهم ملايين الدولارات بحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية.
ويملك الشقيقان جيسون وديفيد درو شركة «أغري بروتين» ومقرها في جنوب أفريقيا، حيث تجعل الذباب يضع مئات الملايين من بيضه على بقايا الطعام بشكل يومي، ومن ثم تُباع اليرقات كعلف للحيوانات.
وتشير الشركة إلى أن وجبة اليرقات تعد بديلاً صديقاً للبيئة لوجبات السمك.
ونقلت «سي إن إن» عن المدير التنفيذي للشركة جيسون درو قوله: «نأخذ بقايا الطعام ونحوله إلى منتجاتنا الثلاثة، أحدها البروتين». وبالنسبة لما تبقى، فهو عبارة عن علف حيواني مصنوع من الزيت المستخرج من اليرقات، بالإضافة إلى أسمدة مصنوعة من مزيج اليرقات وسماد الحديقة.
ويقول مؤسسو الشركة التي تأسست عام 2008 إنها جمعت 105 ملايين دولار هذا العام، بينما تُقدر قيمتها بأكثر من مائتي مليون دولار.
وأدرك جيسون أن اليرقات تشكل مصدراً للبروتين غير المستغل، بعدما عاين بقايا الطعام التي يحيط بها الذباب.
وبدأ الشقيقان بالشعور بالدهشة من الحشرات، منذ استخدامهما الذباب واليرقات للصيد في منزل أجدادهما بإنجلترا.
ورغبة منهما في جعل الإمدادات الغذائية مستدامة بيئياً، بدأ الثنائي بالبحث عن العلم من وراء تأسيس مزارع للحشرات. وأطلقا على المشروع اسم «إعادة تدوير المغذيات»، كونهما يعيدان تدويرها لتتحول لبروتين طبيعي للدجاج والأسماك.
وتضم الشركة اليوم مصانع ذباب في مدينتي كيب تاون ودربان. وتحتوي كل منهما على 8.4 مليار ذبابة، كما تستهلك 276 طناً من مخلفات الطعام يومياً. ويشار إلى أن الذباب يضع نحو 340 مليون بيضة على النفايات كل يوم.
وتلقى الشقيقان منحتين من مؤسسة بيل ومليندا غيتس، وذلك لمساعدتهما في تمويل أبحاثهما.
وواجه الثنائي بعض الصعوبات الكبيرة في مشروعهما، مثل إتقان الأساليب اللازمة لزيادة عدد اليرقات وإبقائها على قيد الحياة لفترة كافية. بالإضافة إلى إبقاء المصاريف المالية تحت السيطرة في الوقت الذي حاول فيه الشقيقان تطوير الشركة.
والعام الماضي، وقعت الشركة التي يعمل بها 145 موظفا، عقداً بقيمة 10 ملايين دولار مع الشركة الهندسية: «Christof Industries»، وذلك لإنشاء 100 مصنع للذباب في جميع أنحاء العالم بحلول العام 2024.
وتخطط الشركة لطرح منشآتها في آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.