الإمارات تتوشح باللون الأخضر وتشارك السعودية احتفالات اليوم الوطني الـ88

موظف في مطار دبي يستقبل طائرة سعودية بعلمي السعودية والإمارات
موظف في مطار دبي يستقبل طائرة سعودية بعلمي السعودية والإمارات
TT

الإمارات تتوشح باللون الأخضر وتشارك السعودية احتفالات اليوم الوطني الـ88

موظف في مطار دبي يستقبل طائرة سعودية بعلمي السعودية والإمارات
موظف في مطار دبي يستقبل طائرة سعودية بعلمي السعودية والإمارات

توشحت الإمارات أمس وعلى مدى الأيام الماضية اللون الأخضر في معالمها المختلفة، مشاركة منها في احتفالات السعودية باليوم الوطني الثامن والثمانين، حيث كانت المشاركة الإماراتية على المستويين الرسمي والشعبي، وفي مطارات البلاد وشركات الطيران، إضافة إلى إقامة فعاليات واحتفالات متنوعة في مختلف أرجاء الدولة تحت عنوان «معاً أبداً».
وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات برقية تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وذلك بمناسبة اليوم الوطني الـ88 للسعودية، كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس البلاد رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وحكام الإمارات برقيات تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن اليوم الوطني السعودي مناسبة عزيزة على كل خليجي وعربي، منوهاً بأسمى معاني الأخوة والوحدة والتاريخ المشترك بين الإمارات والمملكة، وأضاف: «نبارك للسعودية الشقيقة قيادة وشعبا يومها الوطني الـ88، مناسبة عزيزة على قلب كل خليجي وعربي، وفي الإمارات».
وعملت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي بشكل وثيق ومكثف مع عدد من الشركاء من القطاعين العام والخاص لتنظيم برنامج للفعاليات احتفاء باليوم الوطني الـ88 للسعودية الذي يصادف 23 سبتمبر (أيلول) من كل عام، حيث ستشهد أبوظبي الكثير من الفعاليات الترفيهية وعروض التسوق الخاصة بالإضافة إلى عرض للألعاب النارية الذي سيضيء سماء منطقة كورنيش أبوظبي الساعة التاسعة مساء وكذلك في ياس مارينا بجزيرة ياس الساعة الثامنة مساء.
وتشهد أبوظبي على مدار 4 أيام عروضا فنية متنوعة إلى جانب عروض للألعاب النارية، وضمن البرنامج الاحتفالي، سيتم تنظيم عرض للألعاب النارية اليوم، حيث تنطلق إلى سماء كورنيش أبوظبي أكثر من 8 آلاف طلقة من الألعاب النارية التي تم تصميمها خصيصاً لتجسد ألوان علم السعودية.
وزينت مجموعة جميرا الفندقية قارب العبرة في منتجع مدينة جميرا بالعلم السعودي تكريماً لزوارها من المملكة الذين وصلت نسبتهم هذا العام إلى أكثر عن 41 في المائة من إجمالي ضيوف فنادق المنتجع الأربعة في مدينة الجميرا بدبي.
وأعلنت طيران الإمارات عن تشغيل طائرة الإيرباص A380 إلى الرياض، وذلك اليوم مشاركة منها باحتفالات اليوم الوطني، وقال الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية: «تجمع الإمارات والسعودية علاقات قوية تستند إلى أسس راسخة من الأخوة والتعاون والتوجهات المستقبلية. وتسرنا مشاركة المملكة احتفالاتها باليوم الوطني من خلال تشغيل الإيرباص A380 العملاقة».
كما تشارك دبي في احتفالات اليوم الوطني السعودي، من خلال احتضان مجموعة من الفعاليات المتنوعة، والحفلات الغنائية، والعروض الترويجية في عدد من مراكز التسوق والوجهات الترفيهية في الإمارة.
وفي أحد الوجهات الشاطئية في دبي سيتم تقديم عروض الألعاب النارية اليوم الأحد، في الوقت الذي ستقام عروض تراثية سعودية، وستضاء بعض معالم دبي بألوان العلم السعودي، بما في ذلك برج خليفة، وستقدم نافورة دبي عرضها الراقص على أنغام فنانين سعوديين مع شاشة خاصة لعرض النشيد الوطني السعودي.
وتستقبل مطارات دبي السعوديين بباقات الورود والقهوة العربية والحلويات، كما أنها تستضيف أيضاً مجموعة من الفعاليات المرتبطة باليوم الوطني السعودي، كذلك نظمت مطارات أبوظبي مجموعة من الأنشطة والفعاليات الاحتفالية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».