قائد عسكري أوروبي: «داعش» مثل الحمم البركانية... التنظيم هزم عسكرياً لكنه لم يختفِ

ألف شخص شاركوا في مؤتمر تحديات الأمن العالمي ببروكسل

تنظيم {داعش} هُزم عسكرياً لكنه لم يختفِ تماماً
تنظيم {داعش} هُزم عسكرياً لكنه لم يختفِ تماماً
TT

قائد عسكري أوروبي: «داعش» مثل الحمم البركانية... التنظيم هزم عسكرياً لكنه لم يختفِ

تنظيم {داعش} هُزم عسكرياً لكنه لم يختفِ تماماً
تنظيم {داعش} هُزم عسكرياً لكنه لم يختفِ تماماً

حذر قائد عسكري أوروبي من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل خطرا، وأضاف أن التنظيم هزم عسكريا ولكنه لم يختف تماما، وإنما مستتر وأن القضاء عليه نهائيا سوف يستغرق وقتا، وشبه «داعش» بالحمم البركانية».
من جهة أخرى وبهدف إطلاق وترويج أفكار ذات رؤية مستقبلية حول مستقبل الأمن والدفاع في أوروبا وأيضا مستقبل حلف شمال الأطلسي «الناتو» والتطورات الأمنية الحالية التي تهز العالم، جاء المؤتمر السنوي «الأمن في أوروبا» والذي أشرفت عليه مؤسسة أصدقاء أوروبا. وقالت المفوضية الأوروبية في بروكسل بأن المفوض الأوروبي المكلف بالاتحاد الأمني جوليان كينغ شارك أمس (الخميس) في أعمال اليوم الثاني والأخير من أعمال المؤتمر. وقالت مؤسسة أصدقاء أوروبا، بأن المؤتمر يعتبر الحدث الرئيسي لبرنامجها الطموح للسلام والأمن والدفاع وأضافت في بيان حول استضافتها المؤتمر في بروكسل أن الجمع بين كبار صانعي القرار من داخل وخارج أوروبا يسمح للجميع بإجراء مناقشات معمقة ومبتكرة حول قضايا الأمن والدفاع الأكثر إلحاحا اليوم». ووصل عدد المشاركين في فعاليات المؤتمر التي انطلقت أول من أمس في بروكسل، أكثر من ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، وشكل المؤتمر المنصة الوحيدة التي تسمح بمشاورات عالمية حقيقية وتقدم توصيات جديدة ومبتكرة لتحديات الأمن العالمي، بحسب ما ذكرت الجهة المنظمة. كما سمح المؤتمر للمشاركين بالتعرف على المزيد من المعلومات عن الصراعات والأزمات الرئيسية عبر الكثير من الخبراء رفيعي المستوى». وكان من بين المتحدثين في المؤتمر، الهولندي جاب ديهوب شخيفر الأمين العام السابق لحلف الناتو، وإلهام سعودي مدير مكتب «محامون من أجل العدالة في ليبيا» وايرينا بورنوفا المدير التنفيذي لمركز التكامل وتنمية المعلومات والبحوث في أوكرانيا، وزينة أرحيم الصحافية السورية الحائزة على عدة جوائز.
واختتم البيان بالقول بأن المؤتمر شكل فرصة فريدة للنظر إلى بعض أكبر تحديات السياسة الخارجية في أوروبا مع مجموعة مختارة من أصحاب المصلحة والسعي للتعلم من الصراعات والأزمات وحلها. ومؤسسة أصدقاء أوروبا التي تتخذ من بروكسل مقرا لها هي مؤسسة فكرية تحفز النقاش وتحفز التغيير لخلق أوروبا أكثر شمولا واستدامة وتطلعا وتأسست المؤسسة في عام 1999 وتفتح أنشطتها لجميع المهتمين بمستقبل أوروبا. وتقول المؤسسة على موقعها بالإنترنت بأنه ليست لديها أجندة غير المساهمة في فهم أفضل للتحديات التي تواجه أوروبا ومواطنيها والعالم.
من جهة أخرى قال مسؤول عسكري إيطالي إن تنظيم (داعش) هُزم عسكرياً لكنه لم يختفِ تماماً. وفي مقابلة متلفزة أثناء زيارته للوحدة الإيطالية التي تم نشرها ضمن التحالف المناهض لتنظيم (داعش)، أضاف الرئيس العام لأركان الدفاع، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، أن: «التنظيم مُني بهزيمة من وجهة النظر الجغرافية، وقد دعم التحالف الدولي المناهض للتنظيم القوات العراقية التي قاتلت معركة طويلة ودفعت ثمناً باهظاً، حتى نجحت في القضاء على الإرهاب في شكله الإقليمي». واستدرك غراتسيانو قائلا: «إلا أن تنظيم (داعش) لم يختفِ، بل لا يزال متستراً وأصبح ظاهرة يمكن وصفها بأنه كالحمم البركانية»، وأن «القضاء على هذا النوع من الإرهاب سيستغرق وقتاً طويلاً»، فـ«القوات العراقية تبلي حسنا، لكن من المهم أن يستمر المجتمع الدولي بتزويدها بالتدريب والدعم لوضعها بالفعل، في موقع يمكِّنها من ضمان أمن البلاد».
وفي تصريحاته التي اهتمت بها وسائل الإعلام الأوروبية في بروكسل، أردف المسؤول العسكري «كما رأينا، يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب جغرافيا، تغيير اسمه وتغيير المنطقة التي يتواجد فيها»، لكن: «لن يتم القضاء عليه نهائيا دون اجتثاث الأسباب التي أدت إلى ولادته». أما من ناحية العراق، فقد أضاف الجنرال: «لقد كان في وضع حرج وغير مستقر للغاية ولسنوات كثيرة، وأعتقد أن من المهم أن يكون هناك وعي، على المستوى الدولي، بأهمية وجوب دعم العراق لكي لا يعود إلى وضع مماثل لذلك الذي عاشه عند سيطرة (داعش) على مساحات شاسعة منه». يذكر أن إيطاليا هي البلد الثاني المساهم بعد الولايات المتحدة من حيث الكادر العامل ضمن الائتلاف الدولي المناهض لتنظيم (داعش) والمؤلف من 79 عضواً.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».