وقد شنّت الصحافة البريطانية هجوماً اليوم على أداء ماي، معتبرة أنها تعرضت "للاذلال" من جانب القادة الأوروبيين الذين دعوها الى مراجعة مقترحاتها حول خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي خلال قمة غير رسمية عقدت في سالزبورغ النمسوية أمس.
واستخدمت صحيفتا "الغادريان" و"التايمز"كلمة "إذلال" ونشرتا صورا لرئيسة الوزراء تبدو فيها معزولة أمام القادة الأوروبيين الذين رفضوا خطتها. وكتبت صحيفة "ديلي ميرور" في صفحتها الأولى: "انكسرت خطتك للانسحاب".
ورأت "التايمز" ان قمة سالزبورغ "أثارت أزمة في الحكومة" البريطانية، مضيفة ان الوزراء قد يرغمون ماي على التخلي عن خطتها التي تطلق عليها اسم "تشيكرز" حول العلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين "في غضون أيام".
وتنص الخطة على إبقاء علاقة تجارية وثيقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد الانفصال المقرر في 29 مارس (آذار) 2019، وخصوصا إقامة منطقة تبادل حر للمنتجات الصناعية والزراعية مع إنهاء حرية تنقل المواطنين الأوروبيين ورقابة محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي.
وحذرت "الغارديان" من ان "سلطة ماي كرئيسة للوزراء" أصبحت تحت تهديد خطير أيضا.
ونشرت صحيفة "ديلي تلغراف" المؤيدة لـ "بريكست" صورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على صفحتها الأولى مع تعليق يقول: "مفاوضات كارثية تهدد زعامة رئيسة الوزراء قبل مؤتمر المحافظين". وكتبت ان ماي تواصل إظهار "وجه شجاع" رغم نكستها.
وكتبت صحيفة "ديلي مايل" المؤيدة أيضا للخروج من الاتحاد الأوروبي: "ماي الغاضبة: نحن مستعدون للانسحاب" على صفحتها الاولى.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" التي تؤيد البقاء في الاتحاد إن "آمال ماي لقمة سالزبورغ تتحطم على صخرة رفض قادة الاتحاد الأوروبي لخطة تشيكرز".
وذهبت صحيفة "ذي صان" الشعبية الى حد انتقاد قادة الاتحاد الأوروبي وصورت ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على انهما "رجلا عصابات مستعدان لنصب مكمن" لرئيسة الوزراء.
وكان ماكرون اعتبر أمس في سالزبورغ ان الاقتراحات البريطانية حول "بريكست" في الشق الاقتصادي "ليست مقبولة بوضعها الحالي" لانها لا تحترم السوق الموحّدة.
أما توسك فرأى أن اقتراح رئيسة الوزراء البريطانية حول إطار التعاون الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد "بريكست" لن ينجح.
وفي انتظار قمة القادة الأوروبيين في 18 و 19 أكتوبر (تشرين الاول) في بروكسل والتي كانت مقررة أساسا لاغلاق مفاوضات "بريكست"، ينتظر رئيسة الوزراء تحد آخر في نهاية الشهر وهو مؤتمر حزبها المحافظ الذي يُعقد في برمنغهام حيث سيكون عليها مواجهة غضب مؤيدي "بريكست" في معسكرها والذين اعتبروا منذ البداية أن خطتها للخروج متساهلة كثيرا حيال الاتحاد الأوروبي.