السودان يؤكد بقاء قواته في اليمن حتى استعادة الشرعية وهزيمة المشروع الإيراني

الانقلابيون يغيرون ملامح صعدة الجغرافية ويحولون المزارع والمنازل إلى ثكنات

TT

السودان يؤكد بقاء قواته في اليمن حتى استعادة الشرعية وهزيمة المشروع الإيراني

قال قائد لواء الحزم الثاني السوداني العميد الركن حافظ التاج مكي الحاج، المشارك ضمن قوات التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن، إن القوات السودانية باقية في اليمن حتى تحقيق النصر وهزيمة المشروع الإيراني.
وأضاف في حوار له مع موقع الجيش الإلكتروني «سبتمبر.نت»: «نحن مشاركون مشاركة فعلية على الأرض ولن أتكلم عن حجمها لكن وجودها فعلي في الجبهات ونعمل جنبا إلى جنب القوات المشتركة في الحد الجنوبي وفي كل الجبهات، ويمكن القول إن الحرب نقمة لا محالة ولا اختلاف على ذلك، لكن عندما ننظر إلى الجندي السوداني والجندي اليمني والجندي السعودي والجنسيات الأخرى المشاركة ضمن قوات التحالف العربي نجد أن هذه الحرب حولت الحرب إلى نعمة الآن نعيش تماما كإخوان كزملاء في كل مكان وفي الخطوط الأمامية، وهذا فضل من الله نتمنى أن يكون نواة جيش عربي مشترك إن شاء الله».
ودعا القائد العسكري ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى «العودة إلى رشدهم»، قائلا إن «الأهداف أهداف خارجية، إيران تملي كل شيء على الحركة الحوثية. إيران تقاتل في الداخل في الانشقاقات والحرب الاقتصادية أصبحت في عزلة تامة فقد آن الأوان للحركة الحوثية أن تعي هذا الدرس وتعود إلى حضن الوطن وإعادة البلاد إلى ما كانت عليه».
وقال إن «الفترة الأخيرة هي أكثر الفترات التي خسر فيها العدو خسائر مادية ومعنوية مادية فقد كثيراً من الأسلحة والمعدات والمواقع كثيراً من القتلى في صفوفهم كثيراً من الجرحى في صفوف العدو»، وأن «العدو أصبح متعريا أمام المواطن اليمني، فالمواطن أصبح يعرف من هو الحوثي، الذي يمارس عملية إجرامية إيرانية، فهو يتمسك بأشياء لا أخلاقية، ألغام، وقتل، وتعذيب، وتشريد للمواطنين أصبح الحوثي في عزلة تامة أصبح المواطن يعي أن العدو الأول والأخير هو الحوثي».
وكان وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، اعتبر أن بشائر النصر بسقوط ميليشيات الحوثي تلوح في الأفق بتحرير قوات الجيش الوطني للحديدة، وقطع الشريان الرئيسي الذي كانت تراهن عليه الميليشيات في دخول الأسلحة والدعم الإيراني ومواد الإغاثة التي كانت تنهبها الميليشيات، وكذا قطع طرق الإمداد على القوات المتمردة في الحديدة وانهيارها وفرارها، قائلا إن هذه «الانتصارات تعد مفتاح سقوط الانقلاب وإنهائه كليا والاستعداد لبناء دولة اليمن الاتحادي من ستة أقاليم»، وذلك خلال لقائه، أول من أمس (الثلاثاء)، قائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد ركن مهران القباطي، الذي ناقش معه سير المعارك في الجبهات ضد فلول ميليشيا الحوثي الانقلابية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني بإسناد من قوات تحالف دعم الشرعية تقدمها في الساحل الغربي لليمن والمنفذ الشرقي لمدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، في إطار استعادة المدينة ومينائها الاستراتيجي، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، علاوة على المعارك المحتدمة منذ أيام في مران وكتاف البقع بصعدة، معقل الانقلابيين، ومديرية الملاجم شرق محافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقتل 18 انقلابيا بينهم 3 من قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية فيما أصيب آخرون من الانقلابيين، في معاركهم مع الجيش الوطني في مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء إثر مواجهات اندلعت، فجر الأربعاء، عقب محاولة تسلل ميليشيات الانقلاب باتجاه مواقع في وادي فضحة بالملاجم، حيث أجبرتهم قوات الجيش الوطني على التراجع والفرار بعد تكبيدهم الخسائر، طبقا لما أكده مصدر ميداني نقل عنه موقع الجيش الوطني.
وتتواصل الاشتباكات بين الجيش الوطني من ألوية العمالقة وميليشيا الحوثي الانقلابية في محيط مدينة الحديدة وأشدها المنفذ الشرقي للمدينة في مثلث كيلو 16، الخط الرابط بين صنعاء - الحديدة، حيث يسمع دوي الاشتباكات التي تشهدها القرى الواقعة على مشارف مثلث كيلو (16) إلى مدينة الحديدة ومديرية المراوعة، فيما تركزت أعنف المعارك على مشارف قرية دير حسن، جنوب غربي مثلث كيلو 16 التي تبعد بنحو مسافة كيلومترين لخط الحديدة - تعز، بحسب رواية سكان محليين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن «العبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في الطرقات بالقرى الواقعة جنوب الحديدة، قبل دحر الانقلابيين منها، ما زالت تحصد أرواح المدنيين الأبرياء».
وأكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تواصل إحباط هجوم الميليشيات الانقلابية على مواقع الجيش الوطني في الجنوب الغربي لخط حيس - الخوخة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، حيث تسعى ميليشيات الانقلاب السيطرة على المناطق الواقعة على الخط الساحلي لإعاقة إمداد الجيش الوطني من الساحل الغربي إلى مدينة الحديدة، علاوة على تخفيف الضغط على العناصر الانقلابية التي أصبحت قوات الجيش الوطني تحاصرها داخل مدينة الحديدة».
وفي صعدة، شمال البلاد، وبينما أحرزت قوات الجيش الوطني خلال الأيام القليلة الماضية تقدما كبيرا في مختلف جبهات القتال بما فيها الاقتراب من معقل زعيم الانقلابيين في مران، جنوب غربي صعدة، عملت ميليشيا الحوثي الانقلابية على تغيير الملامح الجغرافية لمحافظة صعدة.
وقال مركز إعلام اللواء الثالث حرس حدود، جيش وطني، إنه «بعد محاولتها بتطبيع فكرها المتطرف منذ سنوات في محافظة صعدة، تصعد الميليشيات الانقلابية من حدة إجرامها وتقوم باستخدام منازل ومزارع المواطنين كثكنات ومواقع عسكرية ومخازن للأسلحة وإغراقها في المعارك وعند انسحابها تلجأ إلى تدميرها كليا بهدف تغيير الملامح الجغرافية».
وأكد إعلام اللواء الثالث حرس حدود استطاع «توثيقه مظاهر لجرائم الميليشيات الانقلابية في المناطق التي حررتها قوات الجيش الوطني في محور علب خلال الأسبوع الماضي بمنطقة سحار الشام في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.