مصر: سماع شهود الإثبات في محاكمة «أنصار بيت المقدس»

213 متهماً بارتكاب 54 جريمة إرهابية تضمنت اغتيالات لضباط شرطة

متهمون من «أنصار بيت المقدس» خلال إحدى جلسات المحاكمة السابقة («الشرق الأوسط»)
متهمون من «أنصار بيت المقدس» خلال إحدى جلسات المحاكمة السابقة («الشرق الأوسط»)
TT

مصر: سماع شهود الإثبات في محاكمة «أنصار بيت المقدس»

متهمون من «أنصار بيت المقدس» خلال إحدى جلسات المحاكمة السابقة («الشرق الأوسط»)
متهمون من «أنصار بيت المقدس» خلال إحدى جلسات المحاكمة السابقة («الشرق الأوسط»)

واصلت محكمة جنايات القاهرة، أمس، سماع أقوال شهود الإثبات في محاكمة 213 متهماً من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، في تهم ارتكابهم 54 جريمة إرهابية، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة.
وينشط التنظيم في محافظة شمال سيناء المصرية، لكنه قام بعدة عمليات إرهابية في القاهرة ومدن أخرى، منذ أن أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي. وخلال جلسة المحاكمة، أمس، قال شاهد يعمل في ورشة مواتير مياه بالعريش (شمال سيناء)، إن 4 ملثمين أطلقوا النار على سيارة شرطة، ما أدى لمقتل المقدم محمد أبو شقرة، قبل أن يلوذوا بالفرار.
فيما أثبت شاهد آخر، يعمل أمين شرطة بمديرية أمن جنوب سيناء، أنه كان موجوداً بمكتب نائب مدير الأمن وقت الانفجار الذي وقع بالمديرية، وأنه أصيب بجروح في أنحاء متفرقة، كما قتل سكرتير نائب مدير الأمن، وأصيب اللواء حاتم أمين نائب مدير الأمن بكدمات وإصابات بالغة جراء الانفجار.
وقد قررت المحكمة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، اليوم الثلاثاء، برئاسة المستشار حسن فريد، تأجيل المحاكمة إلى جلسة 25 سبتمبر (أيلول) الحالي لاستكمال سماع الشهود.
كانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا قد أسندت إلى المتهمين ارتكابهم جرائم تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع منظمة أجنبية، متمثلة في حركة حماس، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات.
من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات شمال القاهرة بالسجن 10 سنوات ضد قاضٍ سابق بدرجة رئيس محكمة جنايات الزقازيق، لإدانته بتقاضي رشوة مقابل تخفيف حكم صادر ضد متهم في قضية قتل، كما قضت بإعفاء 5 متهمين، بينهم عضوان سابقان بالبرلمان، من العقوبة استناداً للمادة 107 من قانون الإجراءات الجنائية، وذلك لاعترافهم بتقديم رشوة، وعاقبت 3 آخرين بالسجن 5 سنوات لإدانتهم بتلقي رشوة.
وكان المستشار نبيل صادق النائب العام، أمر بإحالة المتهمين على ذمة القضية، بعد أن كشفت التحقيقات عن تلقي القاضي «ص. ن.غ» مبلغ 300 ألف جنيه على سبيل الرشوة مقابل تخفيف حكم إعدام متهم بالقتل، إلى السجن المؤبد، وذلك بعد اعترافات الراشي والوسيط على القاضي.
وكانت الرقابة الإدارية ألقت القبض على «ص. ن.غ»، مستشار ورئيس محكمة جنايات، وعضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني المنحل، متلبساً برشوة مالية كبيرة، تقدر بـ300 ألف جنيه، كدفعة أولى منها، مقابل تخفيف حكم إعدام متهم بالقتل، إلى السجن المؤبد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.