نجحت الأجهزة الأمنية في بلجيكا في إحباط عدة هجمات إرهابية، وتجنيب البلاد وقوع أحداث مؤسفة من جديد، بعد أن تعرضت لهجوم في 22 مارس (آذار) 2016 شمل مطاراً ومحطة قطارات داخلية، وأودى بحياة 32 شخصاً وأصاب 300 آخرين.
وقال رئيس الوزراء شارل ميشال إن أجهزة الأمن البلجيكية أحبطت كثيراً من الأعمال الإرهابية، وحذر من أن التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال قائماً رغم انخفاض مستواه إلى «الدرجة الثانية» بعد أن كان على «الدرجة الثالثة» لأشهر طويلة. وحسب شارل ميشال خلال تصريحات لوسائل إعلام محلية في بروكسل، فإن «التهديد يختلف عن وقت الهجمات عندما واجهنا منظمات إرهابية خطيرة»، وتابع قائلاً: «اليوم، نواجه أفرادا متطرّفين معزولين وحدهم في الزاوية»، مؤكداً أن «أجهزة الأمن في حالة تأهب دائم».
وأضاف رئيس الحكومة: «قد تعامل القضاة مع عشرات القضايا الإرهابية، وحكم على عشرات الأشخاص، ووراء كل إدانة إحباط أفعال خطيرة محتملة. من المؤكد أن خدماتنا الأمنية قد أحبطت كثيرا من الهجمات».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي صدر قرار من مجلس الأمن القومي البلجيكي، ونص على تخفيض حالة التأهب الأمني التي عرفتها البلاد منذ ما يزيد على عامين لمواجهة أي مخاطر إرهابية، واستثنى القرار، بعض المراكز الاستراتيجية في البلاد التي ستشهد بقاء حالة التأهب الأمني على وضعها الحالي.
وكان رئيس الوزراء شارل ميشال قد أعلن أن «هيئة تقييم المخاطر والتهديد الأمني» قد أوصت بخفض مستوى التأهب إلى الدرجة الثانية بسبب عدم وجود دلائل كافية تفيد بوجود تهديدات وشيكة وواقعية. وقد عاشت البلاد على وقع مستوى تأهب أمني عند «الدرجة الثالثة» بشكل مستمر منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وتم خلال هذه الفترة رفع المستوى إلى الدرجة القصوى أي «الرابعة» لمدة محدودة، خصوصاً بعد هجمات بروكسل في 22 مارس 2016.
وأوضح رئيس الوزراء أن خفض مستوى التأهب الأمني لا يعني انتفاء حالة التهديد والعودة إلى الوضع الطبيعي تماماً، حيث «يجب أن نبقى حذرين، فقد استقرت في بلادنا ثقافة الأمن»، حسب كلامه.
وسبق أن قال وزير الداخلية جان جامبون البلجيكي إن الجهود التي قامت بها الأجهزة الأمنية والقضائية، أسفرت عن الحد من تحرك ما يطلق عليه «الإرهابي المحتمل»، وقال الوزير في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية إن هناك 300 شخص صدرت ضدهم أحكام في قضايا تتعلق بالإرهاب منذ تنفيذ الاعتداء الإرهابي على المتحف اليهودي ببروكسل في مايو (أيار) من عام 2014؛ بحسب أرقام «مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر الإرهابية» التابع لإشراف الحكومة.
وقبل أيام قليلة جرى الإعلان في بروكسل عن اكتشاف رسالة من سيدة مسلمة سبق أن سافرت إلى مناطق الصراع في سوريا، وعادت إلى بلجيكا، تحرض على عمل إرهابي يستهدف احتفالات بلجيكا بالمنتخب الوطني لكرة القدم في بروكسل عقب عودته من روسيا وحصوله على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وكشفت وسائل إعلام في العاصمة البلجيكية بروكسل عن توجيه تهمة التحريض على هجوم إرهابي إلى شابة مسلمة من بلدية ايوكيل ببروكسل، بحسب ما ذكرت صحيفة «لادورنير ايور» اليومية، وحسب المصدر نفسه؛ كانت الشابة قد حرضت على القيام بهجوم إرهابي في ساحة «غراند بلاس» عند عودة لاعبي المنتخب الوطني من روسيا بعد انتهاء مباريات كأس العالم.
ووفقاً للمتحدث باسم المدعي العام الاتحادي إريك فان دير، المتهمة تدعى «يسرا.ب»، وتبلغ من العمر 25 عاما. ويقول: «من المشكوك فيه أنها بثت رسالة التهديد هذه ضد المشجعين للمنتخب البلجيكي في 15 يوليو (تموز) على (تلغرام)»، وأضاف: «المتهمة تنفي ذلك». وقد تم رصد الرسالة من قبل السلطات القضائية البلجيكية لأن الشابة كانت تحت رقابة أمن الدولة منذ أن ذهبت إلى سوريا في يوليو 2015 للانضمام إلى مقاتلي «داعش».
وحسب ما جرى الإعلان عنه في يونيو (حزيران) الماضي ببروكسل، فقد تمكنت الشرطة القضائية في بلجيكا خلال عام 2017 من ضبط 244 شخصا لهم علاقة بالإرهاب في إطار عمليات المراقبة الحدودية التي نفذتها الشرطة الفيدرالية؛ وفق ما جاء في تقرير عن العام الماضي.
بروكسل: إحباط هجمات إرهابية عدة ولكن التهديد لا يزال قائماً
رئيس الحكومة: نواجه أفراداً متطرفين معزولين
بروكسل: إحباط هجمات إرهابية عدة ولكن التهديد لا يزال قائماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة