«آي أو إس 12»... أحدث نظام للتشغيل من «آبل»

يوفر أداء أفضل ومزايا جديدة للهواتف والأجهزة اللوحية

نظام تشغيل iOS12 يأتي بتحديثات ومزايا انتظرها عشاق آبل كثيرا
نظام تشغيل iOS12 يأتي بتحديثات ومزايا انتظرها عشاق آبل كثيرا
TT

«آي أو إس 12»... أحدث نظام للتشغيل من «آبل»

نظام تشغيل iOS12 يأتي بتحديثات ومزايا انتظرها عشاق آبل كثيرا
نظام تشغيل iOS12 يأتي بتحديثات ومزايا انتظرها عشاق آبل كثيرا

أعلنت آبل الأسبوع الماضي عن هواتف آيفون الجديدة ورغم أن الشكل والتصميم لم يتغير كثيرا، فإن الشركة قامت بإضافة العديد من المزايا الجديدة في نظام التشغيل iOS 12 والذي أصبح متاحا للتحميل منذ يوم الاثنين 17 من الشهر الجاري.
ومن أهم مزايا التحديث هو مساعدة المستخدمين على التخلص من إدمانهم على استعمال هواتفهم وأجهزتهم اللوحية بالإضافة إلى خصائص أخرى كتنظيم الوقت وزيادة الخصوصية وتحسينات للمساعد الصوتي سيري مع تأكيد الشركة أن التحديث لن يسبب أي بطء للأجهزة القديمة كآيفون 6 أو 7 كما كان يحدث بالماضي.

- الإشعارات
إشعارات مجمعة. تراكم الإشعارات كان إحدى أهم المشاكل التي يتعرض لها مستخدم آي أو إس بشكل يومي، فلذلك كانت أولوية تجميع الإشعارات التي تأتي من تطبيق مسألة مهمة بالنسبة لآبل لإرضاء زبائنها. وبالفعل، فعند تحميل التحديث سيلاحظ المستخدمون أن الإشعارات التي تأتي من تطبيق واحد ستدمج مع بعضها البعض في مكان واحد قابل للتمدد عند الضغط عليه مرة واحدة. كما سيقترح عليك الهاتف أن تقوم بإيقاف الإشعارات للتطبيقات التي لم تعد تستخدمها، ما يساعد على تقليل عدد الإشعارات المتراكمة على شاشة القفل Lock Screen. ولكن لا يزال نظام آندرويد الأفضل في التعامل من الإشعارات حيث يمكنك التفاعل معها دون الحاجة لفتح التطبيق وهذا ما لا يزال يفتقره نظام آي أو إس.

- التخلص من الإدمان
أضافت آبل مجموعة من الميزات المصممة خصيصا لمنع الأشخاص من الإدمان التقني على أجهزتهم. ومن أهم هذه المزايا وضع «عدم الإزعاج» Do Not Disturb الذي سيقوم بتفعيل نفسه عند خلود المستخدم للنوم. حيث يقول كريغ فيدرغي الرئيس التنفيذي للشركة: «لقد صممنا إعداد (عدم الإزعاج) لكي يتأكد المستخدم من أن الإشعارات المختلفة للتطبيقات لن توقظه من نومه، ومع ذلك فإنه يمكن إبطال هذه الخاصية بمجرد النقر على الأيقونة الخاصة بها من الشاشة الرئيسية للجهاز».
ومن الآن فصاعدا سيصلك تقرير مفصل عن كيفية استعمالك للهاتف، وأي التطبيقات تستهلك الجزء الأكبر من وقتك، وأي تطبيق أرسل لك أكبر عدد من التنبيهات. كما ستتمكن أيضا من تحديد المدة الأقصى التي يمكن أن تستخدم فيها تطبيقا معينا. أما بالنسبة لأولياء الأمور، فيمكنهم تحديد التطبيقات أو الألعاب التي يمكن لأبنائهم استخدامها مع إمكانية تحديد مدة زمنية لكل منهم. ويمكن للآباء أيضا متابعة سير هذه العملية عن طريق التقارير الدورية التي ستصلهم عبر البريد الإلكتروني.

- الخصوصية والأمان
وفي محاولة منها لإعطاء المزيد من الخصوصية لمستخدميها، فقد أتاحت آبل بعض المزايا التي ستساعد في زيادة الأمان خصوصا في تطبيق سفاري. عند استعمالك للمتصفح، سيقوم بإعلامك في كل مرة يحاول فيها الموقع التي تزوره إظهار أيقونة المشاركة Share أو الإعجاب Like الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن العديد من الزوار يستخدمون هذه الأزرار بكثرة فإنهم ليسوا على دراية بأن هذه الأزرار تقوم بتخزين معلومات عن المستخدم ليتم استخدامها في توجيه الإعلانات المستهدفة. كما سيقوم المتصفح أيضا بإبطال إمكانية تعقب المستخدمين من قبل المواقع لكي تقلل من فرص ظهور الإعلانات المزعجة.
أما بالنسبة للحماية فسوف يقوم النظام باقتراح كلمات سر معقدة عندما يحتاج المستخدم لكلمة مرور جديدة هذا بالإضافة إلى تطوير التشفير في برامج المحادثة فيس تايم Face Time بنظام end - to - end encryption.

- الواقع المعزز
كما لم تغفل آبل عن إيموجي وقامت بتحديث هذه التقنية، حيث أصبح بإمكان المستخدمين الآن إنشاء وجوه جديدة Memoji يمكن تعديلها لتبدو وكأنها هم. كما أضافت آبل أربع شخصيات متحركة جديدة: الشبح، كوالا والنمر وتي ريكس T - Rex وكل هذه الوجوه قادرة على محاكاة اللسان، مما يعني أن ألسنة هذه الإيموجي ستتحرك كما يفعل المستخدم. ولعل الميزة الأكثر إثارة هي أنه يمكنك استعمال هذه الوجوه الافتراضية في تطبيق فيس تايم وسوف يظهر هذا الإيموجي بدل وجهك للشخص المتصل بك في لقطة طريفة من آبل. كما يأتي الهاتف بتطبيق واقع معزز جديد اسمه ميجر Measure ويمكن عن طريقه أن تفتح الكاميرا وتوجهها لأي شيء أمامك وسيقوم التطبيق بحساب طول هذا الشيء بطريقة لافتة للنظر.

- المساعد الصوتي سيري
وقد عملت آبل على تحسين سيري للسماح لمزيد من التطبيقات بالتفاعل معه ولكي يصبح جزءا مهما من نظام التشغيل كما هو عليه الحال في أجهزة سامسونغ التي يمكن التحكم بها بالكامل عن طريق المساعد الصوتي بيكسبي Bixby. وأصبح بالإمكان الآن أن تربط سيري بعدد من التطبيقات الأخرى. وعلى سبيل المثال يمكن أن تسأل سيري سؤالا فيقوم بالتواصل مع تطبيق آخر للوصول إلى إجابته.
كما أطلقت الشركة أيضاً تطبيقاً جديداً اسمه شورت كت Shortcuts، والذي يمكن استخدامه لإنشاء سلاسل من المهام التي يجب على سيري القيام بها بمجرد أن تقول كلمة أو جملة معينة. فمثلا يكفي أن يقول المستخدم: «أنا في اجتماع»، ليقوم سيري بإبطال 4G وتشغيل الشبكة اللاسلكية WiF وتغيير وضع الجهاز للصامت وإرسال رسالة لشخص معين يعلمه فيها بأنه في اجتماع.

- مزايا أخرى
كما أتي النظام بالعديد من التحسينات الجديدة على النظام بالإضافة إلى تطوير بعض التطبيقات كتطبيق الصور والكتب وفيس تايم بميزة مكالمة المجموعات Group Calling حيث بإمكان المستخدمين إدخال 32 شخصا في مكالمة واحدة، ولكن تبقى ميزة إيقاف التطبيقات في الخلفية بمجرد تمريرها للأعلى، إحدى أهم المزايا الجديدة التي ستعجب عشاق آبل بلا شك.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

تكنولوجيا «كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

تكشف دراسة من «كيندريل» عن أن معظم الشركات تستثمر في الذكاء الاصطناعي، لكن ضعف جاهزية القوى العاملة يعوق تحقيق العائد، خصوصاً في الشرق الأوسط.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا استراتيجية «ميتا» تعتمد على تقديم الإعلانات بشكل غير مزعج من خلال ترويج القنوات وحالات إعلانية واشتراكات مدفوعة للمحتوى الحصري (واتساب)

«واتساب» يبدأ عرض الإعلانات لأول مرة في تبويب «التحديثات»

«واتساب» يبدأ بعرض الإعلانات لأول مرة في تبويب «التحديثات» دون المساس بالرسائل الخاصة ضمن استراتيجية تهدف إلى تحقيق دخل مع الحفاظ على الخصوصية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد وفد السعودية خلال أعمال الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة جنيف (واس)

السعودية تترشح لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات

أعلنت السعودية ترشّحها للاستمرار في عضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، وذلك خلال أعمال دورته الحالية المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
خاص تبني «سيسكو» نظاماً متكاملاً يشمل العتاد والبروتوكولات والبرمجيات لتبسيط استخدام الشبكات الكمومية دون الحاجة لفهم فيزيائي معقد (غيتي)

خاص ​هل تكون شريحة «سيسكو الكمومية» بداية عصر الإنترنت غير القابل للتنصّت؟

«سيسكو» تطور شبكة كمومية تعمل بدرجة حرارة الغرفة لربط الحواسيب الكمومية الصغيرة وتطبيقها في الأمن والتداول عبر حلول عملية قابلة للتنفيذ اليوم.

نسيم رمضان (سان دييغو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا كاميرا «غوغل نست كام»

أفضل كاميرات المراقبة الداخلية لعام 2025

الكاميرات الخارجية رائعة بالتأكيد، ولكن ماذا عمّا يحدث داخل منزلك؟ تساعدك أفضل كاميرات المراقبة الداخلية على مراقبة الحيوانات الأليفة، والأطفال، وبيتك في أثناء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)
«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)
TT

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)
«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)

لا شك أن الذكاء الاصطناعي يَعِد بفرص هائلة في شتى المجالات. إلا أن دراسة عالمية جديدة أصدرتها شركة «كيندريل Kyndryl»، المزوِّد الرائد لخدمات تكنولوجيا المعلومات الحيوية للمؤسسات، تشير إلى أن الكثير من الشركات حول العالم بما في ذلك في الشرق الأوسط ما زالت تكافح لتحقيق قيمة حقيقية من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

غياب الاستعداد البشري

وفقاً لتقرير «جاهزية الأفراد 2025» من «كيندريل»، فإن 95 في المائة من المؤسسات قد استثمرت بالفعل في الذكاء الاصطناعي، لكن 71 في المائة من القادة يعترفون بأن فرق عملهم غير مستعدة بعد للاستفادة الفعلية منه. والأسوأ من ذلك، أن 51 في المائة من الشركات تقول إنها تفتقر إلى المهارات المناسبة، في حين يرى 45 في المائة من الرؤساء التنفيذيين أن الموظفين إما يقاومون الذكاء الاصطناعي وإما يعارضونه صراحةً.

بيتر بيل نائب الرئيس والمدير التنفيذي لدى «كيندريل» في الشرق الأوسط وأفريقيا ( كيندريل)

بنية تحتية قوية

تُعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أبرز الدول في المنطقة التي جعلت الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من رؤاها الوطنية، مثل «رؤية السعودية 2030» و«استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي». ووفقاً للتقرير، فإن 77 في المائة من الشركات في البلدين تستثمر حالياً في الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي بكثير. ومع ذلك، فإن 39 في المائة فقط من هذه الشركات تحقق عائداً إيجابياً على هذا الاستثمار. ويُظهر التقرير أن 92 في المائة من القادة في الإمارات والسعودية يعتقدون أن بنيتهم التحتية الرقمية من الطراز الأول، لكن 43 في المائة فقط يعتقدون أنها مستعدة لمواجهة تحديات المستقبل. وهنا تتضح الفجوة الخطيرة بين الثقة في التكنولوجيا والاستعداد البشري.

يقول بيتر بيل، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لدى «كيندريل» في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن «الشرق الأوسط يحقق تقدماً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي». ويضيف: «أصبحت جاهزية القوى العاملة موضوعاً محورياً للنقاش ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع».

مَن «روّاد الذكاء الاصطناعي»؟

حدَّد التقرير مجموعة صغيرة من المؤسسات تُعرف باسم الروّاد في الذكاء الاصطناعي (AI Pacesetters) وتشكل 14 في المائة فقط من العينة العالمية. هؤلاء يحققون نجاحاً فعلياً لأنهم لا يكتفون بالاستثمار في التقنية، بل يقومون بمحاذاة استراتيجية واضحة تشمل التكنولوجيا والموارد البشرية معاً. ويرى التقرير أن هؤلاء أكثر احتمالاً بثلاث مرات لأن تكون لديهم استراتيجية مكتملة لإدارة التغيير متعلقة بالذكاء الاصطناعي.

كما أنهم أقل عرضة بنسبة 29 في المائة لمواجهة مخاوف الموظفين من الذكاء الاصطناعي. ويتابع بأنهم أكثر احتمالاً بنسبة 67 في المائة لاستخدام أدوات دقيقة لتقييم مهارات موظفيهم، و40 في المائة منهم لا يعانون من أي فجوات مهارية على الإطلاق.

تؤكد «كيندريل» أن إعداد القوى العاملة لمستقبل الذكاء الاصطناعي يتطلب بيئة متكاملة من الثقافة والأنظمة ونهجاً متعدد الأبعاد لبناء المهارات

الذكاء الاصطناعي داخل الشركات

رغم أن 95 في المائة من الشركات تقول إنها استثمرت في الذكاء الاصطناعي، فإن 35 في المائة فقط قامت بدمجه فعلياً في العمليات اليومية، فيما لا تزال 60 في المائة في مراحل الاستكشاف أو التجريب. ويُظهر التقرير أيضاً أن 84 في المائة من الشركات تستخدم أو تستكشف أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن 24 في المائة فقط لديها أطر حوكمة واضحة لهذا النوع من التكنولوجيا. أما فيما يخص إدارة المهارات، فإن ربع الشركات فقط لديها رؤية واضحة لمهارات موظفيها الحالية، وأقل من ذلك لديها أدوات لتوقُّع احتياجات المهارات المستقبلية.

دور الذكاء الاصطناعي

معظم الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات الداخلية مثل أتمتة المهام وزيادة الكفاءة التشغيلية، ولكنها نادراً ما تستخدمه لتطوير منتجات أو خدمات جديدة. وهذا يفسر جزئياً سبب ضعف العائد على الاستثمار. وتوضح ماريجو شاربونييه، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في «كيندريل»، أن الاستعداد للذكاء الاصطناعي يتجاوز البنية التحتية التقنية. وتشرح أن «التحضير لعصر الذكاء الاصطناعي سهل نظرياً، صعب عملياً، ولكنه أمر ملحّ للقادة». وتتابع شاربونييه: «إن الأمر يتعلق بتوقع تأثيراته على الأعمال، وربط بيانات المهارات باحتياجات العملاء، وتوفير مسارات متعددة لبناء المهارات وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي».

«كيندريل»: المؤسسات الرائدة في الذكاء الاصطناعي تعتمد على استراتيجيات واضحة لتغيير الثقافة التنظيمية وتتمتع برؤية دقيقة لمهارات موظفيها (أدوبي)

الشرق الأوسط أمام لحظة رقمية حاسمة

رغم الطموحات الرقمية الواضحة في المنطقة، يسلّط التقرير الضوء على حاجة ملحّة لإعادة ترتيب الأولويات؛ فالتركيز الذي كان موجّهاً بشكل كبير نحو تطوير البنية التحتية التقنية يجب أن يمتد ليشمل الاستثمار في العنصر البشري، بوصفه العامل الحاسم في نجاح أي تحوّل تقني. وتبرز في هذا السياق ثلاث فجوات رئيسية تعوق تقدّم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط. أولاها فجوة الثقة، حيث لا يزال كثير من الموظفين في المنطقة يشعرون بالقلق تجاه مستقبل وظائفهم مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤثر سلباً على تقبّلهم التقنيات الجديدة. الفجوة الثانية تتعلق بالمهارات، إذ يفتقر كثير من المؤسسات إلى رؤية دقيقة لقدرات ومهارات موظفيها الحالية، مما يعوق قدرتها على وضع خطط فعّالة للتدريب أو التوظيف وسد الثغرات. أما الفجوة الثالثة فهي الحوكمة. فعلى الرغم من النمو السريع في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا يزال كثير من الشركات تفتقر إلى أطر تنظيمية واضحة تحكم كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل آمن وأخلاقي.

من الجاهزية إلى المرونة

يشير التقرير إلى ثلاث ركائز أساسية لا بد أن تعمل المؤسسات والحكومات على معالجتها بشكل متوازٍ من أجل تحقيق استفادة حقيقية من الذكاء الاصطناعي. الركيزة الأولى هي الاستراتيجية، والتي تتطلب وضع خريطة طريق واضحة تتضمن أهدافاً محددة وخططاً شاملة لإدارة التغيير، تضمن دمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في مختلف جوانب العمل. أما الركيزة الثانية فهي المهارات، حيث يُعد تطوير نظم دقيقة لرصد المهارات الحالية لدى الموظفين أمراً ضرورياً، إلى جانب بناء بيئات تعليم مستمرة ومرنة تمكّن الأفراد من اكتساب المهارات الجديدة التي يتطلبها عصر الذكاء الاصطناعي. وتكمن الركيزة الثالثة في الثقافة المؤسسية، إذ إن بناء الثقة لدى الموظفين يُعد أمراً محورياً، ليس فقط لتقليل المخاوف المرتبطة بالتكنولوجيا، بل لتحويل هذا القلق إلى دافع للتعلّم والتطوّر والمشاركة الفاعلة في رحلة التحوّل الرقمي.

ولا تُعد هذه الركائز مجرّد توصيات نظرية، بل تمثل ضرورات حاسمة لا غنى عنها. فرغم امتلاك الشرق الأوسط عناصر القوة من حيث التمويل، والرؤية الاستراتيجية، والبنية التحتية المتقدمة، فإن العامل البشري يظل الحلقة الأضعف التي يجب تعزيزها لضمان نجاح شامل ومستدام.

الميزة التنافسية الحقيقية

إذا كانت هناك رسالة واحدة واضحة من تقرير «جاهزية الأفراد»، فهي أن النجاح في الذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على التقنية، بل على الناس. المؤسسات التي ستتفوّق في هذا العصر ليست بالضرورة الأسرع في تبنّي التكنولوجيا، بل الأذكى في دمجها مع كوادرها.

لدى المملكة العربية السعودية فرصة فريدة لتكون رائدة عالمياً ليس فقط في حجم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بل في استثمار الإنسان نفسه. وإذا تحقق ذلك، فستكون المنطقة نموذجاً عالمياً في التحول الذكي الحقيقي.

عاجل صافرات إنذار في تل أبيب مع وصول رشقة صاروخية إيرانية