«صندوق عبد العزيز الغرير» يطلق من دبي برنامج تعليم اللاجئين

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس ({الشرق الأوسط})
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس ({الشرق الأوسط})
TT

«صندوق عبد العزيز الغرير» يطلق من دبي برنامج تعليم اللاجئين

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس ({الشرق الأوسط})
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس ({الشرق الأوسط})

أطلق صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين اليوم رسمياً في دبي المرحلة الأولى من برامج دعم تعليم اللاجئين، والذي كان قد أعلن في يونيو (حزيران) السابق تخصيص ما قيمته 100 مليون درهم (27.2 مليون دولار) من المنح، التي سيقوم بتوزيعها خلال ثلاث سنوات من أجل دعم تعليم الطلبة من رعايا الدول التي تعاني من الحروب والكوارث القاطنين في دولة الإمارات والطلاب اللاجئين في الأردن ولبنان.
وقال عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم في الإمارات وممول الصندوق «إن ثقافة العطاء هي امتدادٌ لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - واستمرار لنهج قيادتنا في مجالات العمل الإنساني داخل الدولة وخارجها».
ويتزامن إعلان إطلاق المرحلة الأولى من برامج الصندوق مع بدء العام الدراسي الجديد خلال شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، لتشمل تقديم 45 مليون درهم (12.2 مليون دولار) بصيغة دعم مادي مباشر لمؤسسات تعليمية ومنظمات إنسانية مرموقة لتمكين أكثر من 6500 طالب وطالبة من التحصيل العلمي والمهني والأكاديمي في المرحلتين الثانوية والجامعية، فضلاً عن تنمية المهارات الشخصية والتقنية الأخرى التي تسهم في تأمين مستقبل يستطيع فيه الطالب تحقيق ذاته وتفعيل طاقاته.
وقالت الأميرة هيا بنت الحسين حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأن لهذه البادرة الإنسانية الخيّرة التي أطلقها عبد العزيز الغرير لدعم تعليم 6500 في الدورة الأولية من الطلاب اللاجئين والشباب العرب أثر إيجابي على مستقبل الكثيرين من هؤلاء الذين اضطرتهم الصراعات قسراً لتغيير مسار حياتهم.
من جانبه قال توبي هوارد، مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأبوظبي: «مع تصاعد أعداد اللاجئين حول العالم، هناك حاجة لمشاركة شركاء جدد في مجال دعم التعليم وتوفير العيش الكريم».
وأعلن الغرير خلال الفعالية أسماء المؤسسات التي سيتم تقديم الدعم لها خلال المرحلة الأولى من برامج الصندوق، بعد أن اختيرت بعناية تبعاً لكفاءتها وتأثيرها في تنفيذ برامج تعليمية ذات أثر نوعي في مستويات التعليم الثانوية والمهنية والجامعية في كلٍ من دولة الإمارات والأردن ولبنان، وتضم المؤسسات التي يدعمها الصندوق في المرحلة الأولى كلاً من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الإمارات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالأردن ومجموعة لومينوس للتعليم الأردنية ومشروع توحيد شبيبة لبنان.
وفي داخل البلاد سيعمل الصندوق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أجل توفير الدعم للأطفال المتأثرين بالحروب والكوارث في بلادهم والقاطنين مؤقتاً في الإمارات من غير القادرين على تحمل الرسوم المدرسية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».