ابتداء من اليوم سيبدأ عرض مسلسل «الهيبة» عبر شبكة «نتفليكس» الإلكترونية العالمية. وبذلك تكون شركة «الصباح إخوان» المنتجة لهذا العمل قد حققت إنجازا عالميا جديدا على صعيد الدراما العربية بعد أن دخلت في العامين الفائتين أسواق البوسنة والهرسك وأميركا اللاتينية وإسبانيا إثر بيعها مسلسلات «تشيللو» و«سمرا» و«نص يوم» لمحطات تلفزيونية في تلك البلدان والتي أخذت على عاتقها دبلجتها بلغة الأم لكل منها.
سيُترجم «الهيبة» الذي حقق نجاحاً كبيراً منذ انطلاقته في عام 2016، إلى أكثر من 27 لغة بينها الإنجليزية والصينية واليابانية والفرنسية وغيرها.
خطة تسويقية كبيرة ترافق هذه الخطوة، لا سيما وأنّ المسلسل لم يُدرج على لائحة «نتفليكس أراب وورلد» المعروفة بـ«نتفليكس مينا» فحسب، بل على تلك العالمية منها والتي يشاهدها الملايين في مختلف دول العالم. هذه الخطة ستكون مناطة فقط بـ«نتفليكس» التي تمنع زبائنها من تنفيذ هذا الموضوع إلا عن طريقها. فتزودهم بلائحة شركات إعلان عالمية فتتسلم منهم المضمون المطلوب ليروجوا للعمل بأسلوبهم. «بهذه الطريقة يمكنهم أن يحافظوا على المستوى الإعلاني المطلوب من إدارتهم ونحن كشركة (صباح إخوان) نتعاون اليوم مع شركة إعلان سويسرية ستروج لـ(الهيبة) وفقا للائحة التي زودتنا بها (نتفلكس)». يوضح صادق الصباح رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج «صباح إخوان» في حديثه لـ«الشرق الأوسط». ولهذا السبب لوحظ عدم إصدار أي بيان رسمي من قبلها في هذا الإطار.
«نحن أمام مسؤولية كبيرة وحماس أكبر اليوم بعد هذه الخطوة الحدث التي نعتبرها مبشرة، فتفتح الباب العريض أمام الدراما العربية لولوج العالمية». يضيف صادق الصباح الذي يراقب بتأنٍ أسلوب عمل «نتفليكس» ويقول: «هناك هجوم ملحوظ من قبل هذه الشركة العالمية على المنطقة العربية في الوقت الحالي بعد أن استطاعت مد خيوطها العنكبوتية إلى مناطق أخرى على الكرة الأرضية وعلى التوالي. فهي لا يهمها نجوم العمل ولا الشركة المنتجة على قدر ما يهمها مضمون العمل وإلى أي منطقة يتوجه. أما شروطهم الأساسية التي تلي موضوع إعجابهم بهذا العمل أو غيره فهو توقيت عرضه على شاشتها. إذ إنهم يحبذون الفوز بالعروض الأولى. فنحن نتواصل معهم منذ نحو ثلاث سنوات وبعد أخذ ورد ومناقشات طويلة توصلنا إلى اتفاق يقضي بالسماح لنا بعرض أولي لأي عمل جديد تشتري حقوقه منا في المنطقة العربية فقط. وهو ما يترك لدينا أسئلة كثيرة بشأن الخطورة التي يمكن أن تلف مستقبل محطات التلفزة ونجوم التمثيل، إضافة إلى شركات الإنتاج. فهي تحاول الميل أكثر نحو تولي تنفيذ هذه الإنتاجات الجديدة كي تستطيع التحكم في أسواقها الترويجية بطريقة أفضل. وهو الأمر الذي لم نوافق عليه على الرغم من عروض مغرية تقدمت بها».
وعن التكلفة التي تدفعها «نتفليكس» للحصول على عمل درامي ما، لا سيما وأن أسعار الأفلام السينمائية العربية التي اشترتها ك«الزنزانة» و«المختارون» و«فيلم كتير كبير»، دفعت مقابلها مبالغ تتراوح ما بين 250 و350 ألف دولار يرد الصباح: «إنها تتبع سياسة محترفة في هذا الخصوص بحيث لا تترك مجالاً للجدال أو النقاش. فعندما أنوي عادة بيع مسلسل قديم سبق وعرض على غالبية المحطات العربية فلن أحاول التشاطر، بل أطلب سعراً معقولاً لا يزيد عن كمشة من آلاف الدولارات. إلا أنها في المقابل دفعت ما يوازي 30 ألف دولار وهو سعر لا يمكننا الجدال به لعمل ليس حديث الولادة».
تملك «نتفليكس» سياسة ترويجية لا يستهان بها تخولها بأن تكون بمثابة دولة بحد ذاتها، لديها قوانينها وقواعدها وأسلوبها في العمل. وعادة ما تركن إلى الترويج عن أعمالها حسب المصنف التابعة له بعد أن تربطه بنطاق الأعمال التي يتابعها الزبون. فما إن يفتح صفحتها حتى يظهر أمامه إعلانات لأعمال عادة ما يتابع صنفها من كاو بوي ورومانسية وتريلر وأكشن وغيرها. «نحن من علينا أن يتبع قاموسها وليس العكس وهو ما خولها أن تحتل الصدارة في عالم المنصات الإلكترونية الخاصة بالعروض التلفزيونية والمسرحية والسينمائية. فتتطلع على حاجة كل منطقة من كمية الأعمال التي تستقطب سكانها فتنفذ إنتاجات خاصة بها أو تشتري ما يتلاءم مع متطلباتها مما يخولها التمتع بمروحة أعمال كبيرة تناسب أكبر عدد ممكن من الناس». يعلق صادق الصباح في سياق حديثه.
حالياً تستعد شركة «صباح إخوان» لتسليم «نتفليكس» أعمالا درامية أخرى جديدة وقديمة كـ«الهيبة 2» و«الهيبة 3» (يبدأ تصوير حلقاته مع بداية العام الجديد) و«راصور» الذي بدأت بتصويره مع أمل بوشوشة وعادل كرم مؤخرا. «ستشهد ساحة الدراما العربية تغيرات كثيرة في المستقبل القريب وقد تترك أثرا غير متوقع على محطات التلفزة وشركات الإنتاج وكل ما له علاقة بهذا القطاع، خصوصاً إذا ما جرى تحسين خدمة الإنترنت في المنطقة». ويضيف الصباح: «أنا شخصيا ومن مبدأين نفسي وأدبي سأحاول السير في سياستي الحالية بحيث لا تؤثر شراكتي معها على من أتعاون معهم منذ سنين طويلة. فحتى نجوم الدراما قد يذوب مفعولهم الإبهاري في ظل انتشار أعمال لممثلين محترفين تشجعها «نتفليكس» إذا كانت تواكب تطلعاتها. فهي لا تهمها الأسماء بقدر ما يهمها المضمون والتّوجه الذي يحمله لكل منطقة وهو الأمر الذي لفتها بمسلسل (الهيبة) بموضوعه وطريقة تنفيذه».
ويختم حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أنا اليوم حذر ومتحمس في الوقت نفسه وأراقب بشكل مكثف كي أحافظ على علاقاتي مع محطات عربية يلف مستقبلها كما مستقبل شركات الإنتاج غموض ملحوظ».
يذكر أن الإنتاجات اللبنانية التي سبق وانضمت إلى شبكة «نتفليكس» لا تزال خجولة بعددها، وتقتصر على العمل السينمائي «فيلم كتير كبير» لميرجان أبو شعيا و«عادل كرم لايف من بيروت» وهو عمل انتقادي فكاهي أنتجته «نتفليكس» لكرم في عرض مباشر صورته على خشبة كازينو لبنان أمام جمهوره. وينتظر أن ينضم مسلسل «وعيت» إلى لائحة «نتفليكس» لشركة «موماز فليك»، إليها إذ تردد بأن اتصالات تجري بين الطرفين بهذا الصدد.
مسلسل «الهيبة» يدخل «نتفليكس» بنحو 27 لغة أجنبية
ترافقه خطة تسويقية كبيرة تلتزمها الشركة العالمية
مسلسل «الهيبة» يدخل «نتفليكس» بنحو 27 لغة أجنبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة