شفرات حلاقة مطورة وأحذية ذكية لكبار السن

اتساع سوق الأجهزة المخصصة لهم

حذاء «إي فون» الذكي يدرأ السقطات
حذاء «إي فون» الذكي يدرأ السقطات
TT

شفرات حلاقة مطورة وأحذية ذكية لكبار السن

حذاء «إي فون» الذكي يدرأ السقطات
حذاء «إي فون» الذكي يدرأ السقطات

في قلب السباق نحو إنتاج أحذية ذكية وشفرات حلاقة خاصة وأجهزة تقنية متطورة، لمن تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، يبدو أنّ شركة «جيليت» ستكون السباقة في تحقيق الإنجازات.

شفرات وهواتف
لعقود طويلة، عرّف مسؤولو شركة «جيليت» الحلاقة بأنّها أحد الطقوس الأساسية في حياة الرجل. وبعد ثلاث سنوات من المتابعة والتصميم والاختبار، تحضّر الشركة اليوم لإطلاق أوّل شفرة حلاقة مصممة خصيصاً للعاملين في رعاية كبار السن، ليتمكّنوا من الحلاقة للآخرين بسهولة. تتميّز شفرة «جيليت تريو» (Gillette Treo) بمقبض شديد العرض، وتأتي مع أنبوب تتمّ تعبئته بجلّ شفاف ينفي الحاجة إلى استخدام المياه أو كريم الحلاقة.
تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد المواطنين المسنين في الولايات المتحدة إلى الضعف بحلول 2050، مما يشكّل مجالاً سريع النمو بالنسبة لتجار التجزئة وأصحاب المصانع. ولهذا تنفق شركة «بيست باي» للتجارة، التي تستثمر بقوّة في التقنيات المخصّصة لكبار السن، 800 مليون دولار على شركة «غريت كول» التقنية، التي تقف خلف تطوير هاتف «جيترباغ» الصديق للمسنين، المصمم بأزرار وشاشات كبيرة الحجم، ويعمل على إنذار أوّل المستجيبين عند حصول أي طارئ.

اختبار الشفرات الجديدة
تحتاج أماندا غالاسو نحو 12 دقيقة، بالإضافة إلى استخدام عدّة شفرات، وكميات من المياه، للحلاقة لكلّ واحد من مرضاها.
وغالباً ما تتسبب هذه المهمّة بالفوضى والألم لها وللرجل الذي تحلق له وجهه.
قالت غالاسو التي تعمل ممرضة مساعدة في مركز «شيري هيل مانور» في رود آيلاند: «غالباً ما يدفع المرضى بيدي بعيداً عن وجوههم، ودائماً ما يعانون من بعض الجروح الناتجة عن مرور الشفرة فوق بشرتهم الناعمة. يتسبب هذا الروتين في الاستياء للجميع».
وكانت غالاسو في أوائل هذا العام واحدة من عشرات العاملين بالرعاية الذين ساعدوا شركة «جيليت» في اختبار نموذج شفرتها الجديدة «جيليت تريو».
وتقول الممرضة إنّ الفرق ظهر سريعاً، فقد كان التحكّم بالشفرة أسهل، وحافظ المقيمون المسنون على هدوئهم أثناء الحلاقة. أمّا الجزء الأفضل في التجربة، فكان أنّ الحلاقة تطلّبت منها ثلاث دقائق فقط لكلّ مريض.
عمل فريق «جيليت» على زيادة عرض مقبض الشفرة، ليتمكّن المستخدم من حملها كفرشاة الطلاء، مما يسهّل عليه استخدامها حول الأسطح الحساسة، واستخدم خرطوشة تمّ تصميمها لمناطق معينة في العالم تعاني من شحّ في المياه، تحتاج شفرتها إلى غسل أقلّ من غيرها بين الحلاقة والأخرى.
كما أضاف أعضاؤه أنبوباً من جلّ الحلاقة الشفاف، الذي يعمل أيضاً على ترطيب البشرة بعد الحلاقة.

أمشاط وأحذية
وتعمل شركات أخرى على تطوير فرش للشعر وأمشاط بمقابض قابلة للتمدّد، وفرش أسنان برؤوس ثلاثية الجوانب، وأحذية مصممة بأجهزة استشعار تستطيع رصد السقطات... هذه الابتكارات جميعها تستهدف الزبائن من فئة كبار السن ومن يهتمون بهم.
لا يزال الأشخاص المولودون في فترة طفرة الولادات التي تلت الحرب العالمية الثانية يشكلون 70 في المائة من دخل البلاد. وقال داني سيلفرمان، رئيس قسم التسويق في شركة «كلافيس إنسايت» المتخصصة في التحاليل التجارية: «هذا الأمر يتحوّل إلى ما يشبه الإسراع نحو الذهب. فسواء كنتم من صناع فرش الشعر أو من أصحاب شركات التقنية، فلا بدّ أنّكم تفكرون في كيفية تلبية حاجات كبار السن».

تصميم خاص للمتاجر
يتّخذ تجار التجزئة في جميع أنحاء البلاد خطوات تهدف إلى جعل متاجرهم أكثر ألفة لزبائنهم من فئة المسنين. فقد بدأت شركة «سي في سي» بإضافة عدسات مكبّرة إلى رفوفها، فيما زادت شركة «تارغيت» حجم الخط الذي يستخدم في كتابة أسماء الأدوية. كما بدأت شركات أخرى في استخدام أضواء أقوى وأرضيات صلبة لا تتسبب في التزحلق بمتاجرها.
تتمثّل الخطوة الأولى في تسهيل مراقبة البالغين الدائمة لأهلهم الطاعنين في السن. فقد قدّمت شركة «أشورد ليفينغ» العام الماضي برنامجاً يستخدم شبكة من أجهزة الاستشعار لتنبيه الأشخاص المسؤولين عن الاهتمام بكبار السن، بالتغييرات التي تحصل في روتين مرضاهم.
ولكنّ خبراء الخصوصية عبّروا عن مخاوفهم حيال كيفية جمع واستخدام البيانات الشخصية. في المقابل، رأى آخرون أنه من المهم أن يستطيع كبار السن ومن يعتنون بهم أن يقرّروا حجم المراقبة، وكمّ البيانات المشاركة الذي يريحهم. إذ تعتبر مشاركة أنماط النوم والعادات الغذائية مع الباحثين في مجال الطب مثلاً فكرة جيّدة.
تقول شركة «غريت كول» على موقعها الإلكتروني، إنّ خدمة «5 ستار» للاستجابة الطارئة تعمل بشكل دوري على جمع البيانات حول مواقع وجود المستخدمين، وترصد الحالات الصحية، والأدوية وغيرها من المعلومات الشخصية لأهداف كثيرة، كالتحليل والبحث. وبحسب متحدّث باسم الشركة، فإن «غريت كول» تعتمد سياسة خصوصية «صارمة» ولكنّه لم يقدّم أي معلومات إضافية.

* خدمة «واشنطن بوست»



«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
TT

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)

شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الاهتمام بمبادرات «إعادة التحريج» بصفتها استراتيجية فعّالة لمواجهة آثار تغيّر المناخ وتحسين سبل معيشة السكان المحليين.

«إعادة التحريج»

تعني «إعادة التحريج»، وفق الأمم المتحدة، استعادة الأراضي التي كانت مغطاة بالغابات من خلال زراعة أشجار جديدة لتعويض الغطاء الحرجي المفقود، بخلاف التشجير الذي يركّز على زراعة أشجار في مناطق لم تكن غابات أصلاً.

وتهدف هذه العملية إلى معالجة تحديات بيئية كبيرة، مثل: التغير المناخي وتآكل التربة، كما تعزّز التنوع البيولوجي، فضلاً عن فوائدها البيئية، مثل تحسين جودة الهواء. وتُسهم «إعادة التحريج» في خلق فرص عمل وتحسين الأمن الغذائي.

ومن أبرز هذه المبادرات «تحدي بون» (Bonn Challenge)، الذي أُطلق عام 2011 بوصفه حملة عالمية، تهدف إلى إعادة تأهيل 350 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة والغابات بحلول عام 2030.

وتشمل هذه المبادرة أساليب متعددة؛ مثل: الزراعة المكثفة لتكوين غابات جديدة لأغراض بيئية أو إنتاجية، والزراعة المختلطة التي تدمج الأشجار مع المحاصيل، أو تربية الحيوانات لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى التجدد الطبيعي حيث تترك الطبيعة لاستعادة الغابات ذاتياً دون تدخل بشري.

وفي دراسة أُجريت من قِبل فريق بحث دولي من الدنمارك وكندا والولايات المتحدة، تم تحليل تأثير «إعادة التحريج» في تحسين مستويات المعيشة لدى 18 دولة أفريقية، ونُشرت النتائج في عدد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من دورية «Communications Earth & Environment».

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 200 ألف أسرة بين عامي 2000 و2015. واستخدم الباحثون أساليب إحصائية دقيقة لتحديد العلاقة الإيجابية بين إعادة التحريج وتحسّن مستويات المعيشة.

واستندوا إلى مؤشرات متنوعة لقياس الفقر تشمل التعليم والصحة ومستويات المعيشة؛ حيث أظهرت النتائج أن زراعة الأشجار أسهمت بشكل مباشر في تحسين الدخل وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى آثار اقتصادية غير مباشرة. كما أظهرت أن مناطق زراعة الأشجار كان لها تأثير أكبر من مناطق استعادة الغابات الطبيعية في تخفيف حدة الفقر.

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم علوم الأرض وإدارة الموارد الطبيعية بجامعة كوبنهاغن، الدكتور باوي دن برابر، إن الدراسة تطرح ثلاث آليات رئيسة قد تُسهم في تقليص الفقر، نتيجة لتوسع مزارع الأشجار أو استعادة الغابات.

وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الآليات تتمثّل في توفير الدخل من خلال بيع منتجات الغابات، مثل: المطاط أو زيت النخيل، ما يسمح للأسرة بزيادة مواردها المادية. كما أن زراعة الأشجار قد تؤدي إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين، في حين يمكن أن تُسهم مناطق التجديد البيئي في تحسين الظروف البيئية، ما يفيد الأسر المحلية من خلال النباتات والحيوانات التي يمكن بيعها وتوفير دخل إضافي للسكان.

ووفقاً لنتائج الدراسة، هناك مؤشرات من بعض البلدان؛ مثل: أوغندا، وبنين، أظهرت زيادة في النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار مقارنة بتلك التي لا تحتوي عليها.

تأثيرات الاستدامة

كما أشارت الدراسة إلى أن برامج التشجير في أفريقيا التي تهدف إلى استعادة أكثر من 120 مليون هكتار من الأراضي عبر مبادرات، مثل: «السور الأخضر العظيم»، و«الأجندة الأفريقية لاستعادة النظم البيئية»، تمثّل جهداً كبيراً لمكافحة الفقر وتدهور البيئة.

وتُسهم نتائج الدراسة، وفق برابر، في النقاش المستمر حول استدامة تأثيرات زراعة الأشجار في التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية، من خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذه المبادرات عندما يتمّ تنفيذها بشكل مدروس ومتوازن. كما أظهرت أن مبادرات زراعة الأشجار، مثل «تحدي بون»، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية للمجتمعات المحلية، سواء من حيث تحسين مستوى المعيشة أو تعزيز التنوع البيولوجي.

وتوصي الدراسة بأهمية مشاركة المجتمعات المحلية في هذه المبادرات بصفتها شرطاً أساسياً لضمان استدامتها ونجاحها، فالتفاعل المباشر للمجتمعات مع المشروعات البيئية يزيد من تقبلها وفاعليتها، مما يعزّز فرص نجاحها على المدى الطويل.