مسجد الملك فيصل في إسلام آباد يتسع لنحو 300 ألف مصل

رابع أكبر مسجد في العالم يستقبل في رمضان المصلين من سكان إسلام آباد وروالبندي

مسجد الملك فيصل في إسلام آباد
مسجد الملك فيصل في إسلام آباد
TT

مسجد الملك فيصل في إسلام آباد يتسع لنحو 300 ألف مصل

مسجد الملك فيصل في إسلام آباد
مسجد الملك فيصل في إسلام آباد

وسط إجراءات أمنية مشددة، يجتمع آلاف المصلين من مدينتي روالبندي وإسلام آباد في القاعة الرئيسة بأكبر مسجد في باكستان، مسجد الملك فيصل، في وقت صلاة العشاء لتأدية صلاة التراويح في رمضان.
كان هناك أمرا غير عادي، ففي الأيام العادية لم يكن مسجد الملك فيصل يجتذب عددا كبيرا من المصلين. ولكن كان حماس سكان إسلام آباد وروالبندي غير عادي في 30 يونيو (حزيران)، عندما أعلنت الحكومة رؤية هلال رمضان.
يقول أحد المسؤولين عن المسجد: «تأتي حشود من الناس من جميع مناطق إسلام آباد ومن مدينة روالبندي المجاورة إلى مسجد الملك فيصل.. يوجد نساء وأطفال، ورجال من جميع الأعمار، بل ويأتي البعض من قرى واقعة على مشارف إسلام آباد».
ولكن معظم رواد المسجد في صلاة التراويح من الطبقات العليا في المجتمع، وخاصة كبار المسؤولين الحكوميين الذين يعيشون في الأحياء السكنية المجاورة للمسجد. ويجتذب مسجد الملك فيصل، الذي يمكن رؤيته في سماء المدينة على بعد أميال، مئات من المصلين من جميع أنحاء المدينة طوال شهر رمضان.
يتحدث طاهر صديق أحد المسؤولين لـ«الشرق الأوسط» عن الإعدادات المتعلقة بشهر رمضان، حيث يرتفع عدد المصلين تدريجيا من مئات المصلين في الأسابيع الأولى من الشهر المعظم إلى مئات الآلاف في الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر.
يقع مسجد الملك فيصل في شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وهو في نهاية شارع فيصل من جهة الشمال، ليصبح في أقصى شمال المدينة وتحت سفح جبال مارغالا، أقصى غرب سفح جبال الهيمالايا.
قد يكون من المناسب وصف إسلام آباد بمدينة المساجد، حيث يوجد في كل منطقة من المدينة مسجد رئيس، إلى جانب عدد كبير من المساجد التي جرت إقامتها بصورة شخصية. غالبا لا يتدفق الناس بأعداد كبيرة إلى المسجد البعيد عن الأحياء السكنية في المدينة في الأيام العادية. لذلك لا يعد مسجد الملك فيصل الذي يقع في منطقة بعيدة عن المناطق السكنية في المدينة الخيار الأول للمصلين في الأيام العادية. ولكن الوضع يختلف تماما في شهر رمضان. صرح أحد المسؤولين عن إدارة المسجد في رمضان بأن أعداد المصلين تختلف حسب أيام الأسبوع؛ ففي عطلة نهاية الأسبوع يتجاوز العدد ألف شخص».
تمتلئ الصفوف الستة الأولى من القاعة الرئيسة للمسجد، التي تتخذ شكلا دائريا، أثناء الأيام الأولى من الشهر الكريم. وتستقبل الإضاءة القوية داخل المسجد وأجهزة الصوت الأكثر قوة المصلين لدى دخولهم إلى القاعة لأداء صلاة التراويح، ويزداد عدد المصلين مع بداية الأسبوع الأخير من الشهر الكريم، وهم لا يقتصرون على سكان إسلام آباد فقط، بل يفدون من جميع أنحاء البلاد بأعداد كبيرة.
يقول المنظمون: «في الليالي الثلاث الأخيرة ندعو 30 قارئا من جميع أنحاء البلاد ليختموا القرآن. يبدأ قارئ المسجد بالصلاة بالجزأين الأول والأخير من القرآن، بينما يتلي القراء الآخرون الأجزاء الـ28 الباقية، ويجري اختيار هؤلاء القراء بواسطة وزارة الشؤون الدينية في مسابقة تجري على مستوى الدولة».كما تتم إذاعة صلاة التراويح في الليالي الثلاث الأخيرة من المسجد على قناة التلفزيون الحكومية، حتى يستمع الجميع للقرآن الكريم في جميع أنحاء البلاد.
صمم مسجد الملك فيصل في إسلام آباد في البداية مسجدا وطنيا في منتصف السبعينات. وصرح مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية الباكستانية إلى «الشرق الأوسط» بأن المسجد يعد المسجد الوطني في باكستان، وجرت تسميته على اسم عاهل السعودية الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي دعم المشروع وقام بتمويله.
يقول مسؤولون باكستانيون إن الحماس لإقامة المسجد بدأ في عام 1966 عندما دعم الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز مبادرة الحكومة الباكستانية لتشييد مسجد وطني في إسلام آباد، أثناء زيارة رسمية له في باكستان.
ويتميز التصميم المعماري للمسجد بالحداثة والتفرد، فهو لا يحتوي على قباب تقليدية مثل معظم المساجد حول العالم. يتكون تصميم من هيكل إسمنتي ذي ثمانية جوانب مستوحى من شكل الخيمة البدوية، وتعلوه أربع منارات ذات تصميم غير تقليدي مستوحاة من فن العمارة التركي.
أما داخل القاعة الرئيسة التي تتخذ شكل الخيمة فهو مغطى بالرخام الأبيض ومزخرف بالفسيفساء، ويحمل رسوما من الخط العربي للفنان الباكستاني صادقين، وثريا مذهلة على الطراز التركي.
يمتد المسجد على مساحة 5000 متر مربع (54000 قدم مربع)، ويتسع لنحو 300 ألف مصلٍّ (مائة ألف منهم في قاعة الصلاة الرئيسة والباحة والأروقة و200 ألف آخرين في المساحات المجاورة).
احتل مسجد الملك فيصل مرتبة أكبر مسجد في العالم عام 1986 وحتى عام 1993. عندما تفوق عليه في الحجم مسجد الحسن الثاني الذي أقيم في الدار البيضاء في المغرب. وبعد التوسعات المتتالية التي شهدها كل من المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، في فترة التسعينات، تأخر ترتيب مسجد الملك فيصل إلى رابع أكبر المساجد حجما على مستوى العالم.
جدير بالذكر أن مساجد إسلام آباد الأخرى تمتلئ كذلك بالمصلين في وقت صلاة التراويح. على سبيل المثال، يزدحم لال مسجد (المسجد الأحمر) بالمصلين في صلاة التراويح. ولكن رغم وجوده في وسط المدينة، فإنه أصغر كثيرا من حيث الحجم من مسجد الملك فيصل الكبير. وهو محاط من جميع الجهات الأربع بمناطق سكنية ذات كثافة سكانية عالية.
تظل الأسواق في إسلام آباد خالية حتى الساعة 11 ليلا، حتى ينتهي موعد إقامة صلاة التراويح في المدينة. وصرح مسؤول في الشرطة المحلية لـ«الشرق الأوسط» بأنهم يتخذون ترتيبات خاصة لتسيير المرور بعد الساعة 11، عندما يعود الناس إلى الأسواق بعد الانتهاء من الصلاة.
وأضاف رئيس شرطة المدينة بأن إدارة إسلام آباد توفر تأمينا خاصا لجميع المساجد الرئيسة في كل منطقة أثناء صلاة التراويح. وتتخذ إجراءات تأمين أكثر صرامة في مسجد الملك فيصل حيث يصلي معظم مسؤولي الحكومة به.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».