مسببات التهاب القصبات الحاد

عدوى فيروسية تسبب السعال

مسببات التهاب القصبات الحاد
TT

مسببات التهاب القصبات الحاد

مسببات التهاب القصبات الحاد

> مررت بعدة نوبات من التهاب القصبات الحاد خلال العام الماضي، فما سبب ذلك؟ وهل هو مرض مُعد؟
- التهاب فجائي
- التهاب القصبات الحاد Acute bronchitis هو التهاب في الشعب الهوائية داخل الرئتين، وهي حالة تحدث فجأة، وتستمر لمدة خمسة أيام على الأقل، وكثيراً ما تستمر لفترة أطول من ذلك. في أكثر الأحوال يكون سبب التهاب القصبات الحاد هو الإصابة بعدوى فيروسية.
الإنفلونزا (أي فيروس الإنفلونزا)، والفيروسات التي تسبب نزلات البرد الشائعة، تكون هي المسؤولة في أكثر الأحوال عن ذلك، ولكن في بعض الأحيان يحدث ذلك الالتهاب بسبب عدوى بكتيرية، خصوصا المتدثرة الرئوية (الحثرية) Chlamydia pneumonia والمفطورة الرئوية Mycoplasma pneumonia.
ويختلف التهاب القصبات الحاد عن ذات الرئة pneumonia، وهي عدوى لا تصيب الشعب الهوائية، بل الحويصلات الهوائية الصغيرة الموجودة في الرئة، حيث يتم امتصاص الأكسجين في الجسم. وذات الرئة حالة مرضية أكثر خطورة، حيث يمكن أن تهدد الحياة وعادة ما تتطلب علاجاً بمضادات حيوية.
- الأعراض
يؤدي التهاب القصبات الحاد إلى السعال، وأحيانا ألم في الصدر. قد يكون السعال جافاً أو رطباً. يطرد السعال الرطب مواد، تكون أحيانا من المخاط، وأحيانا أخرى من خلايا دم بيضاء، من الرئتين نتيجة الالتهاب. كثيراً ما يصاب المرء بالتهاب القصبات الحاد، بعد نزلة برد كان من أعراضها عطاس ورشح لعدة أيام قبل بدء ظهور السعال. وتعد الحمى من الأعراض غير الشائعة لالتهاب القصبات الحاد، فإذا كنت مصاباً بالحمى مع السعال، فذلك يزيد من احتمال إصابتك بذات الرئة.
عندما تسعى للحصول على الرعاية الصحية بسبب السعال، الأمر الأساسي الذي يركز عليه الطبيب هو معرفة ما إذا كان السعال ناتجا عن التهاب القصبات الحاد أو مرض آخر. إذا اعتقد الطبيب أنك مصاب بالتهاب القصبات الحاد من المرجح أنك لن تخضع لأي تحاليل أو فحوص.
أما إذا كان الطبيب يشك في إصابتك بحالة مرضية أخرى عدا التهاب القصبات الحاد، خصوصا ذات الرئة، فقد يطلب منك إجراء بعض الفحوص، مثل تصوير الصدر بأشعة إكس، وفحص البلغم الناتج عن السعال، واختبارات دم لرصد أي عدوى بكتيرية أو أسباب أخرى للسعال.
إذا كنت مصاباً بالتهاب الشعب الهوائية الحاد، فعلى الأرجح لن تتناول مضادا حيويا أو عقارا مضادا للفيروسات، حيث لن يكون فعالا، ومن غير الضروري تناوله لأن تلك الحالة تشفى دون علاج، وقد يتم وصف عقار لك لتهدئة السعال فقط.
كثيراً ما يكون التهاب الشعب الهوائية الحاد معدياً، لهذا السبب حين تبدأ في السعال، من المهم استخدام منديل، حتى لا يصل الرذاذ إلى وجوه الناس، وعليك غسل يديك باستمرار.
يمكن للفيروسات والبكتيريا، التي قد تسبب الالتهاب الرئوي الحاد، أن تنتشر باللمس مثل المصافحة، وكذلك عبر الهواء الذي يتنفسه الآخرون. إذا كنت تعاني من نوبات ما تم تشخيصها بأنها التهاب قصبات حاد، فسوف يتساءل طبيبك عما إذا كنت تعاني من حالة مرضية تسبب سعالا طويل الأجل أو متكررا، وتتباين تلك الحالات بين المعتدلة والخطيرة.

- رسالة هارفارد الصحية... خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

صحتك الرقائق الدماغية قد تغيِّر شكل الطب الذي نعرفه (أ.ف.ب)

رقائق الدماغ... هل تُغيِّر شكل مستقبل الطب؟

نجح أطباء عدَّة في زرع رقائق كومبيوتر صغيرة داخل جسم الإنسان، لإعادة وظائف أساسية، مثل الرؤية والحركة والكلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك اختبار رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاتك في السنوات القادمة (رويترز)

اختبار شهير للقلب قد يتنبأ بخطر الوفاة من أسباب مختلفة

كشفت دراسة جديدة أن هناك اختباراً رئيسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاة الشخص في سنواته القادمة، حتى لأسباب لا علاقة لها بقلبه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الوسادة تفرغ من الهواء وتوضع بسهولة في الحقيبة (شاترستوك)

«وسادة الريش»... سرّ الراحة في رحلات الطيران الطويلة

في الرحلات الجوية الطويلة التي تمتد لساعات يبحث المسافرون عن أي وسيلة تخفف عنهم مشقة الطريق وتبدأ الاستعدادات عادةً بتجهيز الوجبات الخفيفة والسترات الدافئة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات ونشرها (رويترز)

لماذا الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات ونشرها؟

أكدت دراسة حديثة الاعتقاد السائد بين كثير من الأشخاص بأن الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات المختلفة ونشرها؛ خصوصاً فيروسات الجهاز التنفسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مسكنات الصداع قد تكون هي نفسها سبباً في حدوثه

عدد من حبوب الصداع (أرشيفية - أ.ف.ب)
عدد من حبوب الصداع (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مسكنات الصداع قد تكون هي نفسها سبباً في حدوثه

عدد من حبوب الصداع (أرشيفية - أ.ف.ب)
عدد من حبوب الصداع (أرشيفية - أ.ف.ب)

قد تكون أدوية الصداع التي نتناولها سبباً في الصداع في الواقع؛ إذ يُعدّ الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية ظاهرة طبية موثقة جيداً، لكن الخبر السار هو أنه غالباً ما يكون قابلاً للشفاء بمجرد تشخيصه.

على الرغم من أن الكثيرين يخشون الإصابة بورم في المخ، فإن أقل من 1 في المائة ممن يُصابون بالصداع يُصابون به بالفعل. ومعظم حالات الصداع غير ضارة، وليست علامة على مشكلة خطيرة.

ونظراً لتعدد الأسباب المحتملة للصداع، يجب على الطبيب العام أن يقوم بدور المحقق. يُعدّ التاريخ الطبي المفصل والفحص الطبي ضروريين، وقد يتبعهما أحياناً إحالة إلى اختصاصي، حسبما أفاد به دان بومغاردت، محاضر أول كلية علم النفس وعلم الأعصاب جامعة بريستول، لموقع «ساينس آلرت».

يكمن التحدي في تحديد ما إذا كان الصداع يُشير إلى سبب كامن خطير أم أنه حميد. مع ذلك، حتى الصداع الحميد قد يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص ويحتاج إلى رعاية مناسبة.

ويعتمد العلاج على نوع الصداع. على سبيل المثال، يمكن علاج الصداع النصفي بأدوية مضادة للغثيان أو حاصرات بيتا، بينما قد يتحسن الصداع المرتبط بالقلق أو الاكتئاب بدعم الصحة النفسية. كما يمكن أن تُساعد تغييرات نمط الحياة، مثل تغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة، في إدارة العديد من أنواع الصداع طويل الأمد.

ومع ذلك، غالباً ما يلاحظ الأطباء نوعاً آخر من الصداع المستمر ذي نمط واضح. يُبلغ المرضى عن معاناتهم من صداع متكرر يبدأ أو يزداد سوءاً بعد تناول مسكنات الألم بانتظام لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.

يمكن أن يحدث هذا لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي، أو صداع التوتر، أو حالات مؤلمة أخرى مثل آلام الظهر أو المفاصل. قد يتناول البعض عدة أنواع من الأدوية، غالباً بجرعات متزايدة، وينتهي بهم الأمر في دوامة محبطة لا تبدو منطقية للوهلة الأولى.

التشخيص المحتمل هو الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية. يُعتقد أن هذه الحالة تصيب نحو 1 - 2 في المائة من الناس، وهي أكثر شيوعاً بثلاث إلى أربع مرات لدى النساء. وغالباً ما يكون السبب هو مسكنات الألم نفسها. المواد الأفيونية مثل الكودايين، المستخدمة لعلاج الألم المتوسط ​​الناتج عن الإصابات أو بعد الجراحة، لها قائمة طويلة من الآثار الجانبية، بما في ذلك الإمساك والنعاس والغثيان والهلوسة والصداع.

ليست الأدوية القوية القائمة على المواد الأفيونية وحدها هي التي يمكن أن تسبب الصداع. يمكن لمسكنات الألم الشائعة، مثل الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين)، أن تلعب دوراً أيضاً. حتى إن بعض الأدوية تجمع الباراسيتامول مع مادة أفيونية، مثل الكوكودامول.

ومع ذلك، فإن تناول جرعة أكبر من الموصى بها أو الإفراط في استخدامها قد يكون خطيراً للغاية. وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، قد تكون مميتة أحياناً، مثل فشل الكبد.

على الرغم من أن الآثار الجانبية أقل شيوعاً، فقد أظهرت الدراسات أن الاستخدام المنتظم للباراسيتامول وحده قد يُسبب أيضاً صداعاً مزمناً لدى بعض الأشخاص.

يمكن أن تُسبب أدوية أخرى غير مسكنات الألم مشكلات أيضاً. كما أن الإفراط في استخدام التريبتانات - وهي أدوية تُستخدم لوقف نوبات الصداع النصفي - قد يؤدي أيضاً إلى صداع ناتج عن الإفراط في تناول الدواء.

بالنسبة للباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، قد يُصاب المريض بصداع ناتج عن الإفراط في تناول الدواء إذا تم تناولها لمدة 15 يوماً أو أكثر شهرياً. أما بالنسبة للمواد الأفيونية، فقد يظهر الصداع مع استخدام أقل تواتراً - أحياناً بعد عشرة أيام فقط شهرياً.

لذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا احتجت إلى استخدام أي مسكنات ألم، حتى تلك التي تُصرف من دون وصفة طبية، لفترة طويلة. لا يُصاب الجميع بصداع ناتج عن الإفراط في تناول الدواء، ويبدو أن الخطر يختلف من شخص لآخر، مما يعني أن الاستعداد الفردي يلعب دوراً كبيراً.

العلاج

قد يكون علاج هذا الصداع صعباً. غالباً ما يصعب على المرضى إدراك أن دواءهم هو سبب المشكلة. عادةً ما يتضمن التوقف التدريجي عن تناول الدواء تحت إشراف طبي، وصولاً إلى التوقف التام عنه.

قد يبدو هذا الأمر غير مفهوم للمرضى، خصوصاً أنهم يتوقعون أن تُخفف مسكنات الألم مثل الباراسيتامول من صداعهم. يخشى البعض من تفاقم الألم مع تقليل الجرعة. لذلك، يُعدّ التعاون الوثيق مع الطبيب أمراً بالغ الأهمية لتأكيد التشخيص، ومراقبة التقدُّم، والتخطيط للخطوات التالية في العلاج.

إذا كنت تعاني من الصداع لأكثر من 15 يوماً في الشهر، فمن المهم مراجعة طبيبك العام. فالتحدث معه يُساعد في تحديد الأسباب الكامنة وشرح أنماط الأعراض المُنهكة في كثير من الأحيان. كما أن الاحتفاظ بمذكرات يومية للصداع - مع تدوين الأعراض والتفاصيل اليومية - يُساعد في التشخيص.

ولم يُفهم تماماً سبب تفاقم الصداع لدى بعض الأدوية، خصوصاً مسكنات الألم. ومع ذلك، من المهم إدراك هذه الصلة الراسخة وطلب المشورة الطبية. فقط عندما يتوقف بعض المرضى عن تناول أدوية معينة تماماً، يكتشفون الحقيقة المزعجة: أن آلامهم كانت تُغذّيها نفس الأدوية التي يعتمدون عليها


رقائق الدماغ... هل تُغيِّر شكل مستقبل الطب؟

الرقائق الدماغية قد تغيِّر شكل الطب الذي نعرفه (أ.ف.ب)
الرقائق الدماغية قد تغيِّر شكل الطب الذي نعرفه (أ.ف.ب)
TT

رقائق الدماغ... هل تُغيِّر شكل مستقبل الطب؟

الرقائق الدماغية قد تغيِّر شكل الطب الذي نعرفه (أ.ف.ب)
الرقائق الدماغية قد تغيِّر شكل الطب الذي نعرفه (أ.ف.ب)

ما كان يبدو حلماً خيالياً في أفلام الخيال العلمي أصبح اليوم واقعاً وحقيقياً؛ حيث نجح أطباء عدة في زرع رقائق كومبيوتر صغيرة داخل جسم الإنسان، لإعادة وظائف أساسية، مثل الرؤية والحركة والكلام.

وحسب مجلة «التايم» الأميركية، فإن هذه التقنية التي تُعرف باسم واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، قد تغير شكل الطب كما نعرفه، وتمد الإنسان بقدرات تبدو وكأنها خارقة للطبيعة.

إعادة الرؤية

في فرنسا، استعادت السيدة أليس شارتون، البالغة من العمر 87 عاماً، جزءاً من بصرها بعد سنوات من ضعف الرؤية الناتج عن التنكس البقعي المرتبط بالسن (AMD)، وهو مرض يصيب نحو مائتي مليون شخص حول العالم.

ويكمن السر وراء ذلك في رقاقة صغيرة بحجم 2×2 مزودة بـ400 قطب كهربائي، زُرعت مباشرة في المكان الذي دمَّره التنكس البقعي المرتبط بالسن في شبكية العين.

وبعد زرع الشريحة، يتم نقل الصور من خلال كاميرا مثبتة على نظارات خاصة، وترسل الإشارات عبر الأشعة تحت الحمراء إلى الرقاقة، ما يتيح لها إدراك الضوء والأشكال.

وكانت شارتون ضمن 38 مشاركاً تمت الاستعانة بهم في تجربة أطلقتها شركة «ساينس»، وهي شركة متخصصة في علوم الأعصاب، تأسست منذ 4 سنوات، ومقرها سان فرانسيسكو.

وخضع جميع المشاركين الذين جُنِّدوا من جميع أنحاء أوروبا، لعملية زرع الرقاقة.

وبعد الجراحة، تحسَّن أداء ما يقرب من 80 في المائة منهم على مخطط النظر، بمقدار 20 حرفاً.

وهذه التجربة ليست مجرد اختبار؛ بل نموذج ملموس لإمكانات هذه التقنية في علاج الأمراض المستعصية.

من العين إلى الدماغ: آفاق لا حدود لها

ولا يقتصر الابتكار على شبكية العين؛ بل تعمل الشركات الرائدة مثل «نيورالينك» و«سينكرون» على تطوير شرائح يمكن زرعها مباشرة في الدماغ، بهدف مساعدة المصابين بالشلل على التحكم في الحاسوب أو الهاتف الذكي بعقولهم.

فبمجرد أن يفكر الشخص في كلمة، يتم تحويلها إلى نص مكتوب أو صوت مسموع.

ويمكن أن تُحدث هذه الإمكانات ثورة في علاج الشلل والأمراض العصبية، مثل التصلب المتعدد أو السكتات الدماغية.

سوق واعد ومجال متسارع النمو

تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 680 شركة تعمل في مجال واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، مما يُشكل قطاعاً قُدرت قيمته بـ1.74 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو إلى 6.2 مليار دولار بحلول عام 2030.

ومع ازدياد الاستثمار بشكل ملحوظ، وتسارع الابتكارات التقنية، أصبح هذا المجال من أكثر المجالات الواعدة في الطب والتكنولوجيا الحديثة.

التحديات والمخاطر

ولكن الطريق ليس مفروشاً بالورود، فهناك بعض التحديات والمخاطر التي قد تواجه هذا المجال.

فزراعة الرقائق تحتاج حالياً إلى عمليات جراحية دقيقة، ما يرفع احتمالية المضاعفات، مثل العدوى أو تلف الأنسجة.

كما أن هناك مخاطر أخلاقية تتمثل في إمكانية إساءة استخدام هذه التقنية في المستقبل، مثل زرع الأجهزة في الأشخاص الأصحاء، أو التحكم في الأفكار، أو حتى استغلال البيانات العصبية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة العالية لهذا النوع من التقنيات قد تجعلها متاحة فقط للطبقات الثرية.


اختبار شهير للقلب قد يتنبأ بخطر الوفاة من أسباب مختلفة

هناك اختبار رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاتك في السنوات القادمة (رويترز)
هناك اختبار رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاتك في السنوات القادمة (رويترز)
TT

اختبار شهير للقلب قد يتنبأ بخطر الوفاة من أسباب مختلفة

هناك اختبار رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاتك في السنوات القادمة (رويترز)
هناك اختبار رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاتك في السنوات القادمة (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن هناك اختباراً رئيسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية قد يتنبأ بخطر وفاة الشخص في سنواته القادمة، حتى لأسباب لا علاقة لها بقلبه.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة بفحص السجلات الطبية لأكثر من 40 ألف مريض، صنَّفهم أطباؤهم على أنهم مُعرَّضون لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وكجزء من الرعاية المقدمة لهم، خضع كل مريض لاختبار «PET/CT» الذي يقيس مدى كفاءة القلب في ضخ الدم عن طريق تحديد كمية اللويحات المُحمَّلة بالكالسيوم في الشرايين التاجية.

ويُعيق تراكم اللويحات تدفق الدم إلى القلب. كما يُمكن أن يُؤدي تمزق اللويحات إلى جلطة تاجية، مما يُوقف تدفق الدم تماماً ويؤدي إلى مشكلات خطيرة، كالنوبات القلبية.

وفي هذا الاختبار، إذا كانت درجة كالسيوم الشريان التاجي (CAC) لدى شخص ما صفراً، فمن المُرجّح أن تكون شرايينه خالية من اللويحات المُتقدمة. أما إذا أظهر الاختبار وجود كالسيوم في الشريان التاجي، فإن هذا يعني وجود خطر للإصابة بنوبة قلبية مُستقبلية. ويرتفع هذا الخطر مع ارتفاع درجة الكالسيوم المدونة في الاختبار.

ومن بين المرضى الذين خضعوا للدراسة، وجد الباحثون أن نحو 8 آلاف منهم لم يكن لديهم أي كالسيوم، بينما كان لدى نحو 32 ألفاً مستوى مُعين من الكالسيوم في الشريان التاجي.

وتابع الفريق هؤلاء المرضى لمدة 5 سنوات، مُتتبعاً جميع أسباب الوفيات. ووجدوا أن الأشخاص الذين لديهم أي مستوى من الكالسيوم في الشريان التاجي كانوا أكثر عُرضة للوفاة بمرتين إلى 3 مرات من أولئك الذين لم يكن لديهم أي كالسيوم في الشريان التاجي.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن نحو ربع هذه الوفيات فقط كان بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، أي أن مُعظم المرضى ماتوا لأسباب لا علاقة لها بالقلب.

وقال الدكتور جيفري أندرسون، الباحث الرئيسي في الدراسة، في بيان صحافي: «قد تكون درجة كالسيوم الشريان التاجي مؤشراً أقوى على الصحة العامة للشخص مما كنا نعتقد سابقاً».

ولم يتأكد الباحثون تماماً من سبب ارتفاع معدل الوفيات لجميع الأسباب لدى مرضى تراكم الكالسيوم في الشريان التاجي.

واقترح الدكتور أندرسون أن تراكم اللويحات في القلب قد يعكس تراكمها في أجزاء أخرى من الجسم.

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات خطيرة، مثل تلف الأعضاء، أو مرض الشرايين الطرفية في الذراعين أو الساقين، أو مرض الشريان السباتي في الرقبة، والذي قد يُسبب سكتة دماغية.

كما أن تصلب الشرايين -وهو التصلب التدريجي للشرايين بسبب اللويحات- قد يُؤثر على جهاز المناعة بشكل عام.

ولتقصي الأمر أكثر، يُخطط الباحثون لدراسة المشاركين الذين توفوا لأسباب غير متعلقة بالقلب، لفهم العلاقة بين درجات الكالسيوم في الشريان التاجي والوفيات لجميع الأسباب بشكل أفضل.