الحريري يعزل قرارات المحكمة عن التعاطي السياسي الداخلي

سعد الحريري يتحدث للصحافيين أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أمس (رويترز)
سعد الحريري يتحدث للصحافيين أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أمس (رويترز)
TT

الحريري يعزل قرارات المحكمة عن التعاطي السياسي الداخلي

سعد الحريري يتحدث للصحافيين أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أمس (رويترز)
سعد الحريري يتحدث للصحافيين أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أمس (رويترز)

رفض الرئيس المكلف سعد الحريري أمس أن تكون هناك تداعيات لقرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على السياسة الداخلية اللبنانية وجهود تشكيل الحكومة اللبنانية، إذ جدد تأييده لأن يتمثل الجميع في الحكومة، حتى لو أدانت المحكمة «حزب الله» أو أحد قيادييه باتخاذ قرار اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، مشيراً إلى أنه «يضع مشاعره جانبا»، مؤكداً التركيز على الاستقرار والأمن، وأنه لا يسعى للثأر لوالده، كما رفض ربط المحكمة بتشكيل الحكومة. ورغم الشبهات القانونية بضلوع قياديين في الحزب في اغتيال والده، عزل الرئيس سعد الحريري مسار المحكمة عن الشق السياسي الداخلي. وأثناء مشاركته في افتتاح جلسات المرافعة الختامية في لاهاي، ورداً على سؤال عما إذا كان يمد اليد إلى الحزب المتهم اليوم باغتيال والده؟ قال: «عندما يكون الإنسان في الموقع الذي أنا فيه اليوم يجب عليه أن يضع مشاعره جانبا».
وعن ردة فعله على إمكانية أن يكون «حزب الله» أو أحد قيادييه اتخذ قرار الاغتيال في ظل جهوده لتشكيل الحكومة، قال الحريري للصحافيين في ختام القسم الأول من الجلسة الصباحية: «لا أعرف ماذا سيكون القرار النهائي، فلننتظر ولنر ولا نستبق الأمور. في النهاية نحن في بلد نعيش فيه مع بعضنا البعض ونريد أن نعيش مع بعضنا البعض لمصلحة البلد. أتيت إلى لاهاي منذ سنوات عدة وقلت كلاما استغربه البعض، ولكن في لبنان يجب أن يتمثل الجميع ودعونا لا نستبق الأمور».
وقال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال محمد كبارة لـ«الشرق الأوسط» إن تأكيد الحريري على فصل المسار القضائي عن الشق السياسي الداخلي «ينطلق من حرصه على البلد»، مشيراً إلى أن الرؤية التي كان يمتلكها والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتأكيده على أن «مصلحة لبنان أولاً»، هي نفسها التي يعتمدها الرئيس الحريري اليوم، مضيفاً: «ما يهم الرئيس سعد الحريري هو مصلحة لبنان أولاً، لذلك يقدم مصلحة البلد على مشاعره الشخصية رغم هول الجريمة». وشدد كبارة على ضرورة أن تتم محاسبة المتورطين في الجريمة بعد صدور الحكم النهائي.
وأكد الحريري أمس أمام الصحافيين أنه «لا فائدة من الربط بين المحاكمة والوضع السياسي»، وقال إن الحكومة «ستتشكل وطالب البعض بالتوقف عن الطمع في الحقائب الوزارية». وردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول استعداد لبنان لتداعيات أي قرار للمحكمة، قال الحريري إنه «خلال السنوات الماضية واجهنا تحديات من هذا النوع»، وأضاف: «أنا عندي إيمان بالله كبير ومؤمن بأن أي واحد ارتكب الجريمة سينال جزاءه سواء آجلا أو عاجلا حتى لو استغرق الأمر وقتا أكثر من اللازم».ش
وأضاف: «بالنسبة لي أنا نجل رفيق الحريري، اليوم هو يوم صعب لأن رفيق الحريري لم يعد موجودا معنا، وهو كذلك يوم صعب للبنان فالرئيس الحريري وجميع شهداء 14 آذار سقطوا من أجل حماية لبنان وليس من أجل خرابه، ومن هذا المنطلق طالبنا منذ البداية بالعدالة والحقيقة اللتين نؤمن بأنهما تحميان لبنان، ولم نلجأ يوما إلى الثأر، فرفيق الحريري لم يكن يوما رجلا يسعى للثأر بل كان رجل عدالة ونحن على خطاه سائرون».
وشدد الحريري على أن البلد يتصدر أولوية اهتماماته، مضيفاً: «كما كان الرئيس الشهيد يقول دائما لا أحد أكبر من بلده وهذه هي سياستنا الفعلية».
وتوجه بالشكر إلى العاملين في المحكمة من قضاة ومحامين، وقال: «هذه أول محكمة دولية توفر من ذاتها مكتبا للدفاع عن المتهمين. كما أشكر الأمم المتحدة وكل من سعى لقيام هذه المحكمة. شهد لبنان الكثير من الاغتيالات من دون أن تظهر الحقيقة، وندعو الله سبحانه وتعالى إلى أن يكون معنا ويدفع من ارتكب هذه الجريمة الثمن عاجلا أم آجلا، فنحن مع حماية البلد».
وحول تشكيل الرئيس الراحل تهديداً لمصالح سوريا في لبنان، قال الحريري: «الجميع يعلم كم كان المشكل كبيرا بين الرئيس الشهيد والنظام السوري. أنا سأتعامل مع هذا الموضوع من موقعي كمسؤول بمسؤولية كاملة لحماية البلد واللبنانيين، وخصوصا أن الرئيس الشهيد لم يسع في كل مراحل حياته إلا وراء الاستقرار والهدوء في لبنان والنهوض به. لا شك في أن هناك أمورا تجرح قد يتأثر بها الإنسان، ولكن أمام موقع المسؤولية الموجود فيه الشخص عليه أن يتطلع إلى مصلحة البلد».
وإذ أشار إلى أن «الأيام العشرة المقبلة ستشهد ختام المرافعات للدفاع والادعاء وسننتظر خلال الأشهر القليلة المقبلة القرار النهائي الذي سيصدر عن القضاة»، أكد أنه «حينها سنتحمل مسؤوليتنا كحكومة لكي نرى سبل المضي قدما، فما يهمنا هو التركيز على استقرار لبنان والأمن فيه».
وبالتزامن مع بدء الجلسات، نشر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق تغريدة عبر حسابه الخاص على «تويتر»، قال فيها: «يوم العدل على الظالم، أشدّ من يوم الجور على المظلوم، الإمام علي (رضي الله عنه). سيبقى رفيق الحريري في ضريحه الحدّ الفاصل بين الحقّ والباطل. وبانتظار الحكم النهائي للمحكمة الخاصة ب‍لبنان، عندها لكل حادث حديث».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.