«الوزاري العربي» ينطلق اليوم.... ودعم {أونروا} على جدول المناقشات

أبو الغيط يتعهد مساعدة الوكالة.... وكرينبول يقول إن مصيرها لا تحدده دولة

الأمين العام للجامعة العربية لدى استقباله المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
الأمين العام للجامعة العربية لدى استقباله المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

«الوزاري العربي» ينطلق اليوم.... ودعم {أونروا} على جدول المناقشات

الأمين العام للجامعة العربية لدى استقباله المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
الأمين العام للجامعة العربية لدى استقباله المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

في حين تنطلق في القاهرة، اليوم، اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية في دورته الـ150 على المستوى الوزاري برئاسة السودان، أكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، أن الدول العربية لن تسمح بتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وتشغل مسألة الدعم العربي للوكالة الدولية، التي أوقف الولايات المتحدة الأميركية، أخيراً، تقديم مساهمتها المالية لتمويل أنشطتها، مساحة بارزة على جدول أعمال «الوزاري العربي»، وبدا ذلك واضحاً في استقبال، أبو الغيط، أمس، بيير كرينبول المفوض العام لـ«الأونروا»، بمقر الجامعة العربية في القاهرة.
وأكد أبو الغيط، أن الهدف النهائي للسياسة الأميركية هو النيل من شرعية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وتقويض التفويض الأممي الممنوح لها، توطئة لتصفية قضية اللاجئين.
وشدد على أن «الدول العربية متنبهة تماماً لهذا الأمر، ولن تسمح بتفكيك الوكالة أو الاستعاضة عنها بكيانات بديلة، كما تسعى إلى ذلك إسرائيل والولايات المتحدة خلال الفترة الحالية».
وأطلع كرينبول الأمين العام للجامعة العربية، على مستجدات الأزمة التي تواجهها الوكالة في أعقاب قرار الولايات المتحدة وقف مساهمتها في تمويلها.
وأوضح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط عبرّ لكرينبول عن دعمه الكامل لمهمته، مُعرباً عن تقديره الخاص لقيادته للوكالة في هذه الظروف الصعبة، وإصراره على الاستمرار في خدمة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف عفيفي أن الأمين العام استعرض مع مفوض «الأونروا» سُبل تعويض الإسهامات المالية الأميركية، وسد العجز الذي تُعاني منه الوكالة حرصاً على استمرار عملياتها في المرحلة المقبلة، وبخاصة ما يتعلق بالمدارس التي تخدم نحو نصف مليون طفل فلسطيني.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اجتماعاً وزارياً سيعقد اليوم (الثلاثاء) لمناقشة كيفية دعم «الأونروا» سياسياً ومالياً، وذلك على هامش اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
وعشية انطلاق الاجتماع الوزاري العربي، عقد المفوض العام لـ«الأونروا» مؤتمراً صحافياً، بمقر مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، أوضح فيه أنه يستهدف بزيارته لمصر التواصل مع المسؤولين المعنيين سواء عربياً أو محلياً لبحث سبل مواجهة أزمة تمويل أنشطة الوكالة.
وشدد كرينبول، على النأي بـ«الأونروا» عن الضغوط السياسية، وعدّ أن قطع التمويل الأميركي «لا يعود لأسباب إدارية أو مالية، بل في إطار الضغوط السياسية التي يجب أن تظل الوكالة بعيدة عنها».
ومع إقراره بصعوبة الأوضاع التي تواجهها الوكالة، قال «كرينبول» إن مستقبل عملها لا يمكن أن تقرره دولة واحدة، في إشارة لأميركا.
وعبر المسؤول الأممي عن امتنانه للالتزامات التي أعلنتها دول عربية مختلفة، منها السعودية والإمارات والكويت لتمويل «الأونروا» مالياً، بخلاف مساعدتهم السابقة.
وشرح كرينبول، أن العجز في ميزانية الوكالة يقدر بنحو 200 مليون دولار، تحتاج لسدها، معرباً عن أمله في أن تؤدي مساعدات أخرى، من دول مثل السويد، والصين، خلال الشهرين القادمين في أن تواصل «الأونروا» عملها.
إلى ذلك، واصل المندوبون الدائمون بالجامعة العربية الأعمال واللقاءات التحضيرية لاجتماع المجلس الوزاري العربي، وانتهوا من مناقشة غالبية بنود جدول الأعمال المدرجة على أجندة المجلس، ومشروعات القرارات الخاصة بها، خاصة البند المتعلق بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، والذي يتضمن متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، ورفض القانون العنصري الإسرائيلي الذي يعرف إسرائيل بـ«الدولة القومية للشعب اليهودي»، وآثاره على الحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني، ودعم موازنة دولة فلسطين.
ومن المقرر أن يتضمن جدول المناقشات كذلك البند المتعلق بالشؤون العربية والأمن القومي العربي التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وبحث تطورات الوضع في سوريا وليبيا واليمن، فضلاً عن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، ودعم السلام والتنمية في السودان.
كما انتهى المندوبون الدائمون من مناقشة القضايا السياسية الدولية خاصة المتعلقة بـ«التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، والعلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية ومنها العلاقات العربية - الأفريقية ومع الصين والهند ومنتدى التعاون العربي - الروسي، والعلاقات مع دول جزر الباسفيك ودول أميركا الجنوبية، والتعاون بين الجامعة العربية والأمم المتحدة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.